شماعة التبرير والابتعاد عن طريق النجاح
شماعة التبرير
المبررات التي قد يطلقها كلا منا ويجد التبرير لأي موقف أو قرار أو سلوك معين وقد تكون تلك الأسباب منطقية واقعية أو تكون نوع من أنواع التبرير فقط لإقناع النفس لما قامت به ولتبرير النتيجة التي وصلنا لها.
وقد أطلق البعض على هذه المبررات الغير منطقية ” الشماعة ” كناية عن المبررات التي نعتبرها السبب سواء في الفشل أو عدم الوصول للنتيجة المطلوبة وكأنه شماعة لتعليق الأخطاء مماثلة لشماعة تعليق الملابس. وقد يستفيد البعض منا من السلوكيات والمواقف غير السليمة وقد لا يستفيد من تلك الأخطاء.
المشكلة تكمن في أن كتير من الناس عندما يفشلون يستخدمون هذا النمط من التبرير كوسيلة يتخلص بها غالبية الناس من فشلهم؛ لكي يبرروا هذا الفشل. فالذي يلجأ إلي هذا النمط من التفكير لا يحلل أسباب الفشل والتعثر ويتعلم منها.
بل يجد لنفسه سبب للتقصير مما قد يجعله عرضة لتكرار نفس الخطأ والوقوع في نفس النمط الخطأ من التفكير غير السليم.
الفارق بين من يحاول الوصول ومن يحاول خلق المبررات
فعندما يتعثر الإنسان يجب أن يبحث عن أسباب هذا التعثر لكي يتعلم منها في القادم من المواقف، ويراكم خبرات وأفكار سليمة. ويعد هذا التحليل لأسباب الفشل من الأنماط الإيجابية للوصول إلي النجاح.
ولكي يتضح الأمر أكثر؛ نذكر بعض الأمثلة للأشخاص الذين يذهبون متأخرا إلي العمل بشكل دوري ومتكرر ويبرروا هذا التأخير أنَّ الطريق مزدحم أو طويل، فيجعل تلك المعوقات سببا للتأخير. وهذا التبرير هو الناتج من نمط الشماعة.
لكن الأشخاص الذين يتعلمون من أخطاءهم ويأخذون بالأسباب يدركون أنهم كان عليهم الاستيقاظ مبكرا ويخرجون مبكرا حتي يصلوا في الموعد المحدد وكذلك الأشخاص الذين يتم رفضهم بشكل مستمر في مقابلات العمل، وليبرروا هذا بالقول بأن المقابلة كانت صعبة لكن الأشخاص الذين يفكرون بطريقة مختلفة عن هذا النمط ويتعلمون من أخطائهم وأخطاء الآخرين الذين يبحثون عن كيفية تخطي المقابلة وتجهيز الأوراق بشكل صحيح هم الذين يتقدمون ويصلون للنجاح.
ثقافة تحمل المسؤولية والتخلص من الوهم
على كل الأحول فإن النجاح وتحمل المسؤولية هي ثقافة في مقابل ثقافة التبرير واليأس واختراع مبررات وهمية لا أساس لها من الصحة وخطورة ذلك يكمن في عدم قدرة أصحاب الأنماط الخاطئة في التفكير من تحديد أسباب الفشل في المجالات المختلفة معتقدين أنهم قد أتموا ما عليهم من مسؤوليات وهو ما يضعهم في خانة الجهل المركب أو المزدوج .
وهو الجهل الذي يكون صاحِبُه جاهل بحقيقة جهله ويظن أن سلوكه وآراءه وتصرفاته سليمة في حين أنها خطأ وهو ما يجعله يقع في الخطأ الآخر وهو جهله بحقيقة الأمور من حوله وكيف تخطَّى صعاب الحياة على المستويات المختلفة سواء الفكرية أو العملية السلوكية وهذا ما يجب أن يشغلنا حتى نبدأ من الاستفادة من كل نمر به في حياتنا.
اقرأ أيضا :
بعد أن اعتدنا الفساد، هل نفقد الأمل فى إنسانيتنا ؟ ومن هو البطل الحقيقي ؟
المعاناة والألم … هل من سبيل للخلاص من المعاناة ؟ ولماذا نعاني من الأساس ؟