مقالاتفن وأدب - مقالات

“حق يُراد به باطل” – طالما مصلحتي معاك، يبأى هأقف أستناك

أي الأشياء حق

استعينى يا نفسُ بالله واعرفيه حق معرفته،  واصعدى قارب الحياة،  انصبى شراعه، حركى مجاديفه، وسيرى به في رحلة الأيام مبتغية ً وفير الرزق سبيلاً … رزق علم ومعرفة  تُضئ عقلكِ نورًا، و رزق لجسدكِ يمنحكِ سُترةً وقوتًا، ورزق أهل وصحبة تؤنس روحكِ فرحةً وسرورًا.

لكن دوام الحال من المحال فموج الأيام لن يدم لكِ موجًا هادئًا رقراقًا، وسيحتال موجًا عظيمًا يتخبط بك يُمنةً ويسرى حتى يُلقى بكِ إما على شاطئ اليقين والأمان أو على شاطئ الشك والخذلان.

ففى خضم الحياة قضايا وأحداث كُثر، أحاديث مترامية، جدل و سجال، وقيل وقال ينبع من كل حدب وصوب فتسلك مسارات حسكِ بين مسموع ومنطوق. فمتى صُدِّر قبلكِ  بمشاعره المتقلبة أمامها كانت كفيلة بأن تصعد به عِلية السماء أملاً واشراقاً أو أن ترمى به فى غيابة الجُب كآبةً وإحباطًا …فلأى حديث تميلين؟ وأىُّ فريق تُصدقين وتُوالى ؟ وأى فريق تُكذبين وتُعارضين ؟

لذلك لَزَم على العقل أن يشد بعضد أخيه القلب و يَنشدان معًا سبيل التمييز والاختيار وقد بارك وأنار لهما العلم  مسلكَهُما وحسن الخلق دربَهُما …فيَعِيا أىُّ الرأى حق وأيُّه باطل وأيُّه حق أُريد به باطل!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الأهواء والمصالح

فقد تدس سموم مصالح وأهواء بعض الأفراد في عسل كلامهم وتبيانهم  فتُوهمين بصدق القائل وصدق قضيته. ولما لا وقد قُدِّم لكِ دعائيًا على أنه ذو مقام علم ودراية. فيتلاعبون على أوتار النوازع  الدينية أو القانونية أو الاجتماعية المقبولة والمستحسنة والمشهورة من قبل  البعض ليدعموا بها كلامهم  والتي قد تكون خاطئة مضلة. أو صحيحة مُساقة في غير موضعها. أو ربما جُزئت فأخذ منها بعضها وترك منها بعضها الآخر. أو خرجت مِمن يجهل صُلب ولُب معناها .

فيُساق بقضية حق حرية التعبير عن الرأى و وجهة النظر والإبداع إلى هوة الباطل متى أطلقت لأجنحتها العنان دون ضابط شرعى سليم أو قوانين عادلة مُلزمة تدعوها  إلى التخلق بالأدب وحفظ  المبادئ والقيم الراسخة الصحيحة. فلا حرية في إبداء رأى أو وجهة نظر قد قصد  صاحبها التضليل لمصلحة ينشدها أو الإخلال بجمال الخلق ورُقى الحياء بغرض مواكبة التقدم والانفتاح. فمتى كنت جاهلاً فحَرىُّ بك لزوم الصمت حتى تتعلم وتتثبت. وإن كنت مُضَلِّلاً فصُوِبت وأُخِذ بيدك للإنابة والمراجعة فاستجيب لها متى ثبُت لك بالبرهان والدليل خطؤك دون تعصب أو تكبر.

ماهو الحل؟

الحل يا نفسُ ليس في الانسحاب أو التجاهل أو الكفران بيقين سيادة العدل والحق مهما بُذل من جهدٍ لمُواراتهما وإخفائهما. فقد وهبكِ الخالق الإرادة والفكر والاختيار الواقعة تحت مشيئته ورعايته وتدبيره. فما سعيتِ  أو شئتِ يا نفس  إلا بمنة الله  وفضله. فاسعى ابتغاء الحقيقة وكفى. ومتى طرأ عليكِ خبر أو قضية  في أمرٍ تجهلينه أو تعلمين عنه اليسير.

فخذى الخبر على رمانة الشك ولا تجعلينه يركن إلى إحدى كفتى الميزان بالصحة أو الخطأ. حكمى عقلكِ ، افهمى وتعلمى مِمن شُهد لهم رجاحة الفكر من أهل التخصص كلُّ في مجاله – وإن كانوا أصحاب تشيعات وآراء مختلفة – فاستمعى لهم جميعًا واقرئى كتاباتهم  واسألى فيما لبس عليكِ حتى تُرضى حاجة عقلكِ للفهم والتبيان قبل إصدار القرارت والأحكام . استندى إلى أخلاقياتك واصبرى على مالم تحيطى به علمًا. وتيقَّنى أن سطوع نور الحق واقع لا محالة.

اقرأ أيضا

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 الصدفة وحدها هي السبب وراء نشأة الكون ؟ هل المقال إتكتب صدفة ؟

 دور الضحية

 ماذا سيحدث إذا حكمت الآلات العالم؟

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 

ندى علاء منصور

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة