خواطر حائرة على مسرح الحياة الكبير
كثيرة تلك الخواطر التي تتوارد على الذهن، تبلور الواقع وتكشف مكنونات النفوس، وتعري الحقائق التي طالما تزينت بملابس الوهم المزركشة الخادعة، لنجد أنفسنا في مفترق الطرق حيارى بين واقع نعيشه وأحلام ساذجة، نرنو إليها في عالم المستحيل اللا ممكن اللا معقول، ومن تلك الخواطر:
– تبقى المواقف وحدها ميزانًا حساسًا عادلًا، يكشف عورات النوايا العفنة التي طالما استترت خلف معسول الكلام!
– تبقى حيرتك الكبرى مقترنة بردود أفعال الآخرين غير العادلة في المواقف المتطابقة، إذ تحركهم –آنذاك– عواطف الحب الزائف أو الكراهية المعلنة أو المصالح المتبادلة، وليست العدالة المقترنة بحيادية المواقف دون حب أو كره!
– تعَوّد حين الاستماع إلى طرفي صراع في مشكلة ما أن تكون على دراية تامة بعلم المنطق، فكلاهما يمتلك حججًا قوية للإقناع تشعرك دائمًا أن المخطئ طرف ثالث، ربما هو أنت!
– أصدق رفيق هو ذاكرتك اليقظة حينما تستعيد شريط العمر، فترى وتتذكر ما فات من مواقف وأحداث وأشخاص وذكريات، تقف أمامها حائرًا متسائلًا: أتلك ذاكرتي؟!
– أفضل طبيب هو النسيان، إذ به تطوي صحفة الماضي –إن استطعت– لتبدأ من جديد بأمل جديد.
– أسوأ ألم أن تبتسم في وجه من يخدعك وأنت تعلم!
– وأسوأ صدمة أن تجد ثوابتك الراسخة غدت سرابًا!
– وأسوأ صديق هو المتلون مدعي الود، ذلك الذي يخذلك في أول موقف تحتاج دعمه ومساندته!
– وأسوأ سيناريو هو سيناريو القصص غير المكتملة، تلك التي قتلتها ظروف الواقع وخبث النوايا وسوء الظنون!
– وأسوأ قلب هو الذي يكرهك بصدق مهما حاولت أن تذيب جليد النفور، وإن ادعى حبك وأظهر ودك لا تصدقه، فهو المرض الفتاك يكمن قليلًا ثم يعاود بث سمومه لافتراسك من جديد، وتلك فطرة لن يغلبها التطبع الخادع المعلن!
– أجمل حكاية تبقى حكايتك وحدك، عندما تسطرها بمداد الترفع وتراجعها بميزان الصبر وتنشطها بمخزون الذكريات، وتذكرها دائمًا بمواقف الخذلان والنكران والجحود!
فليكتب كل منا حكايته، وليعلم كل منا أن مسرح الحياة الكبير مسرح مجاني للجميع، تستمتع فيه بقصص غيرك وترسم على خشبته قصتك، وبين قصتك وقصصهم تستمر مسرحية الحياة العبثية في انتظار القدر المحتوم.
مقالات ذات صلة:
النفاق من المسرح إلى الحياة العامة
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا