العلاقة بين الأزواج تنافسية أم تكاملية؟
العلاقة بين الأزواج تنافسية أم تكاملية؟
هتافات وشعارات مُتطرفة بلغتِ المسامع مراراً، فتشربتها بعض العقول بلا وعي أو دِراية، وانصاعت لها بعض النفوس هوى وغواية.
انحرفت عن الفطرة السوية و تبنت دعاوي التفرد والأنانية، وسلكت رؤى الإقصاء والاستقلالية، وأُقيم على صِيتها حلبات النزاع والجدال، وهُزمت في جولاتها وصولاتها عهود الود والرحمة بين بعض الأزواج، وأنشأت صراعاً واهياً بلا منفعة أو جدوى.
دفعت ببعض الأزواج نحو الندية، وولدت مشاعر البُغض والكراهية والرغبة الجامحة في الإطاحة بخصمه، وفرض الهيمة عليه، ورفعه لراية الاستسلام والتقرير بخسارته النكراء؛ فتفككت الأُسر، وتشتت الأبناء، وانهارعلى إثرِها قداسة مواثيق غِلاظ، وأضحت كلمات مثل التضحية والإخلاص والمشاركة بين الأزواج أشبه بالأساطير أمام منافسات وتحديات معترك الحياة.
فعلى خطى التطلع للمساواة أضحى التنافس والرغبة الجامحة في الاستقواء لتقرير وتمجيد دور أحدهما، والتقليل من شأن دور الغير هدفاً وغاية، وشُوِه الفكر بآراء وعادات وتقاليد غَيبت حقائق ومفاهيم شتى، فقد اختُزل مفهوم الزواج على مدى المفاخرة والتباهي بغزير الصرف المادي في كافة متطلباته ونواحيه، وأصبحت مهام الأمومة والأبوة، وتربية الأبناء وبناء الأجيال مهاماً ثانوية لا يُتربح منها، ويُركَن حملها على عاتق خادمة أو حاضنة في سبيل تحقيق الكيان والذات في ميادين أُخَر.
لنجد أن المساواة بين المرأة والرجل ظلم في حق كليهما، ومن هنا كان العدل، وإعطاء كل ذي حق حقه، وفقاً لما يلائم طبيعته وجبلته تكريماً له وإحقاقاً لحقه.
فقد اقتضت حكمة الخالق وجود تمايز واختلاف في التكوين والقدرات بين الذكر والأنثى لا تعيب أيَّا منهما أو تنقصه، وإنما تمنحه تفرداً وخصوصية، فمتى تربى الأبناء منذ الصغر على معرفة وإدراك جليل دور كلاّ منهما، ومعرفة أن معترك المنافسة ومضمارها الحقيقي يكون لذواتهم وبحثهم عن الرقي والكمال، وأن التفاهم والانسجام وتوزيع الأدوار بين الجنسين هو عين الرأفة والرحمة والعناية بحالهما، والتأكيد على أن حقيقة العلاقة بين الأزواج علاقة تكاملية اتخذت من الرحمة والمودة والاحترام والتقدير أعمدة راسخة لبنيانها، وليست تنافسية تفترش ساحات التناحرالهدام سعى جيل الغد للسعي الحثيث في شق سبل تحقيق وتوحيد الأهداف التي تقوم عليها سعادة وسكينة البيوت، وتطلعوا دائماً نحو تحقيق هدف: “أسرة عاقلة لمجتمع فاضل”.
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط
ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب