فن وأدب - مقالاتمقالات

حرقة القلب

وقلت على لسان الأم التي مات أولادها الأربعة حرقا في شقة فيصل، بينما كانت تسعى من أجل الرزق:

حُمَّ القضاء فلا عين ولا أثر

واستحكم الموت والأرواح تندثر

راح الصغار بلا ذنب قد اكتسبوا

فالعين تبكي وإن القلب ينفطر

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أودى بني بلا ذنب قد اقترفوا

فالصدر يخفق والأنات تنتثر

إيه أيا مقلتي يا بؤبؤا بدمي

كيف الفراق فنجم الليل ينكدر؟!

ضاع الصغار وضاعت معهمُ مِقَتِي

لم يبق في ذي الدنى خلق ولا بشر

راحوا بغمضة عين ما بهم مرض

فالنار تأكل في الأجساد تستعر

جاءت عليهم بلا عطف ولا شفقٍ

حتام تشفق نار همسها قدر؟!

قد كنت وحدي فلا زوج ولا سند

ولا رفيق بجنح الليل يدَّكر

فالزوج طلقني قد راح منطلقا

قد غادر الطفل للأعذار يبتكر

حتى غدوت لهم أمنا لذي سغب

وصرت عائلهم أسعى وأنتشر

كنا ككفٍ عصي في تفرقنا

والحضن يجمعنا في الليل نحتبر

خمس تأبَّى وكان الكل لا يحسدنا

رغم المآسي وكان البسم ينتثر

حتى أتى الدهر كم في الدهر من عبر

وفرق الجمع والآهات تنتشر

إيه أيا أربعا قد ضاع خامسكم!

حل الخراب فلا يبقي ولا يذر

لو كنت أدري بأن الموت يرصدكم

لما خرجت فلا خوف ولا خطر

تفديكم النفس يا ويلاه من ألمي

سقمي ثقيل فلا ملجا ولا وزر

تبكيكم كل ورقاء بلا كلل

حتى السماء انزوت والبدر يحتضر

تبكيكم الشمس ما حلت لفقدكم

حتى الثريا تهاوت بل وتنتثر

أواه من شقوتي يا شؤم نازلة

عمت بخاطرتي والحزن ينتصر

لم يبق لي فرح لم يبق لي أمل

حتى الشموع انطفت والسعد يستتر

والزهر يذوي ونور الفل منكفئ

والغصن من حزنه قد راح ينكسر

كل الخلائق قد ناحت لفقدكم

فالهيم تندب والآفاق تحتضر

عم البرية شؤم لا مثيل له

والكون من حزنه بالهم يتَّزِرُ

اقرأ أيضاً:

الاختيار

لماذا يتركنا نتأرجح بين الألم والملل

أم مضحية لولديها، وطبيبة تواسي المرضى، ماذا يدفعهم لكل هذا؟

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. د. محمد دياب غزاوي

أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية- جامعة الفيوم وكيل الكلية ( سابقا)- عضو اتحاد الكتاب