مقالاترياضة - مقالات

جمهور شالكه لا يمنح الورود بعد الهبوط

عزيزي القارئ طاب وقتك، في المقال السابق تحدثنا عن أخلاق الفرسان في بلاد أوروبا، بعد أن ظهرت في الملاعب التركية والفرنسية وأخرى في أرجاء المعمورة واقعة طيبة من حكام اللقاء الذين أوقفوا المباراة للسماح للاعبين الصائمين بالإفطار داخل أرضية الملعب، إذا لم تكن قرأت هذا المقال بالكامل فعليك بالعودة وقراءته، وفي هذا المقال سنتحدث سويا عن واقعة غريبة ولكن ليست جديدة داخل ملاعب الكرة، ونتمنى أن تندثر وتنتهي شيئا فشيئا.

إذا ما هي الواقعة في الأساس؟ ولماذا نتمنى أن تنتهي داخل ملاعب كرة القدم؟

تعدي الجماهير على لاعبي نادي شالكه

في الأمس القريب تأكد هبوط فريق شالكه أحد أعرق فرق الدوري الألماني إلى دوري الدرجة الثانية، لتتوالي الأحداث، لتعلن الشرطة الألمانية، في بيان رسمي، أن لاعبي شالكه تعرضوا لاعتداءات ضخمة، من قبل مجموعة من الجماهير، عقب هبوطه من الدوري الألماني “البوندزليجا”.

وخسر شالكه بهدف نظيف أمام أرمينيا بيليفيلد، يوم أمس الثلاثاء، ليتأكد هبوطه من الدوري الألماني، ليشتعل غضب الجماهير.

عزيزي القارئ الأمور لم تكن على مايرام، بعدما طغى الحماس الزائد على العقل والروح الرياضية والأخلاق التي ترسخها اللعبة ويشجع علها ويحفزها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، لتزداد الأمور سوءا ويخرج متحدث رسمي باسم الشرطة: “هناك لاعبون هربوا، من هجمة الجماهير عليهم”.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

سوء سلوك بعض من الجمهور المشجع للفريق الأزرق برز في وصف  الشرطة التي وضحت أن لاعبين اثنين تم ركلهما، بينما ألقت جماهير أخرى “البيض”، مع سيل من الألفاظ غير اللائقة والسباب.

الواقعة لم تنتهِ عند هذا البيان، وكان هناك رد فعل من مسؤولي النادي وأشار أيضا شالكه في بيان رسمي أن عددا من الأفراد المجهولين تجاوزوا الحدود غير القابلة للنقاش.

حاول مجلس إدارة نادي شالكه أن يقبض على العصا من المنتصف حتى لا يتعرض لوابل من النقد الحاد بعد الهبوط وقال في بيانه: “رغم تفهمنا للإحباط والغضب من هبوطنا، لا يمكن للنادي أن يتقبل الخطر الجسدي على لاعبينا وجهازنا الفني”.

ليست الواقعة الأولى

حالات التعدي من قبل الجمهور على اللاعبين متكررة في كثير من الملاعب تحت بند الحماس الزائد والغيرة على الفريق، ولكن عزيزي القارئ يعد هذا سقوطا في الأخلاق الرياضية.

لعل أبرزها ما حدث مع مدافع منتخب كولومبيا أندريه إسكوبار الذي دفع حياته ثمنًا لهدف سجله عن طريق الخطأ في مرماه.

وتعود القصة إلى عام 1994، ومقتل المدافع الكولومبي على يد أفراد من المافيا الكولومبية الذين أطلقوا 12 طلقة على جسده في أثناء قيامه بنزهة في الشارع مع أصدقائه، بعد 10 أيام فقط على تسجيله هدفًا بالخطأ في مرمى منتخب بلاده أمام المنتخب الأمريكي في مونديال 1994، وهو ما تسبب في خروج كولومبيا من البطولة.

عزيزي القارئ الكثير من الأحداث غير الأخلاقية وقعت في ملاعب الكرة، ولكن دورك من الآن هو نبذ التعصب والعنف والتعامل السيئ سواء كنت أحد أفراد اللعبة أو من الذين يشاهدونها عبر الوسائل المختلفة.. لا للتعصب ولنعلوا بالأخلاق الرياضية سويا.. رمضان كريم.

اقرأ أيضاً:

كرة القدم أم كرة العقل

عقدة الخواجة والعرق المتميز

التعصب في مرآة رمزية العنف

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

محمد الجزار

ناقد رياضي