حساسية القمح (سليك)
ينشأ المرض عن إصابة فيروسية أو أثناء الحمل أو في حالة من التوتر الشديد أو لأسباب مجهولة. فيعاني المصاب من إسهال متقطع وانتفاخ ونقصان مستمر في الوزن. وتتواصل العوارض بعد شفاء الإصابة أو انتهاء فترة الحمل أو زوال مصدر التوتر.
وما يكون قد حدث في هذه الحالة هو أنّ مشكلة أساسية حفزت ظهور مشكلة أخرى، وهذه الحالة هي عبارة عن اضطراب معوي يدوم مدى الحياة.
ويؤدي (السيلياك) إلى إتلاف الأمعاء الدقيقة كما يعيق قدرته على امتصاص بعض المغذيات من الأطعمة. ويعجز المصاب به عن تحمّل الغلوتين، وهو بروتين يتواجد في القمح والشعير.
فعند دخول جلوتين القمح إلى جوف المريض، يسبب استجابة مناعية في الأمعاء الدقيقة، الذي تبدأ بطانته بالالتهاب والتورم. ويؤدي الالتهاب بالنتوءات الدقيقة الشبيهة بالشعيرات (الزُغابات) في الأمعاء الدقيقة إلى التقلص وحتى الزوال.
والزغابات هي المسؤولة عن امتصاص الفيتامينات والمعادن وغيرها من المغذيات. ومن دونها لا يحصل الجسد على العناصر الغذائية الضرورية للصحة والنمو السليم. ومع الوقت، يؤدي سوء الامتصاص إلى حرمان الدماغ والجهاز العصبي إضافةً إلى العظام والكبد وغيرها من الأعضاء من التغذية السليمة، وينجم عن ذلك فقر في الفيتامينات وبالتالي أمراض أخرى .
علاماته وأعراضه:
إسهال أو إمساك، وجود غازات وانتفاخ، تعب وإرهاق، نقص في الوزن وإعاقة النمو عند الأطفال.
قد يعود تاريخ الاعتلال الجوفي (السيلياك) إلى آلاف السنين، غير أنّ الباحثين لم يتمكنوا من تكوين فكرة أوضح عن المرض وعن كيفية علاجه إلا في الخمسين سنة الماضية.
والحقيقة أنه ما من حالة نموذجية. فبعض الأشخاص لا يعانون من أية عوارض، حتى أنهم قد يعيشون مع المرض لسنوات قبل أن يتم تشخيصه. أما عند وجود العوارض، فهي تتنوع بين التعب وألم البطن والإسهال المتقطع والانتفاخ وفرط خروج الريح.
وينشأ التعب عن انخفاض في كريات الدم الحمراء (أنيميا). بينما يشير نقصان الوزن والبراز الكريه الرائحة والغريب اللون إلى عبور المغذيات للقناة الهضمية من دون أن يتم امتصاصها.
وقد يكشف الاعتلال الجوفي عن نفسه بعوارض أقل وضوحًا، بما في ذلك التغيرات السلوكية كالهيجان والاكتئاب وانزعاج المعدة وألم المفاصل، علاوة على التقلصات العضلية والطفح الجلدي وقروح الفم ومشاكل الأسنان والعظم والوخز في الساقين.
ويتيح التقدم الذي أنجز مؤخرًا في اختبارات الدم بالكشف عن الاعتلال الجوفي في مراحله الأولى. ففي حال وجود المرض، يرتفع معدل الأجسام المضادة للغلوتين لديه.
وفي حال الاشتباه بوجود المرض، قد يعمد الطبيب إلى اختزاع عينة صغيرة من النسيج المعوي وفحصها للتأكد من تلف الزغابات. وتحسن الأعراض بعد استبعاد الغلوتين من النظام الغذائي يعتبر دليلًا قاطعًا على الإصابة بالاعتلال الجوفي.
طريقة جديدة للأكل:
ما من عقاقير أو عمليات جراحية تشفي السيلياك (الاعتلال الجوفي)، بل يقوم العلاج الرئيسي على الحمية الغذائية، فتجنب المرض وتجنب المضاعفات يستلزمان الابتعاد عن جميع الأطعمة المحتوية على الغلوتين.
ويعني ذلك جميع الأطعمة أو المكونات المصنوعة من معظم الحبوب بما فيها القمح والشعير والشوفان. ويوجد خلاف حول الضرر المحتمل للشوفان نظرًا للاختلافات الكيميائية في تكوين هذا النوع من الحبوب مقارنة مع غيره.
ويحتاج المريض في البداية إلى أخذ فيتامينات وملحقات معدنية يصفها الطبيب أو خبير التغذية للمساعدة على التعويض عن النقص في المغذيات.
ومع تحسن الحالة، تقل الحاجة إلى المكملات. فخلال بضعة أيام فقط من التوقف عن استهلاك الغلوتين، يبدأ التهاب الأمعاء الدقيقة بالزوال. غير أنّ الشفاء التام يستغرق فترة تتراوح من عدة أشهر إلى سنتين أو ثلاث، مع ضرورة الالتزام بالحمية مدى الحياة.
وقد يجد المريض صعوبة في نظامه الغذائي الجديد، ويصاب بالإحباط والخيبة، فمعرفة أنواع الأطعمة التي يمكن تناولها قد تستغرق عدة شهور قد يرتكب فيها المصاب بعض الأخطاء، كما أنه قد يشتهي مأكولات صارت محظورة عليه. ومعظم الأشخاص يتمكنون من التكيف مع الغذاء الخالي من الغلوتين، ليتحول إلى جزء من حياتهم اليومية.
وفي حال تناول طعام يحتوي على الغلوتين عرَضيًا، قد يؤدي ذلك إلى ألم بطن وإسهال. والواقع أنّ المقادير القليلة من الغلوتين قد لا تسبب أية عوارض ولكن من شأنها أن تكون مؤذية.
فهي تؤدي مع الوقت إلى مضاعفات طويلة الأمد، بما في ذلك الأنيميا وترقق العظم ونوبات الصرع والسرطان وإعاقة النمو لدى الأطفال. كما أنّ استبعاد الغلوتين بشكل غير منتظم يضاعف خطر سوء التغذية وغيره من المضاعفات.
الأطعمة المحتوية على الجلوتين:
معظم الأطعمة المصنوعة من الحبوب تحتوي على الغلوتين. تناول أغذية مؤلفة من الذرة أو الأرز أو ما كتب عليها بأنها خالية من الغلوتين مثل:
الخبز، الحبوب، البسكويت الهش، المكرونة، الكعك المحلى، الكيك والفطائر، الصلصات والكاتشب.
مكونات الأطعمة المحتوية على الجلوتين:
تجنب جميع المأكولات المحتوية على الجلوتين وهي:
قمح (دقيق القمح، الدقيق الأبيض، نخالة القمح، جرثومة القمح، الطحين، نشاء القمح، وكل مصنعات دقيق القمح مثل المكرونة والشعرية ولسان العصفور.
أما بالنسبة إلى الحبوب الجديدة التي تظهر في السوق بانتظام، فيجب ألا تتناولها قبل أن تتأكد من سلامتها من مصدر موثوق، كخبير التغذية.
مصادر خفية للغلوتين:
قد يدخل الغلوتين إلى الجوف بطرق لا تخطر على بال المريض. ومن الأمثلة على ذلك انتقال المادة بالتلوث، عند احتكاك الأطعمة الخالية من الغلوتين بأخرى تحتوي على هذه المادة. وقد يحدث ذلك عند مشاركة سكين ملوثة بالزبدة أو محمصة التوست أو تناول أطعمة مقلية بنفس الزيت المستعمل لقلي أطعمة محتوية على الخبز.
تمنياتي لكم بدوام الصحة.
اقرأ أيضاً:
العلاقة بين مكون الغذاء والسرطان
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا