مقالاتسارق ومسروقفن وأدب - مقالات

سارق ومسروق – الوجه التاسع

أربعون وجها للص واحد "متتالية قصصية"

نزع براويز تحوى لوحات مزيفة من فوق الجدار، بينها برواز يطوق صورة المسروق، ورماها في ركن صالته الفسيحة. ولأن زوجته تعرف صاحب الصورة، جمع كل ما نزعه على عجل، ووضعه في جوال، وخبأه في بدروم البناية.

خاف إن تركه في شقته يصل إلى يد زوجته وأولاده، الذين يحظى المسروق باحترام شديد لديهم، فأخذه إلى مكتبه الخاص، الذي فيه أتاه التفكير في السرقة، يوم أن واعد المسروق شخصا كان قد اشترى منه عقارا،

وتصور السارق وقتها أنه سيضع ثمن العقار في خزانة مكتبه، ثم يستولي عليه بعد أن أعد حيلة محبوكة لهذا، لكن المسروق، فوت عليه الفرصة، حين طلب من سائقه الخاص، أن يأخذ حقيبة النقود إلى سيارته.

وقتها فكر السارق في حيلة أخرى، وهي ألا يرد للمسروق كل دينه، بل يقتطع جزءا ويأخذه لنفسه، وقال لها:

ـ هذا حقي.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ضرب يومها سطح مكتبه بقبضتي يديه حتى تناثر ما عليه في جنبات الحجرة، وراح يجمعه في غبطة محتفلا بانتصار وهمي، لكن لم يلبث أن تسربت إليه حسرة حين استعاد من جديد لحظة خروج السائق بالحقيبة، التي كان قد طمع في كل ما فيها.

كثيرا ما يتذكر هذه الواقعة وهو يقود سيارته في الشوارع الممتدة من مكتبه إلى بيته، فإن نظر إلى المرآة المطروحة على يساره، أو التي فوق رأسه، رأى صورة المسروق، فيرسل إليها نظرات خاطفة غاضبة تكاد تطيح المقود من يديه.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

الوجه الأول ، الوجه الثاني

الوجه الثالث، الوجه الرابع

الوجه الخامس، الوجه السادس

الوجه السابع، الوجه الثامن

د. عمار علي حسن

روائي ومفكر مصري