حسان وحمدان
كان هناك تاجر كبير يعيش في مدينة كبيرة، وكان لديه ولدان حسان وحمدان، حسان شاب ذكي لكن تعود منذ صغره على التهرب من تحمل المسؤولية، شعاره في الحياة: “لماذا تقوم بمهمة أو عمل يمكن لشخص آخر أن ينفذها بدلا منك؟”،
كلما طلب أبوه منه طلبا تهرب.. تكاسل.. اصطنع الغباء وعدم الكفاءة، إلى أن يأس أبواه منه، فيطلبون الطلب من أخيه حمدان، فيفرح حسان ويستمتع بالراحة والتدليل، بينما يقوم أخوه حمدان بهذه الأعمال المملة، وينفذ طلبات أبويه الصغيرة المتكررة المزعجة!
ولم يكن حسان يشارك إلا لو وجد لنفسه مصلحة مباشرة واضحة في شيء يريده ويرغبه.
مع مرور الأيام والسنين تعود حسان على أن يكون عالة على من حوله، معوقا ثقيلا أنانيا، ينتظر من يقوم بأعمال بسيطة تحولت في عقله إلى أعمال عملاقة جبارة!! يخاف منها ويحمل همومها، لا يقدر على شيء، كَلٌّ على مولاه، لا يثق فيه أبواه، ابن لا يمكن الاعتماد عليه ولا يثق فيه أحد، ولا يثق هو في نفسه!
ومع مرور الأيام والسنين تعود حمدان على تحمل المسؤولية وخصال الرجال، لديه الاستعداد للمبادرة، يحتك بالحياة كل يوم ويتعلم منها، وتتزايد خبراته بالتدريج كما تتزايد مياه البحيرات بقطرات المطر، أصبح لا يخاف الحياة، يتعلم من أخطائه ونجاحاته، يثق فيه أبواه، ابن يمكن الاعتماد عليه ويثق فيه الناس، ومع الوقت تتزايد ثقته بنفسه.
ورحل التاجر الكبير ورحلت زوجته، واستمرت رحلة الحياة تعطي من يخدم الآخرين ويعطيهم، وتحرم من يبخل على الآخرين ويتكاسل عن مساعدتهم.
ما تزرعه في شبابك.. ستحصده في رجولتك.
اقرأ أيضاً:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.