دورة جارتنر
بعد مرور ما يقرب من عامين على العالم في ظل فيروس كورونا، وربما تطول أكثر وأكثر، انتشرت في البداية فكرة زووم والاجتماعات عبر الإنترنت، فكرة رائعة، واعتقد الجميع أن هذا سيكون البديل النهائي لكل شيء؛ للمدارس، للمؤتمرات، للكثير من الوظائف، تعمل من المنزل، تتواصل من المنزل، نجتمع أنا وزميلي من اليابان وجنوب إفريقيا وسويسرا والبرازيل وأمريكا، بضغطة زر دون عناء سفر وملل وضياع وقت.
لكن بعد قليل ظهرت أصوات كثيرة تلعن فكرة العمل من المنزل، والدراسة من المنزل ومشاكلها، حتى مؤتمرات زووم ظهر نقد شديد لها رغم مميزاتها الرائعة، وبالتدريج وصل الكثيرون إلى مرحلة الاتزان، نعرف الأمور التي تفيد فيها تكنولوجيا التواصل، وما هي الأمور التي لا يفيد فيها، تماما مثل كل تكنولوجيا؛ التواصل الاجتماعي، المحمول، طرق العلاج الجديدة، أساليب كثيرة واختراعات كثيرة.
مزايا وعيوب
أي فكرة أو إختراع أو اكتشاف جديد يمر بما يسمى بدورة جارتنر (Gartner Hype Cycle)، وهذا حسب المؤسسة التي قدمت هذا المفهوم _مثلا اختراع الإنترنت أو الذكاء الاصطناعي أو طريقة علاج أو أي شيء جديد أو تطوير جديد_ حين تظهر الفكرة والأبحاث الأولية، يظهر حماس شديد ويتخيل الناس أن هذه الفكرة أو هذا الاختراع سوف يحل كل شيء، وبالتالي يتم تسليط الضوء الإعلامي، وتدخل استثمارات كثيرة للاستثمار في هذه التكنولوجيا الجديدة،
ولكن مع بداية التطبيق ودخول الفكرة أو الاختراع أو التكنولوجيا إلى أرض الواقع، تظهر مشاكل كثيرة، وتتراجع ثقة الناس في هذه التكنولوجيا، ويتزايد الشك فيها والنقد لها والتركيز على عيوبها، لدرجة انهيار الثقة بدرجة كبيرة في مصداقية هذا الاختراع، وتنهار الكثير من الاستثمارات التي تم وضعها في هذه التكنولوجيا.
ومع مرور الوقت يحدث تعافٍ جزئي، ويفهم الناس أن هذه التكنولوجيا أو العلاج أو الاختراع له مزايا وعيوب، وليس الحل السحري لكل شيء، لكن له استعمالات مفيدة وأمور أخرى لا يفيد فيها.
اقرأ أيضاً:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا