فن وأدب - مقالاتمقالات

أَلَمٌ وَدُمُوْعٌ

قلت على لسان المعلم يشكو حاله:

الْهَمُّ يَعْصِرُ مُهْجَتِي وَفُؤَادِي                وَالْبُؤْسُ يَسْحَقُ شَامَتِي وَعَتَادِي

وَالْيَأْسُ فِي الْأَرْجَاءِ قَدْ عَمَّ الْوَرَى         وَالْهَمُّ يَحْصُدُ هَامَتِي وَقِيَادِي

سَاءَتْ حَيَاتِي وَانْبَرَى كُلُّ الْأُلَى           فِي نَهْشِ أَحْوَالِي وَكُلِّ مُرَادِي

وَالْكُلُّ يَنْظُرُ بِاحْتِقَارٍ هَازِئًا                    وَالنَّاسُ تَسْخَرُ مِنْ وَبِيْءِ كَسَادِي

اضغط على الاعلان لو أعجبك

مَاذَا فَعَلْتُ لِكَيْ أُجَازَى بِالْقَذَى           وَأُهَانَ فِي شَأْنِي وَكُلِّ سَوَادِي؟!

هَلْ كَانَ ذَنْبِيَ أَنَّنِي رُمْتُ الْعُلَا            وَأَرَدْتُ كُلَّ الْخَيْرِ وَالْإِسْعَادِ؟!

هَلْ كَانَ ذَنْبِيَ أَنَّنِي لَا أَنْثَنِي              أَبْغِي جَمِيْلَ الصَّدْرِ وَالْإِيْرَادِ؟!

هَلْ كَانَ ذَنْبِيَ أَنَّنِي لَا أَنْثَنِي              أَغْزُوْ عُقُوْلَ النَّشْءِ بِالتَّرْدَادِ؟!

وَأُعَلِّمُ الْأَطْفَالَ فِي كُلِّ الرُّبَى              مَعْنَى الْحَقِيْقَةِ فِي دُجَى الْإِرْمَادِ

أَجْلُو الْجَهَالَةَ عَنْهُمُ بِمَنَارَةٍ                  تَجْلُوْ ظَلَامَ الْجَهْلِ بِالْإِرْشَادِ

يَا أُمَّتِي مَاذَا فَعَلْتُ بِرَبِّكُمْ؟!                حَتَّى أَكُوْنَ الذَّيْلَ بِالْمِرْصَادِ

مَاذَا فَعَلْتُ بِرَبِّكُمْ كَيْ أَنْحَنِي              لِأَحُوْزَ بَعْضَ لُقَيْمَةٍ بِالْكَادِ؟!

وَأُهَانَ فِي كُلِّ الْمَحَافِلِ صَاغِرًا            وَيُشَارَ بِالْإِنْكَارِ وَالْإِنْكَادِ

رُمْتُ الْحَيَاةَ بَهِيَّةً وَضَّاءَةً                     أَصْلَحْتُ كُلَّ الْهَدْمِ وَالْمُنْآَدِ

خَبَّأْتُ دَمْعِي إِذْ بَكَيْتُ خَصَاصَةً            وَنَسِيْتُ طَعْمَ الْبُؤْسِ وَالْإِجْهَادِ

حَارَبْتُ يَأْسِي وَالْقِفَارُ مُنَادِمِي            لَكِنَّنِي كَالطَّوْدِ وَالْآَسَادِ

عِفْتُ التَّخَلُّفَ وَالْمَنَامَ لِأُمَّتِي               رُمْتُ الْعُلَا فِي حَاضِرٍ أَوْ بَادِي

مَاذَا فَعَلْتُ لِكَيْ تَقُوْمَ قِيَامَتِي             وَأَرُوْحَ فِي شُؤْمٍ وَفِي أَحْقَادِ؟!

لَكِنَّكُمْ آَلَيْتُمُ إِلَّا الْخَنَا                         وَمَضَيْتُمُ فِي مَأْتَمٍ وَحِدَادِ

جَازَيْتُمُ كُلَّ الْفِعَالِ نَقِيْصَةً                   خَبَّأْتُمُ فَضْلِي وَكُلَّ جِهَادِي

دَارَيْتُمُ مَا قَدْ صَنَعْتُ مَعَ الْحِجَا             وَسَحَقْتُمُ جُهْدِي وَكُلَّ تِلَادِي

كُنْتُ الْمُعَلِّمَ وَالْمُؤَدِّبَ وَافِيًا                 كُنْتُ الرَّقِيْبَ وَكُنْتُ رِيَّ الصَّادِي

كُنْتُ السَّبِيْلَ لِمَنْ تَعَثَّر خَطْوُهُ             كُنْتُ الدَّلِيْلَ وَكُنْتُ نِعْمَ الْحَادِي

أَنَا لَا أَرُوْمُ غِنًى يُبَدِّلُ حَالَتِي               بَلْ غَايَتِي عَيْشٌ بِلَا إِبْعَادِ

يَا قُوْمِي رِفْقًا فَالْمُعَلِّمُ نِعْمَةٌ               وَرِسَالَةُ الْمَنَّانِ لِلْأَحْفَادِ

جَازُوْهُ خَيْرًا فَالرَّسُوْلُ يَحُثُّنَا                 وَبِمُحْكَمِ التَّنْزِيْلِ فَضْلُ الْهَادِي

مقالات ذات صلة:

تنشئة الأجيال الجديدة

مرثية معلم

المعلم البداية

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. د. محمد دياب غزاوي

أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية- جامعة الفيوم وكيل الكلية ( سابقا)- عضو اتحاد الكتاب