تأثيرات داخلية أم خارجية! .. الإنسان وعلاقته بالمجتمع
يواجه الإنسان العديد من المشاكل في الحياة، فيتعرض تارة لفقد حبيب؛ فيصيبه الشعور بالحزن، ويشعر بالفرح تارة، ويشعر بالغضب تارة أخرى، فهل كل هذه المشاعر هي نابعة في الأصل من داخل الإنسان ومن شعوره الداخلي؟
أم أن هناك تأثيرًا من الخارج على شعوره، بحيث يتشكل الشعور الداخلي من الانطباعات الخارجية؟ كذلك شعور الفرد بالتميز والتفرد في المجتمع، هل هو من تأثير المجتمع على الفرد، فيشعر بالتمكن والقدرة؟ أم أنه شعور داخلي نابع من قدر النفس البشرية والقيم التي تمثلها.
كائن اجتماعي
البعض يذهب أن الإنسان بطبعه هو كائن اجتماعي، لا يستطيع أن يعيش منعزلا بعيدا عن الناس؛ حيث يتفاعل معهم وبهم، فتارة يؤثر فيهم وأخرى يتأثر بهم، فإن كان الإنسان يمتلك القيم والأخلاق النبيلة والأهداف السامية والفكر السليم، فهو بذلك يؤثر في الجماعة ويشعر بالسعادة والتميز وسط الجماعة،
ويضرب في ذلك المثل بالشخص الكاريزمي، فهو شخص بالجدارة لديه المقومات في الصفات الشخصية التي تؤهله لأن يكون كاريزميًّا، ولكن يشترط أيضا أن يستطيع تجسد تلك الصفات والمهارات عن طريق ممارسة تلك القيم في سلوكه، من خلال القدرة على الإقناع ولغة الجسد وغيرها من المهارات الأخرى،
والتي في الأساس يجب أن تقوم على أساس عدم التكلف ومعاملة الآخر معاملة إنسانية وإشعار الآخر بالحب وغيرها من المشاعرالصادقة التي تمكننا من الاقتراب منه وفهم الذات الخاصه به وتحفيز التأثير الإيجابي له.
المجتمع
ويري البعض الآخر أن فهم الإنسان والتأثيرات التي تؤثر فيه هي نتاج تأثير المجتمع فقط؛ فالمجتمع وما يمثله من قيم هي من تشكل للفرد شخصيته، والأولويات التي يتبناها في حياته؛ فيحب ويكره كما رسم له المجتمع قيم الحب والكره، ويحزن ويفرح وفق الأولويات المنتشرة في المجتمع عن أسباب الحزن والفرح.
وفي كل الأحوال وباعتبار الإنسان يؤثر ويتأثر، فيجب أن يبني رؤيته الواقعية بمعزل عن التأثيرات الخارجية التي تؤثر في الغالب في صوابية التفكير، أو على أقل تقدير عدم أخذها كمسلمات دون التدقيق فيها؛ ومن ثم يبدأ في تبنى السليم ورفض الخطأ من منظور واقعي منطقي، فلا ينعزل عن المجتمع ولا يقبل كل ما فيه على ما هو عليه؛ حتى لا يقع أسيرًا للعقل الجمعي للمجتمع دون وعي منه، ويظن أنه على الطريق الصحيح.
اقرأ ايضاً:
الحرية الشخصية بين التحرر والاستعباد.. ماذا يعني أن أكون حراً ؟
لماذا يتركنا نتأرجح بين الألم والملل ؟
لُب الزيتونة .. البحث عن السبب الجذري أفضل من معالجة الآثار الناتجة عنه