حواري مع العربي المهزوم
في حواري مع العربي المهزوم!… قال لي بمرارة وحزن!
من حق سيد الأبقار أن يستغل البقر ويأكل لحمها ويشرب خيرات البانها ..ويذبحها حين يريد !!… فهي غبية ضعيفة مستسلمة … بل يجب عليها أن تشكره كل صباح انه يطعمها من فضلات طعامه .. ويتركها على قيد الحياة بضعة أسابيع في المزرعة قبل ذبحها!!
فقلت له
انت انسان ولست أبقار … الانسان يحدد مصيره …ارادته حرة … فاعل وليس مفعول به !… والتاريخ يقول ان كل الشعوب يمكن أن تكون فاعلة تصنع حضارة أو مفعول بها مستسلمة كالابقار!
قال لي
لكن المؤامرات ضدنا … ونحن ضعفاء ..وعدونا قوي … ولا سبيل لهزيمته!
قلت له
كل الشعوب والامم تتعرض للمؤامرات والصراعات … الامر يعتمد على طريقة الاستجابة للتحدي ..وليس التحدي نفسه …. ان الأمراض و الميكروبات لا تصيب إلا الجسد المستعد للاستسلام لها !!… الجسد ذو المناعة الضعيفة
قال لي و كيف نهزم عدونا؟
قلت له .. عدوك ينتصر عليك بثلاثة أسلحة …فتعلم منها :
..١.. اقناعك انه قوي لا يقهر … يستعمل المثل الشعبي ..السيط ولا الغنى … سيطرة على عقلك … و انت تصدق كالاحمق!… و تنبهر و لا ترى الحقيقة و التفاصيل
..٢.. ان عدوك يؤمن بهدف وقضية .. ويسحب منك الإيمان بهدف أو قضية… امة الإسلام . .ويجعلك تعيش مثل البقر ..بلا هدف أو قضية !
..٣.. ان يعلمك انك ضحية مفعول بك … قدرك الهزيمه .. بينما يعتقد عدوك انه فاعل يحدد مصيره .. بالتحدي . .اما النصر و اما الفناء !
هذا هو سلاح إسرائيل…و الغرب …و الشرق … و اي امة تسيطر على أمم أخرى!
فقال لي
هذا صعب … ساتخذ الطريق السهل !
فسألته..ما هو ؟
فقال لي
..١.. سأخفي اولادي في بيتي ليصبحوا مثلي … وحين يكبروا ساجعلهم يتزوجوا في الكوخ المجاور … واربيهم كي يكونوا نسخة مني
..٢.. سازيد من عباداتي و عدد صلواتي و دعائي إلى الله و ذهابي إلى المساجد والمعابد
فقلت له
يا حزني عليك وعلى اولادك !! … ويا فرحة اعداءك!… هذا ما يريدونه … ان تختفي داخل صلواتك وبيتك وطقوسك !.. وتترك لهم العالم والحضارة والثروة والقوة
ان تنتظر الموت …وهم ينتظرون الحياة !
كم اتمنى ان تتخلص بلادنا من جيل العربي المهزوم !… وان ننقذ أبناءه منه!!
كلنا يمكن ان يغير .. ولو بدرجه طفيفه .. بالفعل .. او اللسان .. او القلب .. وذلك اضعف الإيمان !
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
اقرأ أيضاً:
دور حضارات الشرق القديمة في بناء الفكر الأخلاقي عند اليوناني