أسرة وطفل - مقالاتمقالات

وأنقذت بيتها من الدمار!

عاد الزوج من العمل، يشعر بالتعب والإرهاق والجوع، كان يومًا صعبًا على غير العادة، وبينما تجلس زوجته مع الأولاد، سمعت زوجها ينادي بغضب: “إيه العيشة دي؟! فين العشاء؟ الواحد يرجع بعد يوم طويل ما يلاقيش لقمة يأكلها!”.

هنا انهارت الزوجة، وقبل أن تصرخ في وجهه كتمت غضبها لأن الأولاد حولها.

قررت أن تدخل إلى حجرة النوم وتغلق بابها على نفسها وهي تبكي، لا تجد من تشكو إليه غير ربها، تقول لنفسها: “إنه أناني، حتى لم يسألني عن معاناتي طوال اليوم! لم يدخل بكلمة طيبة يقولها لي! لم يسأل عن الأولاد وتعبي معهم!”.

البيوت أسرار إلا على الفيس بوك

أخذت هاتفها المحمول، دخلت إلى أحد مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة الستات “حنونة المجنونة”، تشكو إلى صديقاتها على الفيس بوك من همها، تفك عن نفسها! وتفضفض..

أصل الستات تحب تحكي وتتكلم، ولو الكلام خلص تدور على أي شيء تتكلم عنه حتى لو خصوصيات بيتها! عادي يعني، أنتِ تحكين أسرارك وأنا أحكي أسراري علشان نبقى أصحاب، علامة على الثقة والقرب يعني!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

كتبت الزوجة عن تصرف زوجها البشع، وسألت سيدات المجموعة، أغلبهم طبعًا لا تعرفهم أو معارف سطحيين، أو ستات فاضية أو نساء فاشلات أو معقدات، عادي يعني!

جروبات الفضفضة على السوشيال ميديا خراب البيوت

جروبات الفضفضةطبعًا انطلقت نصائح النساء: “إزاي؟ ما تسكتيش، بهدليه، شرشحي له، اركبيه قبل ما يركبك، اطلبي الطلاق!”.

– ده شخص ما يتعاشرش، لازم تسيبيه، أهم شيء كرامتك!

– هو فاكر نفسه إيه؟! يروح لأمه تطبخ له!

– هو بروح أمه فاكر إنك خدامة؟! سيبي البيت حالًا! كرامتك فوق كل شيء!

– هو ابن الـ.. فاكر الستات خدامين عنده!

– كل الرجالة كده صنف زبالة!

إلخ من التعليقات والنصائح.

أهمية الاعتذار بين الزوجين لحياة أسرية مستقرة

مع كل نصيحة تزداد سخونة رأس الزوجة، ويرتفع ضغطها وحماسها لتقرر أن تطلب الطلاق، أو على الأقل تهجر البيت وتخربه، “هو فاكر نفسه إيه؟ مش مهم عشرة سنوات الزواج ولا الذكريات، المهم كرامتي!”.

في وسط هذا البركان تسمع الزوجة طرقات على باب حجرة النوم، “مين؟”، “أنا زوجك”، لتفتح الزوجة الباب فتجد زوجها يضمها في حضنه، ويعتذر لها عن تصرفه تحت ضغط الجوع والتعب والإرهاق من العمل!

يقول لها: “معلش، أنا آسف إني زعقت، أصلي بصراحة كنت راجع جعان أوي من الشغل لأني مأكلتش أي حاجة من الصبح، النهاردة كان يوم صعب جدًا وكله مشاكل وهموم، وما لحقتش حتى آكل أي حاجة وقت الراحة في الشغل، معلش سامحيني، ودعواتك ربنا يستر ويفك المشاكل اللي عندي”.

هنا تتحرك كل مشاعر الحب والحنان وأمومة الزوجة! تترك الزوجة الهاتف المحمول وتعانق زوجها، تنزلق دمعة على خدها ويدخل الاثنين إلى المطبخ بحثًا عن أي شيء تطعم به زوجها حبيبها الجائع، الذي يحمل الهم ويعاني من مشكلة كبيرة وضغط! طفلها الكبير!

احتفظوا بخصوصيات بيوتكم

جروبات الفضفضةسندويتش بيض وجبنة مش مشكلة، المهم تحاول تعمل حاجة لزوجها المرهق الجائع أبو أولادها.

المهم إن بعد كده أول حاجة عملتها الزوجة إنها خرجت من مجموعة “حنونة المجنونة”، وقررت أن لا تحكي عن أي شيء يحدث في بيتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

أو أن تبحث عن نصيحة عند أي شخص لا تعرفه معرفة شخصية، أو لا تضمن فيه الحكمة والأمانة ومعرفة التفاصيل.

الحمد لله، ربنا ستر المرة دي! أنقذت بيتها من الدمار تحت تأثير عواطف مؤقتة، أو موجة غضب أو موقف عابر أو نصيحة حمقاء، كان يمكن أن يضيع معها استثمار السنين وحبها وذكرياتها.

مقالات ذات صلة:

التكامل بين الزوجين وآثاره على استقرار الأسرة المصرية

أسباب المشاكل الزوجية وكيفية حلها

نحو حوار أفضل

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. د. خالد عماره

الاستاذ الدكتور خالد عماره طبيب جراحة العظام واستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس