مقالاتمنطق ومعرفة - مقالات

رؤيتك خط سيرك – الأفكار الخاصة بنا وعلاقتها بوجهتنا ومدى قدرتنا على التجرد

الأفكار و التجرد وسير الحياة

من منا لم تواجهه مشكلات فى سير حياته أو هموم وكأنه قد دخل متاهة يريد أن يخرج منها، كيف سيخرج منها وهو يغرق فى جزئياتها؟!
وقد رأى الكثير أن السير بالمنهج الذى يسلكه غيره، هو أمر جيد لمجرد أن النتيجة التى رآها تبدو له ناجحة، ولم يعِ أنه توجد عوامل من خلالها يتم تصنيف النجاح، فنجد مثلا من يريد أن يأسس مشروعاً شبيهاً لما قام به أحد أصدقائه لمجرد أن مشروع صديقه قد نجح دون أن يأخذ فى الحسبان مقومات نجاح المشروع نفسه.

ما مدي تأثرنا بالأخرين ؟

وبالنظر مرة أخرى لمشكلات الكثير منا نجد أن الأفكار الخاصة بنا والبحث عن حل قد يكون متأثراً بآراء المحيطين بنا وبطريقة عيشهم وتفكيرهم، وربما نجد أن الأسلوب الذى نفكر به فى الحل قد يكون هو المشكلة نفسها لما يحمله من انهزام وسلبية وعدم كشف أصل المشكلة جيدا وهذا ما يعرقل إيجاد الحلول لتلك المشكلة، لكن بشروعنا لتغيير تلك الرؤية سنتمكن من أن نجعل لأنفسنا خطوطاً عريضة تصل بنا لحل لمثل تلك المشكلات.

فالبعض يسير دون أن يعى أنه قد يستخدم يوماً الأفكار الخاصة بالآخرين ويعيش بناءً عليها ولم يكتشف أن قواه العقلية مهمشة وتعتمد على نتاج الأفكار الخاصة بهم وبرؤيتهم، وقد يكون فى الغالب نتاجاً خاطئاً، ومع ذلك يستمر في حياته بها دون أن يسعى للتصويب، ولم يعِ أنه يوما ما قد تسبب تلك الأفكار الخطأ الكثير من المشكلات أخرى، ويعتبر التعليم الذى نحصل عليه والذى لم يرسخ فى كل شخص قيما ومبادئ تمكنه من صياغة رؤية خاصة قادرة على مساعدتهم مستقبلاً على اجتياز عقبات الحياة ومشكلاتها وتمكنهم من إيجاد حلولا لمشكلاتهم بل والإبداع فى مجالاتهم من أهم الأمور التى يجب إعادة النظر فيها وإن كان التغيير فى هذا المجال صعباً فإن التعليم الذاتى أصبح الآن من الأمور المتاحة لمن يريد.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

التجرد والموضوعية

إن تمكن الإنسان من الوصول إلى الحيادية والقدرة على التجرد من الأفكار االتي تسيطر عليه ليعيد صياغة رؤيته عن الحياة مع تغيير كل نقص فيها سيمكنه ذلك من تغيير مجرى حياته والتغلب على أغلب مشكلاته

يجب على كل منا أن يضع رؤية وتكوين الأفكار الواضحة لمسار حياته ممنهجة يتبعها نظاماً للتنفيذ ليجعل منها عادة قوية من الصعب تغييرها ومن ثم يجعل لحياته غاية تجعله يصوب مساره دائماً وأن يسير لتلك الغاية باستمرار دون تعب أو ملل.

وبالنظر إلى ما قد تقدمه النخب المجتمعية لأفراد المجتمع
لم تتمكن النخب من أن يصيغوا رؤية لكل شخص، ولكن ما قد يقومون بفعله هو ترسيخ الوعي والمعرفة بقدر ما يُمكن هؤلاء الناس من أن يصيغوا رؤية مختلفة ويتجردوا من أخطاء رؤيتهم السابقة

فى النهاية نجد أن المعرفة الواقعية هى شفاء لكل جهل وأشكال نفسية، ولن يتمكن أحد من أن يجد طريقه إلى إنجاز شىء أو التخلص من شىء إلا بالمعرفة التى تحدد لنا ما هو كائن وما ينبغى أن يكون حتى تكون مرشدا واقعيا لنا فى وسط هذا الكم الهائل من الأفكار والنظريات بحيث يستطيع الإنسان من خلال معرفته أن يكون على المسار الحقيقي للحياة وهذا ليس بالمستحيل شرط أن يريد الإنسان التغير للأفضل.

 

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ ايضاً .. هل كل ما نقرؤه في المجلات العلمية صحيح؟

اقرأ أيضاً .. ماذا يحدث إذا حكمت الآلات العالم

اقرأ ايضاً .. العلم والتجربة

محمد سيد

عضو بفريق بالعقل نبدأ أسيوط

مقالات ذات صلة