مقالاتأسرة وطفل - مقالات

تجديد الخطاب التربوي العربي

ونحن على أعتاب العقد الثالث من الألفية الجديدة لا زال الخطاب التربوي العربي المعاصر بطبيعته خطابا فلسفيا بحتا، يعتمد الرؤى والاستراتيجيات وحتى الآليات الصالحة للتطبيق نظريا فقط وفق أطر ورؤى واستراتيجيات معتمدة.

وتبقى المعضلة قائمة أنه خطاب تنظيري بحت لا يراوح الصفحات التي كتب عليها ليظل حبيس أرفف المكتبات، ومكاتب صناع القرار مدى الحياة يتعاهده الزوار لقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة!

وتبقى الإشكالية الأكبر وهي حتمية تجديد الخطاب التربوي العربي ليواكب مستجدات الحداثة المعاصرة بتجلياتها المتنوعة، والتي تحتم على الأمم والشعوب أن يكون الخطاب التربوي متسما بسمات عصرية ملحة تواكب التطور المذهل في عالم التقنية، وتواكب التحديات المتلاحقة التي تعصف بأمتنا العربية في كثير من بلدانها،

وتتمثل أهم هذه السمات في أن يكون الخطاب التربوي المعاصر في بلادنا العربية:

– متسقا مع متطلبات سوق العمل، داعما للتنمية، مرسخا لواقع جديد يخطط له وينفذ فورا وفق خطط عملية تنفيذية متكاملة الأركان.

– خطابا يستوعب الطاقات ويحترم الخبرات ويؤمن بالشراكة مدخلا للتغيير القائم على احتواء الاختلاف واحترام الرأي والرأي الآخر.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

– خطابا يتخلص من عنجهية التفلسف النظري الأجوف الذي لا طائل من ورائه سوى الوهم وخداع الذات، والهرولة وراء بناء قصور من الخيال تنهار أمام متطلبات الواقع الجديد والذي دهس بأقدامه مخلفات الماضي السحيق وغدا الإنسان العربي فيه متمسكا بالوهم متغنيا بأطلال الماضي.

– خطابا يثور على التقليدية الرعناء ودعاتها الذين لا هم لهم سوى الاعتداد بالذات الجوفاء دون إفادات حقيقية للمجتمع، الذين يفردون صفحات كاملة كل يوم لنقد السياسات التعليمية لمجرد الهدم فقط بعيدا عن النية الصافية للبناء.

– خطابا يدعم الإبداع ويستثمر الطاقات الواعدة استثمارا فعالا، كما يراعي احتياجات وتطلعات المجتمع.

– خطابا يدعم الولاء والانتماء للوطن، ويواجه التطرف والعنف والإرهاب والانفلات الأخلاقي المستشري في المجتمع.

– خطابا يرقى بالجودة لتكون واقعا ممارسا لا سبوبة يلتهمها لصوص العصر المحترفون والمغلفون بغطاء شرعي يبيح لهم النصب والاحتيال وبيع الوهم باسم الجودة.

– خطابا تلتحم فيه الإرادة السياسية بالخبرات الأكاديمية بالقاعدة الشعبية العريضة بسوق العمل ومتطلباته وبالعالم ومستجداته كي يكون للتعليم والبحث التربوي معنى.

 إجمالا:

– خطابا يؤمن بأن التعليم هو المفتاح السحري للتقدم.

وإلا فعلى الواقع التربوي العربي السلام في عالم غدت فيه التربية علما وفنا.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

التربية العربية والمنظومة القيمية الغائبة

الموروث المقدس

التعليم في العصر الرقمي

أ.د/ محمد جمعة

أستاذ أصول التربية ووكيل كلية التربية جامعة دمياط لشئون التعليم والطلاب