فن وأدب - مقالاتمقالات

وَا مُصحَفَااااهُ

في يوم عيد الأضحى 1444هـ، 2023م أقدم “الجرو” سلوان موميكا العراقي الأصل، الملحد الديانة على جريمة شنعاء، إذ قام بإحراق نسخة من القرآن الكريم في استوكهولم عاصمة السويد، بتصريح من الشرطة، وبحماية منها، وعلى مرأى ومسمع من العالم الحاقد على الإسلام والمسلمين.

تفعل ذلك السلطات السويدية بحجة أن الدستور مع حرية الرأي، فلكل إنسان يعيش على أراضيهم كامل الحق في إبداء وجهة نظره بالصورة التي يرتئيها فعلًا أو قولًا، وله حرية التظاهر والتعبير عن رأيه بأية صورة، حتى وإن اصطدم ذلك مع عقائد الآخرين، حتى لو وصل الأمر إلى إهانة المقدسات الدينية.

فعلت ذلك السويد مرارًا، كما فعلت ذلك جل الدول الأوروبية مثل الدنمارك وفرنسا وغيرهما، غاضين الطرف عما يمكن أن يسببه هذا الفعل الشنيع وهذا الجرم الفظيع من إهانة أكثر من مليار ونصف مسلم حول العالم، كأنهما –وهذي هي الحقيقة– لا يقيمون وزنًا لهم، إذ إنهم كثرة لكن لا قيمة لهم ولا وزن، نعم، هم غثاء ولكن كغثاء السيل، وانطبق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي تنبأ بكل هذه الضعة التي سيصل إليها المسلمون في آخر الزمان، حينما قال: “يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أو من قلة نحن يا رسول الله؟! قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به.

من ثم فما أحرانا أن نعود إلى قيادة العالم من جديد بعد أن فقدنا البوصلة، وقد كنا قادة العالم وسلاطين الزمان ردحًا من الزمان، نعم، كنا السادة حينما كان ظلام الجهل يخيم على أوروبا في العصور الوسطى، حينما كانت لنا حضارة في الأندلس والبرتغال وصقلية، فإنا لله وإنا إليه راجعون فيما وصلنا إليه من ضعف، ما آل إليه أمرنا من مهانة.

في ذلك قلت، دفاعًا عن القرآن الكريم والمقدسات الإسلامية في ظل هذي الهجمة الشرسة المسعورة، متحدثًا عما يجب علينا نحن المسلمين فعله، من الكامل:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

حَرَقُوا الكِتَابَ وَمَزَّقُوا التَّنزِيلَا                  سَبُّوا الرَّسُولَ وَأَنكَرُوا التَّهلِيلَا

مَاجُوا بِكُلِّ العُهرِ فِي سَوءَاتِهِم              وَتَمَايَلُوا فِي الكُفرِ جِيلًا جِيلَا

لَا يَرعَوُونَ بِكُلِّ سُخفٍ قَد مَضَوا             جَحَدُوا الزَّبُورَ وَمَا دَرَوا إِنجِيلَا

كَرِهُوا الدِّيَانَةَ وَالشَّرِيعَةُ خَصمُهُم           وَالحُبَّ مَا عَرَفُوا وَلَا التَّبجِيلَا

مَهلًا أَيَا بَلَدَ الدِّيَاثَةِ وَالوَبَا!                     يَا مَوطِنًا نَسَجَ الخَنَا إِكلِيلَا!

مَاذَا نَكَرتُم يَا حُثَالَةَ قَومِكُم؟!                تَبًّا لَكُم وَالمَوتُ وَيلًا وَيلَا!

مَاذَا نَكَرتُم مِن كِتَابٍ قَد سَمَا                رَسَمَ الطَّرِيقَ مُرَتَّلًا تَرتِيلَا؟!

مَاذَا عَرَفتُم عَن نَبِيِّ هِدَايَةٍ                  نَسَجَ المَحَبَّةَ فِي القُلُوبِ مَقِيلَا؟!

مَا رِئءَ مِثلُ مُحَمَّدٍ فِي ذِي الدُّنَى         أَبَدًا وَلَا مِثلَ الكِتَابِ قَبِيلَا

هُوَ أَحمَدٌ وَمُحَمَّدٌ هُوَ سَيِّدٌ                   أَوفَى عَلَى كُلِّ المَلَائِكِ مِيلَا

يَا مُلحِدُونَ وَيَا صَلِيبًا غَرَّهُ                     نَومُ الأُسُودِ غَدَاةَ قِيلًا قِيلَا!

هَل غَرَّكُم أَن قَد سَكَتنَا بُرهَةً؟!            أَو أَنَّنَا هُنَّا فَسَاءَ سَبيلَا؟!

أَو أَنَّ رَايَتَنَا غَدَت مَوصُومَةً؟!                  بِالضَّعفِ أَو كَانَ السَّبِيلُ عَلِيلَا؟!

لَا تَشمَتُوا وَتَرَيَّثُوا إِنَّا هُنَا                      سَنُذِيقُكُم شُؤمَ الحَيَاةِ ذَلِيلَا

سَنُحَطِّمُ الهَامَ الَّتِي شَمَخَت دُجًى       وَنَسُومُكُم ضَنكَ الوَبَا تَأمِيلَا

لَن نَترُكَ الفُرقَانَ يَومًا إِنَّنَا                     بِالآَيِ سُدنَا الكَونَ وَالتَّنزِيلَا

نَحنُ الحَضَارَةُ وَالنَّضَارَةُ وَالعُلَا                وَبِدَربِنَا كَانَ الزَّمَانُ بَخِيلَا

قُدنَا العَوَالِمَ لَا السَّحَائِبُ فَوقَنَا              وَالأُفقُ يَهرِفُ حَائِرًا مَخذُولًا

وَسَنُرجِعُ التَّارِيخَ خَفَّاقًا كَمَا                   كُنَّا قَدِيمًا فِي الحَيَاةِ دَلِيلَا

وَغَدًا سَيَبزُغُ فَجرُنَا مُتَلَألِئَا                    وَتَهُبُّ رِيحٌ لِلحَيَاةِ عَلِيلَا

مقالات ذات صلة:

هل يقبل كبار علماء الإلحاد ذلكم التحدي؟!

معجزة القرآن

هل نعيش عصر الإلحاد والفوضى الأخلاقية؟!

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. د. محمد دياب غزاوي

أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية- جامعة الفيوم وكيل الكلية ( سابقا)- عضو اتحاد الكتاب