مقالات

حشرة القراد

حشرة القراد من الحشرات الصغيرة جدا والتي تعيش في المناطق الدافئة والجافة، والتي تنقل المرض للكائنات الأخرى وتعيش فى الحشائش الطويلة للحدائق والأشجار الطويلة، وهي حشرة عائلة للميكروبات حاملة لها والتي تنقلها لغيرها من الكائنات، والكلام عن مثل هذه الحشرة لهو أمر هام خاصة بعد ما مرت علينا الكثير من الأوبئة وآخرها فيروس “كورونا المستجد” والذي نجهل حتى اليوم مصدره، على الرغم من مرور أشهر من بدء ظهوره، إلا أننا إذا دققنا النظر في دراسات علماء الأحياء؛ لعرفنا أن كثيرا من الأوبئة يكون العائل فيها أو الحامل لها حيوانات أخرى تعيش بيننا ونسميها حيوانات أليفة؛ الأمر الذي يفرض علينا أن نهتم الآن وأكثر من أي وقت مضى بالأوبئة ومصدرها لكيفية الوقاية منها والتعامل معها.

حشرة القراد والإنسان

يوجد منا من يعملون في الحدائق؛ يقصُّون حشائشها الطويلة ويهذبون أشجارها الأمر الذي ينصح معه لمثل هؤلاء العمال في الحدائق ارتداء السراويل الطويلة والقمصان كاملة الأكمام ووضع القمصان بداخل السراويل والجوارب فوقه لمنع دخول حشرة القراد للجسم ويفضل ارتداء ملابس ذات ألوان فاتحة ليسهل رؤية هذه الحشرات وتنظيف الملابس منها، وينصح للعاملين بالحدائق والجناين برش الجلد المكشوف والملابس بالمادة الطاردة للحشرات والتي تحتوي على مادة “الدي إي إي تي” بنسبة تتراوح من 20 إلى 30 فى المائة ومع مراعاة الإرشادات اللازمة لذلك،

ويمكن استخدام هذا الرش للأطفال قبل لعبهم في الحدائق حيث الحشائش والأشجار؛ مع مراعاة عدم لمس المادة المرشوشة لأنوفهم وأفواههم وأيديهم، وكذلك فحص أجسام الأطفال والعاملين في مجال البستنة بعد قضاء الوقت في المناطق ذات الأشجار الكثيفة والحشائش للتأكد من خلو الجسم من حشرات القراد وخاصة في مناطق الإبطين والشعر والفخذ .

حشرة القراد عائل للمرض

القراد من الحشرات الحاملة للمرض؛ فهي تحمل البكتريا المسببة للأمراض في أمعائها وعند التصاقها بجسم الإنسان تُفرز مادة مُخدرة تنتقل لخرطومها التي تقوم بلدغ الإنسان به حتي لا يشعر باللدغ وعند امتصاصها لدم الإنسان الملدوغ تنتقل ما تحمله من بكتيريا في أمعائها لجسم الإنسان مما يسبب له العدوى، تستمر عملية اللدغ لمدة سبع ساعات إلى أن تموت الحشرة، وتظهر العدوى خلال سبعة أيام إلى واحد وعشرون يومًا، وتظهر العدوى بالطفح الجلدي في شكل بقع حمراء على سطح الجلد، وأما الأمراض فهي التهاب المفاصل وآلام العضلات والتهاب المخ والتهاب القلب .

حشرة القراد والحيوانات الأليفة

تعالت أصوات أصحاب الحيوانات الأليفة كالكلاب والقطط أنها بعيدة عن نقل فيروس “كورونا المستجد” وأنها آمنة، وأنهم لن يتخلوا عن هذه الحيوانات، لكن مثل هذه الحيوانات قد تكون مرتع لحشرات القراد الخطرة والتي بدورها تحمل البكتيريا المُسببة للأمراض الخطرة للإنسان؛ فالكلاب أكثر عرضة للدغات القراد والأمراض المسببة لها ولا يوجد حتى الآن لقاحات للأمراض التي ينقلها القراد للكلاب، لذلك يَنصح استشاري الطب البيطري بضرورة مراقبة الكلاب؛ حتي نتأكد من خلوها من حشرات القراد، خاصة أن علامات العدوى المترتبة عن لدغات القراد لا تظهر إلا من بعد سبعة أيام إلى واحد وعشرون يومًا، وينبغي الكشف على الحيوانات الأليفة يوميا للتأكد من خلوها من حشرات القراد خاصة بعد اصطحاب أصحابها لها في الهواء الطلق.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ينبغي أن نفهم الطبيعة المحيطة بنا قبل أن نتعايش فيها لنؤمَّن لأنفسنا ونؤمن لأولادنا حياة أفضل بعيدًا عن الأمراض والأوبئة، فقد حان الوقت لدراسة الطبيعة من كل جوانبها؛ فالطبيعة ليست مناظر ومشاهد جميلة يتمتع بها الإنسان وفقط فالطبيعة ليست مُتسامحة مع الإنسان أو متوافقة معه؛ كما يحلو للبعض تصوير ذلك للإنسان فالطبيعة تحتاج لمزيد من التأمل والدراسة لنفهمها ونستطيع الحياة فيها وليتحقق هذا التسامح والتوافق.

اقرأ أيضا:

أدب الأوبئة

المبيدات ..أنواع ومخاطر

كيف ستنتهي جائحة كورونا؟

على زين العابدين

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة