بين العاطفة والعقل
العواطف شيء شخصي، أنا أحب أو أنا لا أحب، لكن المنطق والعقل شيء عام، أمور منطقية عادلة أو غير منطقية غير عادلة.
التعاملات بين البشر يجب أن يحكمها العقل والمنطق، وليس أهواء شخص أو بعض الأشخاص. المشكلة حين تُستغل العواطف في تحريك الآخرين، تستعمل العواطف لمنع العقل والمنطق.
حين يقول لي أحدهم أنه لا يحب الالتزام أو يشعر بالحزن حين يضطر إلى النزول المبكر للعمل، هذه مشكلته الشخصية مع عواطفه.
لكن هذا لا يعني أن نلغي الالتزام أو العمل فقط من أجل المشي وراء هذه العواطف، لأن الالتزام والعمل وفق المنطق والعقل هو الصحيح، حتى لو تعارض مع العواطف.
العاطفة والعقل .. صراع أم تكامل؟
المشكلة أن الغوغاء تحركهم العواطف، والعواطف أصبح التلاعب بها سهل جدًا عبر الأفلام والقصص والروايات والحواديت، سواء في السينما أو التليفزيون أو مواقع التواصل الاجتماعي. أصبح الناس يتركون عقولهم، ليسيروا وراء العواطف.
بذلك يُنشر الفساد والفحشاء، وأصبحت ترى في الأفلام الراقصة الشريفة، والعاهرة التي تستحق التعاطف معها، والحرامي الذي تحبه وتشجعه، والقاتل الذي تتفهم دوافعه وتشعر بالتسامح والتعاطف معه، والفاشل أبو دم خفيف، والكسول المحظوظ الذي يحقق المجد والشهرة من دون مجهود.
في نفس الوقت ترى في الأفلام المتدين ثقيل الدم، والملتزم الممل، والمصلي المنافق. كلها صور صنعها الإعلام الكاذب وأقنع عواطف الغوغاء بها، ونسي الناس عقولهم والمنطق الذي يتعارض مع هذه الصور الشاذة وغير المنطقية.
أصبح الناس يلعبون دور الضحية والمسكنة كي يستغلوا عواطف الآخرين ويحولوهم إلى تابعين، ينفذون طلبات من يتقن استغلال العواطف من الشخصيات السيكوباثية.
تجد اصطناع البكاء، واصطناع الحزن، واصطناع التألم، هذا كله لتنفيذ رغبات غير منطقية تتعارض مع القواعد والعقل والدليل، ليتحول الحق إلى باطل والباطل إلى حق، والصحيح إلى خطأ والخطأ إلى صحيح، والجاني إلى ضحية والضحية إلى جانٍ!
ويأخذ الناس ما لا يستحقون تحت شعارات العواطف، لذلك تفشل كل أسرة لا يحكمها عقل ومنطق في الأب والأم أو كبير العائلة، وتفشل كل أمة لا يحكمها عقل ومنطق في مراكز صناعة القرار.
لا تتبعوا الهوى والعواطف، هذا أمر الله لنا.
مقالات ذات صلة:
الانفعال والعاطفة: تمايز الحالة ودينامية التفاعل
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
