مقالات

ثابت التوازن – فلسطين هي القضية و الثوابت هي الأمل في المستقبل الأفضل

 الحقُ حقٌ في نفسه، والباطلُ باطلٌ في نفسه، والمجتمع الواعي والأفراد العقلاء لديهم معيارٌ ثابتُ، تُعرض عليه الأقوال والأفعال والمواقف والجماعات والأفراد والأحداث والأنظمة، ومن خلال المعيار نتمكن من معرفة الخطأ والصواب، ومواضع الضعف والقوة، وإذا فُقدت البوصلة وانعدم المعيار، لن نتمكن من الوصول للحق واجتناب الباطل.

وبفقدان البوصلة يكثر الزلل، وتتعثر المجتمعات ويتيه الأفراد، وندخل في حالة من التمزق والتخبط، وتصبح أهوائنا ومصالحنا هي بديل البوصلة، فتضيع الأولويات وينقلب ترتيبها ونغفل عنها.

وإذا أردنا هزيمة فرد أو مجتمع وشل حركته وقدرته ومحي إرادته، فقوة السلاح لن تفعل كل هذا، قوة السلاح والهزيمة في ساحة المعركة قد تشل جسده، وقد تقتله وتسلبه أرضه، لكن ليس أفضل من سرقة بوصلته منه، ليس أفضل من جعله بلا معيار وبلا ثوابت وبلا هوية، ليس أفضل من هذا حتى نقضي عليه تمامًا.

الهزيمة النفسية والفكرية هي التي تكسر الفرد، وتجعله مستسلمًا لتقبل الأفكار المزيفة والانقياد لها.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فلسطين هي البوصلة

الأرض هي الأرض منذ خُلقت، ساحة لتصارع القيم والفضائل مع الأهواء والمصالح، وتزييف الحقائق وتغييب القيم في أحد أطراف الأرض، هو تغييب لها في كل الأرض، وظلم الإنسان في مكان ما هو ظلم للإنسانية في كل مكان..

فلسطين هي ثابت إنساني أخلاقي تاريخي حقيقي، وما عاداه كذب وتزوير وتضليل، هذا معيار فلننطلق به، وننظر ونفند الحق من الباطل، ونبحث عن بوصلتنا الضائعة.

هذا المعيار يخبرنا أن أي كيان غير أخلاقي، وغير قانوني ينهض بالاعتداء على الإنسان، وهدم القيم واغتصاب الحقوق، هو كيان غير شرعي ولن يكتسب شرعية حتى لو سانده من ساند، وأقر به من أقر؛ فالحق فوق الجميع، والجميع مرهون بالحق.

كيان يفرض نفسه على أنه حالة واقعية، طبيعية وحضارية، وعلينا التعاطي مع هذه الحالة لأنها الواقع، والذي هو واقعٌ واقع، فلا قبل لنا به ماديًا ولا معنويًا، وليس لدينا ما يتمتع به من قوة وحضارة علي كل الأصعدة.

هذا ما يروجونه حتى تتحقق الهزيمة قبل حصولها، ويتم الاستسلام قبل تحقق ما يستدعيه.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

تأكيد الثوابت

ولكن الحق حقٌ، والباطل باطلٌ، والثوابت لا تُمحى، كل ما نحتاجه هو العودة إلى المعيار، إلى البوصلة؛ فنعرف الحقيقة ونهتدي للطريق، ونتجاوز كل العوائق النفسية التي اصطنعها أصحاب الباطل تهويلًا وإفسادًا، وستبدو الشعلة في البداية غير قابلة للحياة والاستمرار، وستقابلها رياح عاصفة، إلا أنها شعلة تتغذى بنور الحق الأزلي؛ فستستمر ما داومنا علي إشعالها، وستتلاشى الرياح مُجبرة.ً

الأمر ليس بجديد ولا مجهول سواءً لأنصاره أو أعدائه، ولكنها قضية يحاول كل مستكبر أن يدفعها إلى دائرة النسيان، وعلى كل إنسان سويّ أن يحييها لتبقى في الذاكرة والوجدان، لتبقى في دائرة المسؤولية والمحاسبة.

الأمر ليس إعلانًا للثوابت، وإنما فقط هو تأكيد الثوابت ؛ تكرار الثوابت على المسامع، ولأن التحديات والتلاعب بالأفكار لا تغير شيئًا؛ فالثوابت مُعلنة وضحى لأجلها كل مناصر للحق في كل الأرض ويضحون.

فلسطين هي قضية كل المؤمنين في العالم، نصرتها تعيد التوازن والسكينة للعالم ولنفوسنا، هي قضية كل من يرفض الظلم، هى قضية إزالة الظلم في كل الأرض.

اقرأ ايضاً:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فلسطين القضية الكاشفة

القدس تدافع عن العالم

أنا لا أتذكر فلسطين

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

دعاء محمود

طالبة بكلية الطب جامعة المنصورة

باحثة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة