برنامج لتحسين التوجه نحو الحياة للأحداث المنحرفين من منظور العلاج بالمعنى
1- الروافد العلمية للعلاج بالمعنى:
ترجع الجذور التاريخية لمفهوم العلاج بالمعني لأعمال كير كجارد Kierkegaard وهيدجر Heidegger وسارترSorter وكتابات وجوديين آخرين مثل فرانكل Frankl، حيث يركز هذا الاتجاه على الاختيار في تشكيل حياة الشخص وأن كل شخص يتحمل مسؤوليته في تشكيل حياته وحاجاته لتحديد ذاته، ويؤكد على الحاضر والمستقبل في مساعدة الشخص وأن حرية الشخص أساس لتحديد مستقبله.
2- أهداف العلاج بالمعنى:
أ- مساعدة العميل على أن يجد معنى في حياته وتحقيق إمكانيات المعنى لوجوده وإثارة إرادة الحياة لديه، فيصبح لديه وعي بجوانب حياته ويدرك مصيره وقراراته.
ب- مساعدة العميل على تكوين اتجاهات إيجابية نحو ذاته، فالعلاج بالمعنى اتجاه تفاؤلي، حيث يستند إلى أن الإنسان خير بطبيعته ويمتلك دافعا أصيلا لتنمية ذاتهبب وترقيتها إذا توافرات له الشروط التي تساعده على اكتشاف قدراته بنفسه ومحاولة تحقيقه للمعنى.
ج- مساعدة العميل على تحمل المسؤولية والوعي بالذات والقدرات، ويوضح فرانكل أن الحياة تعني الاضطلاع بالمسؤولية لكي يجد الإنسان الحلول الصحيحة لمشكلاته والقدرة على القيام بالمهام واتخاذ القرارات السليمة في حياته وقدرته على التعامل مع ذاته والآخرين.
د- مساعدة العميل على تحمل المعاناة في بحثه عن المعنى: فالإنسان يكون مستعدا في بحثه عن المعنى _كما يشير فرانكل_ لتحمل المعاناة وتقديم التضحيات حتى بحياته من أجل الحفاظ على هذا المعنى، أما عندما تفقد الحياة معناها فيكون الفراغ الوجودي، وهذا يشير إلى أن المعاناة أحيانا تحفظ للحياة معناها وقيمتها حيث يمكن للإنسان أن يواجه المعاناة من خلال: تحويل الألم لإنجاز، وأن يتخذ من الذنب فرصة لتغيير نفسه، وأنه يتخذ من زوال الحياة دافعا ليتصرف بشكل أكثر مسؤولية في الحياة.
3- مبادئ ومفاهيم العلاج بالمعنى:
أ- معنى الحياة:
يشير إلى أنه عندما تسأل الأفراد عن السبب الذي من أجله يعيشون حياتهم فإنهم سيجيبون بأنهم يعيشون من أجل الأطفال الذين يجب أن تستكمل تربيتهم، أو من أجل الصديق الذي يجب مساندته، أو من أجل العمل الذي ينبغي إنجازه، أو من أجل الحركة السياسية التي ينبغي أن تحظى بالتأييد، أو من أجل العمل الفني الذي لم يزل قيد التطوير، وكل هذه الإجابات يمكن إيجازها في جملة واحدة مؤداها أن هناك شخصا ما أو شيئا ما في حاجة إلى وجود، أو هدف ما في حاجة إلى تحقيق، وهنا يكمن جوهر العلاج بالمعنى الذي يعلمنا أن غاية سعينا ينبغي أن تكون من أجل معنى يدوم ويعمق مغزاه حتى في أحلك ساعات المعاناة، وهذا ما حدث لفرانكل الذي جاهد ليبقى ولينقل للبشرية خلاصة تجربته وسط ذلك القدر الهائل من العذاب البدني والنفسي.
ومن هنا تتبلور صورة معنى الحياة كما أرادها فرانكل في نظريته للمعنى، فالحياة بالنسبة لأي فرد ذات معنى تام وغير مشروط يمكن تحققه بغير شرط أو قيد، وينبغي للإنسان ألا يتوقف عن بلوغ هذا المعنى في كافة الأحوال والظروف.
والمعنى الذي يقصده فرانكل ذاتي وموضوعي في آن واحد، فهو ذاتي من حيث تناول الإنسان له، وموضوعي من حيث أن لكل شيء معناه الحقيقي الخاص به، ولأن المعنى لا يمنح وإنما يجب أن يلتمسه الإنسان ويسعى إليه، فإن هذا الالتماس وهذا السعي لبلوغ المعنى يجب أن يكون في إطار من المسؤولية والالتزام وسعيا وراء التطور والابتكارية .
والمعنى هو وسيلة التعبير عن الذات، وليس هناك معنى عالمي للحياة ولكن فقط المعاني الفردية للمواقف الفردية، أي القيم التي توفر على الإنسان متاعب اتخاذ القرار، فالكينونة الإنسانية تتجاوز ذاتها إلى معان تكون شيئا آخر غير ذاتها، فالمعاني مكتشفة ويجب العثور عليها وليست مخترعة، ولذلك فمهمة المعالج صقل القدرة التي تسمح لإنسان بالعثور على المعاني الفريدة وصنع القرارات المستقلة، بالإضافة إلى استفادة الإنسان من خبرات المواقف الفريدة التي تتكون منها الحياة، وحسن الاختيار الذي يستند إلى المسؤولية أي إلى اتخاذ القرار بتوجيه الضمير، والرجوع إلى الضمير الحي النشط الذي يمكنه من مقاومة آثار الفراغ الوجودي والذي تبدو مظاهره في الشعور باللا مبالاة والملل ونقص روح المبادرة وفقدان الاهتمام والشك في المعنى.
ب- مفهوم حرية الإرادة:
يقول فرانكل: (بالرغم من كوننا في اضطرار للخضوع إلى بعض الظروف والأحوال الخارجة عن إرادتنا، إلا أننا نكون أحرارا في اختيار ردود أفعالنا تجاه كل ذلك)، فالحرية _كما يقول شولتر_ مفهوم هام جدا في فكر وكتابات فرانكل، الذي يؤمن بأهمية أن نكون أحرارا في مواقفنا تجاه ظروفنا وأحوالنا ووجودنا إذا ما كان لنا أن نتمتع بالصحة النفسية، ولهذا فإن الشخص الذي لا يعرف كيف يستخدم هذه الحرية يعاني من العصاب الذي يسيطر عليه ويعطل إمكاناته ويؤخر نموه الإنساني، والبشر ليسوا تابعين لبعض القيم والمبادئ وليسوا آليات تستجيب بحسب ما وجهت إليه، وليسوا نتاج ما دربوا عليه في طفولتهم أو ما اكتسبوه من خبرات في حياتهم فحسب بل إنهم أحرار، وبإمكانهم أن يكونوا كذلك بدرجة كاملة، أحرار بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أحرار في أن يختاروا من السبل ما يكفل لهم ضمان الوصول إلى المعنى وتحقيق إرادة المعنى التي هي إرادة الحياة.
ج- مفهوم إرادة المعنى:
يعتقد فرانكل أن إرادة المعنى تمثل دافعا رئيسيا في حياة الإنسان، بل إنها أقوى الدوافع الرئيسية، فبغيره لا يكون هناك مبرر للاستمرار في الحياة، وهو دافع فطري ومتفرد لدى كل إنسان، ومختلف في طبيعته وتوجهه من فرد لآخر، بل ولدى نفس الفرد من موقف لآخر، ويمكن تحقيق هذا الدافع من خلال ما نحققه في حياتنا من مهام نكتشف من خلالها ذواتنا، وقدراتنا على التحدي لمعوقات إنجاز هذه المهام.
د- مفهوم الإحباط الوجودي:
يرى فرانكل أن إرادة المعنى عند الإنسان قد تتعرض للإحباط، وهو ما يعرف بالإحباط الوجودي، والذي قد ينتج أحيانا عن المرض النفسي، وهذا النمط من المرض النفسي يطلق عليه فرانكل مصطلح العصاب معنوي المنشأ خلافا للعصاب النفسي المنشأ، ويتولد هذا النوع من العصاب من صراعات القيم المختلفة (أي من الصراعات المعنوية الأخلاقية)، ويؤكد فرانكل على أنه ليس كل صراع بالضرورة عصابيا، فمقدار من الصراع سوي وصحي، كما أنه ليست كل معاناة ظاهرة مرضية، فالمعاناة قد تكون إنجازا إنسانيا طيبا، خاصة إذا كانت تنشأ من الإحباط الوجودي .
ه- مفهوم العصاب الوجودي:
إن المسؤولية الهائلة التي يحمل عبئها كل إنسان تعني أنه يتحتم عليه أن يجد معنى لحياته الخاصة من خلال وجوده، وهكذا فإن العصاب الوجودي لا يعتبر نتيجة توتر وصدمة، وإنما نتيجة عدم القدرة على رؤية معنى للحياة.
و- مفهوم الديناميات المعنوية:
يؤكد فرانكل على الديناميات المعنوية التي تدعم الصحة النفسية للفرد، وقوامها أن يكون هناك دائما شكل من أشكال التوتر بين إنجازات الفرد وطموحاته، أي بين ما هو عليه الآن وما ينبغي أن يكون عليه، وقد رأى فرانكل أن الصحة النفسية تستند إلى درجة من التوتر بين ما أنجزه الفرد وما لا يزال عليه أن ينجزه، بحيث يكون ناتج الديناميات المعنوية في حياة الإنسان تحديد معنى بالإمكان بلوغه.
ومن هنا يكون كل ما ينبغي فعله هو إيقاظ إرادة المعنى في الإنسان من حالة كمونها، وحث الإنسان على السعي والجد وبلوغ الأهداف، فهذا هو ما يميز الإنسان عن سائر المخلوقات، ومنه يكون اشتقاق الوعي الذاتي والحب والضمير الأخلاقي، ومنه يكون الالتزام الحقيقي الذي تتوارى خلفه أقنعة الزيف والخداع وتسمو به الذات فوق وجودها البيولوجي إلى رسالات وروحانيات ومعنويات يسعى إليها الإنسان بملء إرادته الحرة التي حققت معنى الوجود ومعنى الحياة.
ز- مفهوم المسؤولية:
والتأكيد على الالتزام بالمسؤولية جزء لا يتجزأ عن العلاج بالمعنى، وقد عبر فرانكل عن ذلك مشيرا إلى نتائج العلاج قائلا: (وهكذا تعيش الآن كما لو كنت تعيش بالفعل من جديد، وكما لو كنت قد سلكت على نحو خاطئ في المرة الأولى مثلما تفعل الآن). وهذا هو المبدأ الذي يستثير إحساس الفرد بالالتزام والمسؤولية، فيتخيل إن الحاضر سوف يصير ماضيا، وأن الماضي لن يتغير أو يتحسن، في حين أن المستقبل سوف يكون من غير شك قابلا لهذا التغير.
وبذلك تكون مسؤولية الإنسان هي محض تعبير عن وجوده ودليل عليه، ومعناها أنه بإمكانه أن يفعل الصواب، أو أن يرتكب الخطأ والآثام، ولهذا فهو إما مستحق للثواب والثناء وإما للوم والعقاب، ومفتاحه إلى النهوض بمسؤوليته هو أن يتعلم من أخطائه ويسترشد الطريق إلى المستقبل.
ح- مفهوم الوعي بالذات:
يحاول العلاج بالمعنى كما حدده فرانكل أن يجعل المريض واعيا كل الوعي بالتزامه بمسؤولياته، ويترك له حرية اتخاذ القرار بشأن إدراكه لنفسه كشخص مسؤول عن اختياره لأهدافه في الحياة.
ط- مفهوم التسامي بالذات:
يرى فرانكل أن الدافع الحقيقي في حياتنا ليس هو البحث عن ذواتنا وإنما البحث عن المعنى. وهذا يعني من جانب معين نسيان أنفسنا وتجاوزها والتسامي فوقها، فالإنسان لا يكون إنسانا إلا إذا تجاوز ذاته وارتقى بإنسانيته إلى ما ورائها، وهذا ما جعل فرانكل مختلفا عن كل أصحاب النظريات الأخرى الذين اعتقدوا أن الدافع الأساسي للنمو الإنساني هو تحقيق الذات فليس الكفاح والجهاد من أجل ما هو في الذات أو ما بداخلها، فذلك يعد هزيمة للذات، وإنما السعي يكون للتسامي فوق هذه الذات، ويشير شولتز إلى إيمان فرانكل بأننا إذا ركزنا سعينا للوصول إلى السعادة فلن نحقق السعادة أبدا، فالسعادة لا تطلب ولا تمسك بالأيدي، وإنما تتحقق تلقائيا بالوصول إلى المعنى والتسامي فوق الذات، وبذلك تتحقق الذات تلقائيا ومن فورها، وتتحقق أيضا الصحة النفسية.
ي- مفهوم القيم:
يحدد فرانكل تصنيفات ثلاث للقيم تعد السبيل الذي يمكن أن يسلكه أي إنسان لكي يصل إلى معنى حياته، ففي رأي فرانكل أن القيم قد تكون:
- قيم ابتكارية تتعلق بالإنجازات وأداء المهام.
- قيم خبراتية تقف بالفرد عند معنى ما هو خير وحقيقي، وتساعده على فهم حقيقة الحب بين البشر.
- قيم اتجاهاتية توجه الفرد نحو تبني اتجاه محدد حيال آلامه ومعاناته، ولأن الإنسان يستطيع في كل الأحوال وعلى كل الوجوه تحقيق هذه القيم، فهو قادر إذًا على إيجاد معنى لحياته كل بمفرده وكينونته الخاصة، وذلك من خلال خبراته وابتكاراته، ومن خلال موقف يتخذه حيال تحديات الحياة.
ومن هنا نفهم لماذا لا تخلو الحياة أبدا من المعنى، فحتى لو كان الفرد تنقصه إمكانات الابتكار وخبرات المواجهة فإنه سيظل ذا موقف واتجاه محدد نحو العالم والحياة، حتى ولو كان ذلك في إطار من الألم والمعاناة.
4- خطوات نموذج العلاج بالمعنى:
- تحديد المشكلة (التقييم الذاتي)Distancing from symptom : تبصير العميل بمجموعة المعاني التي يفتقر إليها وسببت له المشكلة.
- إيجاد الهدف عن طريق المواجهة Modification of attitudes: تعويد صاحب المشكلة على تحمل المعنى.
- التخفيف من المشكلة Reduction of symptoms: توظيف الإرادة وتحمل المسؤولية.
- التوجيه نحو إدراك المعنىOrientation toward meaningful activities experiences and attitude: اتخاذ القرار والاشتراك فيه وفي الأنشطة المختلفة واكتساب الخبرات.
5- استراتيجيات العلاج بالمعنى:
- إيقاف الإمعان الفكري: فالإفراط المبالغ فيه في فكرة معينة تتضمن الحصول على السعادة كهدف من وجهة نظر الفرد قد تجعله يخطئ الهدف، ولذلك يجب التفكير في الأساليب التي تساعد على الوصول إلى الهدف، من خلال تدعيم الاستراتيجية التالية:
- المقصد المتناقض ظاهريا: بمعنى توجيه الفرد نحو فكرة إيجابية تناقض محتويات الفكرة السلبية السابقة، وكلاهما يعتمد على قدرة الإنسان على التسامي بالذات وعلى الانفصال عن الذات.
6- أساليب العلاج بالمعنى:
يعتمد العلاج بالمعنى على الأساليب العلاجية التالية: النصح، التسامح، التوجيه، المواجهة، الصبر، الشجاعة، التأمل، الوعي بالمسؤولية، التسامي على الذات، الفكاهة، تحدي الموقف، إرادة المعنى مقابل اليأس.
وفيما يلي عرض لبرنامج للمساهمة في تحسين معنى الحياه لدى الأحداث الضالين:
1 – أهداف برنامج التدخل المهني:
تتحدد أهداف التدخل المهني طبقا للهدف الرئيس للبحث وهو تطبيق نموذج العلاج بالمعنى في طريقة خدمة الفرد لتحسين التوجه نحو الحياة للأحداث المنحرفين، وينقسم إلى عدة أهداف فرعية:
- تكوين علاقة مهنية علاجية مع الحدث وفهم عالمه الذاتي للوصول إلى فهم ذاته، وتشجيعه على التعبير عن مشاعره الإيجابية أو السلبية المرتبطة بفقدان الهدف ومعنى الحياة، أو الشعور بالفراغ الوجودي مثل الملل واللا مبالاة وضعف القدرة على المبادرة، بالإضافة للأفكار السلبية اللا عقلانية التي تعوق تحقيقه لأهدافه، والتركيز على الحاضر أكثر من الماضي.
- مساعدة الحدث على تحسين تفاعلاته وعلاقته بزملائه ومشرفيه والمجتمع المحيط به للتخلص من مشاعر الحزن والضيق والاكتئاب والعزلة والوحدة.
- مساعدته على رؤية دوره في خلق عالمه المحدود، وزيادة وعيه بأنه مسؤول عن مشكلته والمشاعر المصاحبة لها وحلها –مع مراعاة التدرج عند مواجهته بذلك– والاعتراف بحاجته لمساعدة مهنية للتخلص من إلقاء اللوم على الآخرين أو الذات، حتى تولد لديه الدافعية الذاتية للتغيير وصنع قرارات جديدة مسؤولة وتحمل نتائجها.
- بث النظرة التفاؤلية للحياة، وتقبل الواقع الحالي الذي قد يمكن تغييره أو تغيير أسلوب الاستجابة له بالصبر والمرونة إذا تخلى عن بعض الشروط المرتبطة بمعاني دنيوية لا عقلانية بسبب عدم إقامته مع أسرته ووجوده في المؤسسة وآثاره المترتبة عليه، وخلق معنى للحياة في كل ما يتعرض له أو يعانيه من خلال أسلوب التأمل والاكتشاف المبكر.
- مساعدة الحدث في التغلب على مشاعر الذنب والنقص التي يعاني منها، ومساعدته على إشباع احتياجاته خاصة الاجتماعية والنفسية منها، والتي ربما يفتقدها كونه لا يعيش في أسرة طبيعية.
- حث الحدث على التفكير في هدف وجوده في الحياة وابتكار أهداف جديدة والسعي لإنجازها، حتى يدرك معنى حياته وتتضح أمامه معاني أخرى جديرة بالاهتمام فيسعى جاهدا من أجل تحقيقها.
- مساعدة الحدث على التخلص من الضغوط النفسية التي تقع عليه، وبث روح الأمل والتفاؤل في نفسه، ومساعدته على تحقيق ذاته وبث الثقة في نفسه، ومساعدته على استثمار الجوانب الإيجابية في شخصيته وكذا الإمكانيات والموارد المتاحة في البيئة وكيفية الاستفادة منها بما يحقق أهدافه الحياتية.
2 – المستفيدون من برنامج التدخل المهني:
هم الأحداث المنحرفون المودعون بالمؤسسات الإيوائية، والذين ينحصر سنهم ما بين (12- 17) سنة ومستوى ذكائهم ما بين (90 -120) على مقياس ستانفورد بينيه للذكاء، والذين عجزوا عن الوصول لأسرهم.
3 – فترة التدخل المهني:
يستغرق برنامج التدخل المهني مع الأحداث الضالين مدة 12 أسبوعا بواقع مقابلة واحدة في الأسبوع، ليصل عدد المقابلات إلى 12 مقابلة تقريبا وقد استغرقت المقابلة الواحدة ساعة تقريبا.
4 – مكان تنفيذ برنامج التدخل المهني:
يتم تنفيذ هذا البرنامج بمؤسسات رعاية الأحداث.
5 – خطوات تنفيذ البرنامج وفقا لمراحل نموذج العلاج بالمعنى في خدمة الفرد:
- تحديد المشكلة (التقييم الذاتي): تبصير الحدث بمجموعة المعاني التي يفتقر إليها وسببت له المشكلة.
- إيجاد الهدف عن طريق المواجهة: تعويد صاحب المشكلة على تحمل المعنى.
- التخفيف من المشكلة: توظيف الإرادة وتحمل المسؤولية.
- التوجيه نحو إدراك المعنى: اتخاذ القرار والاشتراك فيه وفي الأنشطة المختلفة واكتساب الخبرات.
6 – استراتيجيات التدخل المهني:
- استراتيجية إيقاف الإمعان الفكري: عن طريق توجيه الحدث إلى عدم التركيز في الموضوعات التي تعوق تحقيق أهدافه وممارسة أدواره وطرق وأساليب اتخاذ قرارته، والتركيز فقط على المهام التي يستلزم القيام بها للوصول إلى الشعور بأهميته في الحياة والتوجه نحوها بطريقة إيجابية.
- استراتيجية المقصد المتناقض ظاهريا: عن طريق تشجيع الحدث على تحدي ذاته ومخاوفه وقلقه المتوقع والتغلب على المشاعر السلبية وبث روح الأمل والتفاؤل والثقة في نفسه.
7 – محتويات البرنامج:
ويتضمن برنامج التدخل المهني ما يلي:
أ- بناء العلاقة المهنية:
ويتحقق من خلال البداية المناسبة مع العميل (الحدث الضال) وفق نموذج التدخل المهني ويتم ذلك من خلال:
- الاهتمام بالعميل والتعرف على جوانب شخصيته.
- شرح طبيعة عمل الباحث وإمكانية العمل مع الحدث للتخفيف من الآثار الناتجة عن إقامته في المؤسسة وشعور الحدث بانخفاض مستوى ذاته، أو شعوره بالوصمة كونه مجهول النسب.
- تحديد الأدوار التي سوف يمارسها الباحث والحدث للمساهمة في تحسين التوجه نحو الحياة لدى العملاء من الأحداث الضالين.
- أساليب التدخل المهني:
ب- استخدم الباحث الأساليب العلاجية التي يعتمد عليها العلاج بالمعنى وهي:
- نصح العميل: من خلال التوضيح له بأن الإقامة في المؤسسة هي فترة مؤقتة لحين تنمية قدراته واستعداده لمواجهة أعباء الحياة، وإثبات الذات بالتعليم المتميز أو التدريب المهني الجيد وذلك للحصول على فرص جيدة للخروج من المؤسسة وممارسة حياته والاندماج في المجتمع وممارسة المهام والأدوار المتنوعة بشكل طبيعي.
- حث الحدث وتوجيهه لابتكار أهداف جديدة والسعي لإنجازها حتى يتوصل لمعنى حياته وتتضح أمامه معاني أخرى يستطيع الوصول إليها أو تحقيقها.
- تنمية الوعي بالمسؤولية ومساعدة الحدث على التخفيف من الآثار الاجتماعية والنفسية التي يعاني منها نتيجة إقامته في المؤسسة وشعوره بالنقص أو الوصمة نتيجة إيداعه بالمؤسسة بقرار من النيابة وعجزه عن الوصول لأسرته.
- أسلوب التأمل: من خلال مساعدة الحدث على خلق معنى جديد للحياة في كل ما تعرض له أو عانى منه من آثار سلبية نتيجة الضغوط والمشكلات التي تعرض لها في حياته سواء خارج المؤسسة أو داخلها.
- منح الأمل والتفاؤل: من خلال إقناع الحدث بضرورة تبني مجموعة من الأهداف والطموحات الإيجابية وبث الشعور بالأمل في نفسه والثقة في ذاته لبذل أقصى طاقة للعمل على تحقيق هذه الأهداف والطموحات.
- إرادة المعنى: من خلال تشجيع الحدث على التعبير عن حاجاته ورغباته والسمو بها على الذات، وتحديد أهدافه وتوجهاته الحياتية وتوصيفها في مسارات إيجابية مرتبطة باختياراته وقراراته.
- المواجهة: من خلال مساعدة الحدث على مواجهة المشاعر السلبية التي يعاني منها كالشعور بالذنب أو النقص والإحباط والاكتئاب والعزلة وبث الثقة في نفسه.
لمزيد من التفاصيل راجع:
- السيد منصور الشاعر، فعالية ممارسة العلاج بالمعنى في خدمة الفرد في تحسين التوجه نحو الحياه للأحداث الضالين، بحث منشور في مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية، كلية الخدمة الاجتماعية، جامعة حلوان، 2019.
- محمد عبد الحميد أحمد عبد الحميد مسعود: ممارسة نموذج العلاج بالمعنى في خدمة الفرد للتخفيف من الأضرار الناتجة عن الطلاق في المرحلة المبكرة للزواج، 2013.
اقرأ أيضاً:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.