كان البالون يريد البقاء، لكن ماذا حدث له؟ لا تكن مثل البالون
كان يطير بتحكم الهواء
كنت أقف أنا وصديق لي بالطريق وإذا ببالون يطير فجأة فى الهواء وسط السيارات المارة أمامنا، وفى مشهد درامي نشاهد صراع من أجل البقاء من نوع جديد “صراع البقاء لبالون”، ظل البالون يتلافحه الهواء وسط السيارات صعودا وهبوطا يمينا ويسارا ونحن نشاهد فى حالة من الصمت منتظرين مصير البالون، والنهاية معلومة بالتأكيد تم دهس البالون وانفجر تحت عجلة أحد السيارات.
لقد ذكرني ذلك البالون بصراع الإنسان الذى لا يرى وجهة أو طريقا أو هدفا يحيا لأجله وتتحول حياته إلي طرق متداخلة ليس لها مسار يحددها أو قانون ينظمها، حياة مملوءة بالعشوائية والعبثية. فتتحول حياته لصراع الإنسان البالوني.
كل فرد منا نشأ بداخل أسرة أو مجتمع وشرب منهم التعاليم المتنوعة التي شكلت شخصيته التي هو عليها بشكل ما، حتى صار قادرا على اكتساب المعرفة والاختيار سواء النافع أوالضار لنفسه كلما تقدم به العمر.
البعض تتحول حياته إلى صراع بقاء البالون وسط الطريق، تحمله الحياة فى طياتها يمينا ويسارا لا يعلم موقعه منها سوى إرضاء ملذاته المادية حتى تنتهي حياته ككل ما هو مادي كتب له الفناء، وذلك الإنسان البالوني لا يكون له أى دور فى الحياة سوى الحيز المادي الذى يشغله بها وذلك لفقدانه البوصلة التي ترشده لطريق الحياة الصحيح الذي عليه أن يسير فيه.
علينا ملء البالون “إن لم تعرف الطريق ستضل”
ما يميز الإنسان عن الحيوان عقله كما نعلم، ومن دون إعمال العقل سيتحول إلى كائن حيواني لا يعي سوى المأكل والمشرب والنكاح، فأول ما يجب أن يسعى إليه الإنسان أن يكتسب المعرفة وينميها ويدرك وجهته فى تلك الحياة. لكن كيف ذلك؟
واجبات البقاء
يستمد الإنسان معرفته من خلال الواقع الخارجي ويدركها بعقله ويكون التصور الكلي عنها، كرؤية السيارة كمثال تلتقطها حاسة البصر وتنقلها للعقل، والعقل يكون التصور عنها من خلال معرفة ماهيتها وبالتالي عند رؤية سيارة مجددا ستدركها على الفور وتستحضر ماهيتها مجددا، وينطلق الإنسان فى تكوين المعرفة من خلال البديهيات العقلية -كاستحالة اجتماع الشيء ونقيضه وأصل العلية.
الحقيقة
يدرك الإنسان وجوده توًّا لعلمه الحضوري بذلك لأنه يدرك عدم إمكانية ألا يكون موجودًا لعلمه بذاته، وينطلق بالبحث عن إجابة أسئلة: من أين أتينا؟ وفى أين نجد سعادتنا ؟ وإلى أين ينتهي بنا المطاف ؟ وللوصول لإجاباته الشافية عليه أن يتجرد من أهوائه التي تحول بينه وبين الحقيقة، ومنها الرؤية المكونة مسبقا عن الحقائق والعجب بالنفس وأحيانا الخوف من معرفة الحقيقة. ويجب وضع الميزان الذي سيتم عرض المعلومات عليه –التفكير المنطقي- حتى يصل إلى نتائج يقينية سليمة تكون البداية لتحرك منضبط يمهد الطريق للسير فيه نحو الهدف، تلك المعرفة ستكون بمثابة الخيط الذي يمسك بالبالون ويمنعه من التخبط والضياع.
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.