محض مشهد فيه خريطة
هناك ضجة إعلامية للترويج لفيلم اسمه باربي، على اسم الدمية الشقراء التي ظلت تروج لمقاييس الفتاة السطحية، والجمال الأوروبي العنصري من شعر أصفر وبياض بشرة لعشرات السنين بين الأطفال.
طبعًا مثل أي حملة ترويجية، تجد نشرات الأخبار تتحدث عن الموضوع كأنه حدث هام! تمامًا كما تجد نشرات الأخبار تتحدث عن حدث رياضي معين، أو حادث إجرامي، حتى تشعر أنه أمر هام يجب أن تتابعه كي تجد موضوعًا تتحدث فيه مع الآخرين من فارغي العقول.
الذي لفت نظري أن دولة فيتنام قررت منع عرض الفيلم فيها! لماذا؟!
لأن الفيلم فيه خريطة، فقط مشهد فيه خريطة! نعم، والخريطة يظهر فيها جزء في البحر على أنه جزء من الصين، رغم أن فيتنام تقول أنه جزء منها!
يعني بلد تمنع فيلمًا لمحض مشهد فيه خريطة غير واضحة!
بينما في بلادنا وفي سينمات بلادنا وقنوات تليفزيون بلادنا، نشاهد الأفلام الأمريكية عادي جدًا تسخر من العرب والمسلمين، وتظهرهم أنهم إرهابيون أو متخلفون!
عادي جدًا أن يشهد الشباب نفسه وشعبه في هذه الأفلام بصورة سيئة، بل ويشجع الجانب الأمريكي أو الغربي وهو يحارب ويقتل شعبه!
عادي جدًا أن نشاهد أفلامًا تسخر منا ومن معتقداتنا وديننا، بينما البلاد الأخرى تمنع فيلمًا لمحض صورة خريطة!
هذا هو الفارق بين بلد وشعب يريد أن يحترم نفسه ولا يقبل بأي شيء يتعارض مع ذلك، وبين المتهاون الذي تعود على التنازلات حتى تنازل عن كرامته واحترامه لنفسه وكل شيء تحت شعار تقبل الآخر والانفتاح، إلى آخره من الخرافات.
ولا حول ولا قوة إلا بالله!
أيها الأب، أيتها الأم، أيها الحاكم، أيها المسؤول، أيها المعلم، أيتها المدرسة، أيها المثقف، أيتها الإعلامية، التهاون في الأفكار البسيطة يؤدي تدريجيًا إلى التهاون في الأفكار الكبيرة.
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
