إصداراتمقالات

رسالة من مجهول

رسالة من مجهول

كالعادة استيقظت لأكون كما أنا فى كل يوم.
غير أن هذا اليوم أبى أن يكون كمثل كل يوم.
فعند خروجى من باب البيت وجدت رسالة على باب شقتى فتبادر إلى ذهنى أنها جواب التعيين الذى انتظرته من حين التخرج، أو ربما يكون عقد الشقة التى حلمت بها، أو أنها فاتورة الغاز، أو الكهرباء، أو النظافة، المياه، أو قد يكون محضر مخالفة ما …………….
فأسرعت لفتح الرسالة  وجدت عنوان رسالة المجهول  ” من مظلوم مثلك “…
ينظر ويشاهد ما يدور من حولنا على أمل أن يكون الأفضل قادم ولكنى وعلى مدار ثلاثة سنوات مضت:وجدت الأمر يزداد سوءًا من حولى فقررت أن يشارك الناس أسئلتى حتى نصل جميعًا لإجابة لما نريد.
السؤ ال الأول: من وجهة نظرك من يقوم بتغيير ما نحن فيه؟
السؤال الثانى: ما هى الأشياء التى نحتاج لتغييرها حتى تصبح حياتنا أفضل؟
السؤال الثالث: من أين يبدأ التغيير؟
سأجيب حتى يتسنى لك الإجابة على رَوية وبعد قراءة إجاباتى التى قد تتفق أو تختلف فيها معى، فمن الأهمية بمكان: أن تجولَ بخاطرك؛لتضعَ أيقونة فكرك التى تحل طلاسم تلك الأسئلة.
إجابة السؤال الأول:
من يقوم بالتغيير هو أنا وأنت؛ لأننا أصحاب القضية الأصليين.
إجابة السؤال الثانى:
حتى تصبح حياتنا أفضل يجب أن نعرف أن سوء الحال الذى نحن فيه ينبع من فهم الأسباب التى أودت بحياتنا لهذا المستوى من الجهل والفقر والتردى المادى أو المعنوى وسأوضح لك أفق الحلول لتلك المنعطفات فى إجابه السؤال الثالث.
إجابة السؤال الثالث والأخير وهو الأهم:
يبدأ التغيير من تشخيص السبب الحقيقى الذى أدى بنا لمثل هذا الوضع والتشخيص يبدأ من معرفة من الذى جعلنا نرزح فى هذا الفقر والجهل، وبالتأكيد هذا ينم عن ظلم ينقض ضفائر سعادة أحلامنا، فهو يعمل ليل نهار على سلب الثروات وحجب المعرفة والعلم حتى يتسنى له السيطرة أطول وقت ممكن وأن يجعلنا ندور فى فلكه حتى لا نتحرر ونطالب بحقوقنا. وإن كنت تظن أن هذا يمثل نظامًا حاكمًا مثلا فأنت على صواب ولك أن تعرف أن لهذا النظام إعلاما يطرق أسماعنا فى يقظتنا ومنامنا فيرسم لنا أحلامنا ويشكل هاجسا لا نستطيع أن ننفك عنه حتى أنه يبسط رداءه على عقولنا ويحلق فى فضاء نفوسنا، فنصبح صرعى لكل ما يُبَث عبر أثيره!

وبذلك يكون هذا النظام هو الفاعل الرئيسى، وبعد تشخيص الفاعل يجب أن نعرف كيف نتخلص من هذا النظام. وللإجابة على ذلك يجب أن تدرك ببصيرتك بعض الحقائق التى تبدد الغموض الذى يكتنف تلك الألغاز.

يسعى هذا النظام إلى توجيه نظرنا لمكان آخر غير مكان المشكلة الحقيقية التى انغمسنا فى دَرَكِها حينما ألغينا إدراكنا لمقوماتنا التى اعتززنا بها فصرنا تابعا ذليلا يتبع كل ناعق، مما زاد من فقرنا؛ لأننا نحيا فى ظل نظام كرس ظلمه حتى أننا أصبحنا نستمرئ الخلاص منه!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

يسعى هذا النظام لتقييد عقولنا لنقبع تحت مكنون رغباتنا المادية من مأكل وملبس ومسكن، فننظر للحرية والتخلص من العبودية على أنها ترَف مبالغ فيه! ومن ثم يُحكِم الخناق على تفكيرنا؛ لنظلَّ نلهث خلف هذه الأوهام ظانين أننا نحقق المجد، ونكتشف فى النهاية أننا نجرى وراء السراب! فهل سنفهم رسالة هذا النظام وكيف سنتغير ؟

يسعى هذا النظام لوأد أى حركة تسعى للتحرر من نير العبودية من خلال تحريك الطواحين الأمنية التى تسعى لتمزيق إرادة الشعوب بزرع الخوف فى نفوسنا؛ لنرضخ لأن نكون خشبة تتقاذفها أمواج السلطة خوفا من أن نصل لجزيرة الكرامة التى أقنعنا أنفسنا أنها أصبحت دربا من الخيال!

يسعى هذا النظام للعب دور المخلص للشعوب وأنه صاحب مبادئ متفردة لا يمكن للشعب أن يرى إلا ما يراه له النظام! فهو مبعوث من بين ثنايا التاريخ لينفضَ عن الشعب مشقة التفكير الذى أضناه! نظرا لأنه يمتلك مقومات -ما اصطلح عليها بأنها- دهاليز السياسة التى لا يتقنها الكثيرون!

وبعد كل هذا أجتر أحزانى التى تشاركنى فيها أيها المظلوم وتنتظم عَبَرَاتى لتشكلَ نهرا متدفقا من الآمال المقرونة بسواعد الرجال لتغرق النظام الذى استعبد العباد وسرق البلاد، فمن سيركب هذا النهر على خُطى نوح عليه السلام؟

عش حرًّا وارفض الاستعباد واعرف الحق تعرف أهله .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

مقالات ذات صلة