مقالاتفن وأدب - مقالات

رحلة إلى كوكب e707 الجديد بعد دمار كوكب الأرض .. الأقلية والإنسانية

المكان: الوكالة الكونية لأبحاث الفضاء، الزمان: 2300 بعد الميلاد ،في قاعدة الوكالة الكونية لأبحاث الفضاء وبعد اكتشاف كوكب e707 والذي يشبه كوكب الأرض في كثير من الصفات البيولوجية والبيئية وبما يحتويه من أنهار واكتشاف وجود حضارة عاقلة تم التواصل معها وقد توصلت الأبحاث إلى أنهم يشبهوننا في البنية الجسمانية وإن كانوا هم أرقى عقلاً وفكراً منا؛

الهجرة إلى كوكب أخر

وقد أخذ قادة العالم القرار الخطير بعد أن دمرت الحروب بنية كوكب الأرض وبعد أن أفنى الإنسان مقومات الحياة على كوكب الأرض بعمل تنمية ثرواته المادية على حساب الطبيعة  وذلك بتبوير الأرض الزراعية والتوسع في إنشاء المصانع التي تعمل بالطاقة الهيدروجينية وهي أخطر من الطاقة النووية حيث كان يتم رمي المخلفات في أعماق كوكب الأرض مما أدى إلى تسرب تلك المواد إلى الأنهار والبنية التحتية ومن ثم تسمم كثير من البشر وإفناء كثير من المخلوقات، ولم تعد الأرض صالحة للزراعة ولم تعد الأنهار عذبة، بل ملوثة بكمية كبيرة من المسرطنات التي صنعها البشر بأيديهم وكانت سبباً رئيساً في إنهاء وإفناء ملايين من البشر.

بعد كل هذا الدمار توصل القادة إلى أن كوكب الأرض لم تعد صالحة للحياة بعد تدمير الغلاف الجوي وبعد إفناء مقومات الحياة، ومن ثم اتخذ القادة قراراً بتجهيز عدد من سفن الفضاء لكي يرحلوا عبر المسار الكوني وذلك من خلال الثقب الدودي الذي يختصر السنوات الضوئية، وقد تم اختيار مجموعة من البشر من النخب الفكرية ومن العمال المهرة وذلك من الجنسين لكي يتم الحفاظ على بقاء الجنس البشري وقد أخذت تلك السفن كل ما تحتاجه للحفاظ على الجنس البشري من تخزين التراث الإنساني على أجهزة الذاكرة وبعد أن هبطت تلك السفن على كوكب e 707 استقبلهم أهلها الذين يشبهوننا في بنية الجسم لكن كانت رؤوسهم أكبر بنسبة بسيطة، استقبلوهم بالود وأعدوا لهم مقاطعة بالكوكب لكي تعيش عليها تلك الفئة المختارة من الجنس البشري؛

هل يرضخوا للقوانين ؟

لكن كان لسكان الكوكب قوانينهم الخاصة فكانوا لا يعترفون بالحب ولا يعترفون بإقامة علاقات زوجية لإنجاب أطفال؛ حيث كان التلقيح تلقيحاً صناعياً يتم في المختبرات لكي يعدلوا في الجينات كي تكون تلك المواليد على قدر من الذكاء والصحة، وكل من ينتهك تلك القوانين يتم تعذيبه وإبعاده إلى مكان يسمى “تطهير الأجسام” حيث الموت الحتمي.

هنا وجدت الفئة المختارة تلك القوانين التي يجب أن تطبق أيضاً عليهم  مع سكان كوكب e707  هنا تثار تلك الأسئلة ماذا عليهم أن يفعلوا؟ هل يرضخوا للقوانين، هل سيصيروا نسخة طبق الأصل من سكان هذا الكوكب؟ هل سيمتنعون عن الحب وعن إنسانيتهم؟ كل تلك الأسئلة جالت بتفكيرهم، فها هم يعيشون أخيراً دور الأقلية في مجتمع الأكثرية فماذا هم فاعلون؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فلنحمي كوكب الأرض

تلك القصة الرمزية التي تحمل عدة معان وعدة أهداف، وتخيل لما قد نحدثه نحن البشر في أرضنا التي تحتضننا وتجود علينا بالحياة الوافرة النعم من مأكل ومن متنفس ومن مناظر طبيعية تريح النفس وتجعل الفرد يستمتع بمطالعة تلك المناظر التي تثير في النفس الهدوء والجمال فما نحدثه من تشوهات في تلك الطبيعة من إلقاء للمخلفات البشرية والمخلفات الصناعية في البحار والأنهار مما أدى إلى تسمم وتشبع الطبيعة بتلك السموم التي ستقضي على الجنس البشري يوما؛ ما لم يعُد إلى رشده ويترك مبدأ النفعية المادية الذاتية وينظر إلى النفعية التي تعود بالفائدة عليه وعلى مجتمعه البشري الأكبر

فنحن للأسف من نحفر قبورنا بأيدينا ولا ننظر إلى الأجيال القادمة التي ستحمل وزر ما نفعله الآن فتلك هي القضية الأولى التي نحاول إثارتها في تلك القصة الرمزية ألا وهي محاولة النظرة العقلانية أننا نعيش في مركب واحد ومن يتحامق ويحاول أن يقتلع خشب المركب لكي ينتفع به بعمل كرسي أو أن يدفأ نفسه بخشب المركب سيأتي اليوم الذي نجد أنفسنا بلا مركب ونهوى في قاع الظلمات والموت المحقق.

الأقليات والتعاطف

ونأتي إلى القضية الثانية وهي قضية التعاطف، ففي هذا الكوكب الذي تم الارتحال إليه في تلك القصة يعيش البشر كأقلية لأول مرة ويتعرفون على كيفية الشعور كأقلية؛ فهنا يجب أن نرتقي بمشاعرنا نحو الأقليات ولا نسخر منهم ومن معتقداتهم وأن نعترف بحقوقهم في ممارسة حياتهم الخاصة طالما لا تضرنا؛ فتلك حياتهم ومعتقداتهم التي يعيشون وفقاً لها،

علينا أن نتعلم التسامح وأن نتعلم كيف نتعاطف مع تلك الأقليات التي تعيش في مجتمعاتنا، فتخيل نفسك أنك من تلك الفئة المختارة التي ستعيش في ذلك الكوكب، فكر كأقلية تعيش على هذا الكوكب؛ عندها ستعرف كيف تتعاطف وكيف تتسامح، نحن نعيش في مركب واحد أيها السادة فلنحافظ على وحدته وتماسكه ولنترك التفكير المحدود النفعي الوقتي ولننظر نظرة الذكي العقلاني الفاضل الذي ينظر إلى نفعه من خلال نفع الكل فتلك هي قصة الإنسانية الفاضلة التي نبغي أن نسطر قصتها نحو مجتمع عقلاني ومجتمع فاضل.

 

اقرأ ايضاً .. هل كل ما نقرؤه في المجلات العلمية صحيح؟

اقرأ أيضاً .. ماذا يحدث إذا حكمت الآلات العالم

اقرأ ايضاً .. العلم والتجربة

محمد سليم

عضو بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالإسكندرية