مقالاتفن وأدب - مقالات

ببالغ الأسى… والشموخ

عاد إلى منزله وهو يتلهف لرؤيتهن، وأخذ ينادى عليهن بمجرد أن أغلق الباب خلفه فانطلق ينادى عليهن ابتهاج، يا اعتدال، يا أشجان: أين أنتن يا بناتى؟ تعالين إلىّ قد عدت مشتاقا لكن، ولرائحة أمُّكن العزيزة فيكن! أين أنتن يا حبيباتى؟

لم تسمعه أى واحدة منهن؛ حيث كانت اعتدال تقرأ فى غرفتها، وأخذتها حبكة الرواية إلى واقع مختلف عن ما تعيشه، عالم أفضل بل عالم الفضيلة والشرف والفروسية والشجاعة مع فارسها بطل الرواية الحكيم، وكذلك هى ابتهاج، لم تسمع صوت والدها أيضا؛ حيث كانت تغنى بصوت عالٍ فى المطبخ أثناء تحضيرها لكعكة؛

لتقيم بها حفلًا لأنها تحب الحفلات كثيرا، ولا تحب الحزن ولا التفكر والقراءة حيث هى على النقيض دائما من شقيقتيها اعتدال وأشجان، وتلك الأخيرة كانت بعكس ابتهاج فى كل شىء تكاد تكون النقيض تماما، حيث فى هذه اللحظات كانت تقبع فى غرفتها فى ظلام دامس مغلقة النوافذ والأبواب إضافة إلى الأنوار، حيث ترتاح فى عزلتها وحزنها على سفر والديها،

قلقة عليهم وحزينة لدرجة أن دموع عينيها لم تجف منذ وقت رحيلهما الذى مضى عليه أكثر من شهرين، ولم تستطع فعل أى شىء خلال كل هذه المدة حيث سيطر عليها الحزن والقلق، مما أمرضها وأصبحت لا تسيطر على تركيزها ولا تفكر سوى بالسوء وما يمكن أن يجرى لأبويها،

وماذا يمكن أن تفعل إن خسرتهما فى هذه الرحلة، بكت كثيرا ولم تستطع التفكير فيما ستفعل لو حدث لهم شىء، وهكذا لم تسمع هى أيضا صوت والدها حين عودته، حيث علا صوت نحيبها على كل ما تسمعه وسيطر على أرجاء الغرفة ولم تعد تسمع إلا البكاء والنحيب!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

انطلق الأب إلى المطبخ حيث كان بالقرب من الباب، وسمع صوت غناء ابنته ابتهاج العزيزة، دخل المطبخ وناداها بصوت مرتفع: ابتهاج، التفتت إليه بشوق وسعادة غامرة، والدى، لقد عدت يا حبيبى أنرت الدار يا صاحب الدار، وأخذت تغنى بصوت عالٍ وتنادى أخواتها وهى تهرول إليهن فى سعادة غامرة هيا هيا تعالين إلى المطبخ، والدنا قد عاد، قد عاد…

هيا لنحتفل لقد أعددت الكعكة، ألم أقل لكن إننى أشعر بأننى أريد أن أعد كعكعة، أشعر بسرور قادم، أشعر بحفل قادم فأنا أحب الحفلات، قاطعتها شقيقتها أشجان بصوت حزين وهى تقول وأمى؟! هل عادت معه أم…؟!

انفعلت عليها ابتهاج فى تلك اللحظة قائلة، أنتِ هكذا دائما تفسدين لحظات السعادة، وتكرهين أن تتركينا نفرح قليلا، إلا أن اعتدال دخلت عليهن الغرفة وقالت لهما اهدأا، وتعالين لنرحب بوالدنا لقد اشتقنا إليه كثيرا ولنعرف منه كل ما نريد أن نعرف، هيا ولا تبدأن هذا الشجار كل مرة دون داعٍ!

دخلت البنات إلى المطبخ وكان الوالد جالسا على كرسيه الخشبى أمام المنضدة القديمة التى كانت تجتمع حولها العائلة للغداء دائما، ارتمين فى أحضانه وأخذن يتساءلن عما جرى فى سفره؟ وماذا فعل؟ وكيف عاد بهذه السرعة؟ وما الذى حدث له؟ وأخيرا أين والدتهما؟؟

حينما سمع الأب هذا السؤال لم يستطع منع دموعه، وقال سأخبركن بكل شىء ولكن اتركونى أهدأ قليلا من سفرى، وأطمئن عليكن وماذا فعلتن فى غيابنا؟ اقتربت اعتدال من والدها أكثر واحتضنته بشدة وقبلت يديه وربتت عليهما بحنان وقالت نعم يا أبى معك حق لماذا نتعجل كل شىء؟!

الأهم فى هذه اللحظة أنك أصبحت هنا وعدت إلينا سالما يا أبى، هيا يا بنات لنحضر الغداء ولنجتمع حول أبى، مثلما نفعل دائما لنشعر بدفء وجودك حولنا، هيا يا ابتهاج وهنا انطلقت ابتهاج بلا رادع راحت تغنى وتغنى سرورا بعودة الوالد إلى المنزل، ولتكمل تجهيزالكعكة فى سرور، وراحت اعتدال تحضر لوالدها الحمام والماء الدافئ ليستريح من سفره قليلا قبل الغداء،

وطلبت من شقيقتها الثالثة تحضير الغداء حتى تعود إليها لتشاركها فى إعداده، وافقت أشجان التى كانت لا تزال غارقة فى دموعها بعد أن عاد والدها إلى المنزل أخيرا واشتياقا له وقلقا مما لم تعرفه بعد عن عدم عودة والدتها معه، إلا أنها تشعر بالقلق ولا يوجد من وجهة نظرها ما يسعدها ويخفف عنها.

حضر الوالد إلى المطبخ مرة ثانية بعد أن أتم حمّامه، وأخذ قسطا من الراحة، إلى أن أعدت بناته الغداء ودعونه إلى المائدة، جلس الوالد فى كرسيه الخشبى فى مقدمة المائدة كالمعتاد، ثم جلست كل واحدة منهن فى كرسيها المعتاد أيضا، وبقى كرسى الأم الذى يقع إلى جانب الأب،

على الجهة اليمنى للمنضدة فارغا وتمتد نظرات أشجان إلى الكرسى فى حزن عميق وعيناها غائرتان بالدموع، وتلمعان بكثرة التساؤلات وتعلوا محياها كثيرا من الاستفهامات المختلطة بقلق وحزن، شعر الأب بنظرات بناته واستعدادهن لأن يشاركهن أفكاره، وأن يطمئن بالهن على الوالدة الغائبة التى لم تعد معه إلى المنزل ليكتمل بها الفرح والدفء والأمان.

قطعت ابتهاج الصمت قائلة، لقد أعددت لك كعكة الليمون يا أبى، وسوف نحتفل اليوم بعودتك على العشاء فى حفلة الشاى والكعك التى تعودنا مع أمى على إقامتها لك فى كل مرة تعود إلينا فيها سالما من سفرتك، دمت بخير لنا يا أبى أنت دفء وأمان وسعادة منزلنا، ومعك نزداد سعادة وسرورا يكفى العالم بأسره ليتغنى بكل جميل فى الحياة،

فى هدوء ورزانة وبابتسامة هادئة، عبرت اعتدال لوالدها عن سعادتها بعودته، ورحبت به وقدمت له صحن الغداء، ليضع لكل واحدة منهن نصيبها فى صحنها كما يفعل دائما، استلم الأب الصحن بكلتى يديه، وهو ينظر فى عينى اعتدال المطمئنتين، وهو يقول نعم يا ابنتى لنتناول غداءنا أولا ثم ننتقل للحديقة، لنتحدث قليلا تحت أشعة الشمس الدافئة، وبجانب شجرة الأرز المعمرة التى زرعها أجدادى، والتى لطالما اطلعت على اجتماعات العائلة وأسرارها،

وكانت خير صاحب لعائلتنا جيلا بعد جيل، تعلمنا منها الكثير فى حياتنا والذى أريد أن أحدثكن بشأنه فى اجتماعنا بعد الغداء، ونحن بجانبها لنتناول الشاى، لم تنبس أشجان ببنت شفة بل ظلت غارقة فى عالمها الحزين، حائرة لماذا لا يتكلم والدها عن السفرة ولماذا يؤجل الحديث عن الوالدة الغائبة، ولماذا يريد الاجتماع حول شجرة الأرز حتى يتكلم معهن،

لم تفهم ما يقصده وما يرمى إليه الوالد من هذا السكون الغريب فالتزمت الصمت مع الحزن حتى لا تتسبب فى أى مضايقات أو تعاسات كما اتهمتها بها ابتهاج منذ قليل، لم ترد أن تكون مصدر شقاء العائلة دائما فانتظرت فى صمت حزين حتى ينتهى الجميع من الغداء.

بعد الغداء وفى حديقة المنزل، بجانب شجرة الأرز العتيقة والشامخة جلس الأب على دكة مستديرة قديمة وأصيلة فى قدم عائلتهم يمتد عمرها إلى حوالى الألف عام أو أكثر، كما شجرة الأرز المعمرة صنعت بجانب الشجرة لتلتف العائلة حولها منذ القدم، صنعت تلك الدكة من خشب قوى ذى رائحة عطرة من نفس نوع خشب شجرة الأرز الشامخة.

التفت البنات حول الوالد، تحمل كل واحدة منهن كوبا من الشاى، وتحمل اعتدال كوبين أحدهما للوالد ثم قدمته له، اعتدل الوالد فى جلسته، ومد يديه فاستلم كوب الشاى من ابنته اعتدال بكلتى يديه، باهتمام بالغ ثم ربت على يديها وشكرها، وقال دمتِ عاقلة حكيمة يا ابنتى، بورك عقلك وحكمتك ونفعت وانتفعت بهما فى حياتك، اجلسى يا حبيبتى لنبدأ حديثنا،

ثم طلب منهن أن يقتربن منه أكثر، ليستطيع أن يشعر بوجودهن حوله ويشاركهن كل مشاعره وأفكاره فى هدوء، بدأ الأب حديثة مشيرا إلى شجرة الأرز، قائلا أتعرفن يا حبيباتى أن هذه الشجرة تمتلك قدرات فائقة على مقاومة الآفات، والأمراض لقدرتها على إنتاج براعم بديلة عن تلك المصابة، ممّا يجعل منها شجرة معمّرة تعيش طويلاً،

فقد تصل أعمار بعض هذه الأشجار إلى ثلاثة آلاف عام، ويعود سبب تعميرها لسنين طويلة أنّها من الأشجار التى تنمو بشكل مختلف عن بقية الأشجار، فهى تنمو بطريقة منفصلة عن الشجرة الأم، كما تنمو بذورها في مخاريط مختلفة عن مخاريط الشجرة الأم، ممّا يضمن تجددها دائمًا وعيشها لسنين طوال معتمدة على ذاتها وإمكانياتها وتحسن استخدام تلك الإمكانيات التى بالتأكيد تحصلت عليها من الشجرة الأم قبل أن تبدأ رحلتها فى النمو مستقلة بنفسها ومنفصلة عن الشجرة الأم.

كما أن لها فوائد كثيرة قدمتها للعائلة منذ آلاف السنين، واستخدمتها العائلة فى صناعة الأخشاب القوية وذات الرائحة العطرة التى هى من أفضل أنواع الأخشاب عالميا، كما يستخرج من خشبها زيتًا عطريًا يفيد، ويستخدم في الكثير من الحالات العلاجيّة والتجميلية.
هكذا أريدكن، وأرادت أُمُكُن يا حبيباتى، أن تكونن مثل شجرتنا العزيزة الشامخة النافعة والحكيمة، المستقلة فى نموها، والمعطائة فى حياتها، وحتى عند اجتذاذها أيضا، والنادرة فى وجودها، وطبيعتها، ونشأتها وقدراتها، والواقعية فى تحمل مصاعب الحياة، وحسن استخدامها لإمكانياتها، وتفردها…
تنبهت كل واحدة منهن إلى رؤية أصابها الوالد فى حديثه لهن، إلا أنهن لم يعرفن بعد، ما علاقة هذا الحديث، وما الهدف منه فى حين أنهن ينتظرن ما هو أهم من ذلك، فما أخبار سفره، وأين الأم الغائبة؟!

التفتت اعتدال إلى نقطة أصابها الوالد، واعتقدت أنها تفهمت ما يرمى إليه بحسن مقاله، وما يخشى أن يواجههم به، حرصا على قلوبهم الشابة، من صدمة أو ألم يعتصرهن أو يهدم آمالهن وسعادتهن، ولكنها آثرت الصمت حتى النهاية، لتعرف المقصد الحقيقى للوالد، ومنعا لمعلومات ناقصة، من أن تسيطر على وعيها فتزيدها جهلا، بالمقصود أو تتجه بها صوب معانٍ أخرى غير حقيقية قد لا تصيب الواقع، وترهقها فكريا دون فائدة.

أما ابتهاج فقالت بصوت يملؤه التفاؤل والسعادة، نعم يا أبى هكذا سنكون، ومن شجرتنا الجميلة سنتعلم كل جميل لا تقلق أبدا، ولكن أخبرنا عن رحلتك وسفرك، وأمى الحبيبة، نظر الأب إلى أشجان فوجدها فى قمة القلق، حيث ترتجف وترتعد خوفا مما وصلها من شك وظن من كلام الوالد، ورفضًا لأن تصدق أى أمر محزن انطلقت بصوت حزين مختلط بالبكاء،

وفى حشرجة قالت لا يا أبى لا تكمل أرجوك لا تخبرنا ما نخشاه، لا تنطق بما يجول بخاطرى، وما فيه ما يكفى لأن يسلبنى آخر أسباب السعادة، والأمان فى حياتى لا تقل شيئا أرجوك، أرجوك لا… وأكملت باقى حديثها فى بكاء ونحيب علا فيها صوت النحيب والبكاء، على كل كلماتها، حتى باتت غير مفهومة كليا.

وفى هذه اللحظات…

انطلق صوت ضحكات عالية مختلطة بنفى للكلمات مع استهجان شديد من ابنته ابتهاج قائلة: لا هذا ليس صحيحا، أنتِ هكذا دائما يا أشجان ظنونك أكثر سوءا من الواقع، لا يمكن أن يكون هذا حقيقيا، فأمى صغيرة ومرحة، ولا يحزنها شىء، وقوية تتحمل كثيرا، مثلما قال أبى مثل هذه الشجرة، وستكون معمرة أيضا لا شك، ولا يوجد ضرورة أن تقولى ما يحزن الجميع، ويسبب الأذى دائما، اهدئى لا شىء يستحق الحزن، لا شىء لا شىء أبدا، أتدركين ذلك؟!

لا شىء يا أشجان، ارتفعى عن أحزانك واتركى ما من شأنه سلبك جمال الحياة، ولتحاولى رؤيتها من جهتى، فهى جميلة وسعيدة، ولا يمكن أن يحدث فيها مثل هذه الأشياء السيئة التى تظنيها دائما، لا تستبقى الأحداث دائما بالسيئ، وكونى متفائلة وسعيدة؛ فمهما حدث من أمور سيئة، تستطيعين التغلب عليها بالسعادة والمرح، فقط لا أكثر! انطلقى يا بائسة، واهربى من هذا الحزن الذى يسرق منك الحياة، ويجعلك كئيبة أسيرة لأفكار ليست واقعية بتاتا.

قاطعتها اعتدال وهى تنظر إلى الوالد بحنان، مختلط بحزن ونظرة إشفاق، وقالت يا أبى هل توضح لنا ما الذى حدث؟ هل بإمكانك أن تشرح لنا أكثر بشكل أوضح؟ وأن تعرفنا الحقيقة وتعلمنا بشأنها، ولا تتركنا فى ظنون لن تزيدنا إلا تيها، ولن نصل بها إلى الحقيقة أبدا، فلا شىء أفضل وأخف على النفس من الحقيقة والواقع الذى يدفعنا لتفهم الأمور مهما كانت سيئة أو جيدة؛

فرؤيتنا وموقفنا يتمحور أكثر حول ما يجب أن يكون، وما يتوجب علينا فعله، وليس ما هو كائن بالفعل، أيًّا كان شكل تلك الحقيقة، من وجهة نظرنا، وأيًّا كانت درجة صعوبتها علينا، إلا أنها تظل الحقيقة، ونظل نحتاج إليها أكثر من أى شىء آخر، لأنها هى الوحيدة التى تضعنا على أرض صلبة، نستطيع من خلالها الثبات، والانطلاق والتعاطى مع الأمور بواقعية، ورضا.

وبلمسة حانية أمسك الأب بأيدى بناته، وجمعها بين يديه فى حنان وربت عليهن وقال يا حبيباتى إن والدتكن مرضت مرضا شديدا منذ بضعة أيام، فى قرية صغيرة ونحن فى طريقنا للعودة إليكن، بعد أن اكتمل سفرنا على خير، وأتممنا كل أمور تجارتنا وسرنا متوجهين إليكن فى شغف، لنجتمع بكن ولتعطي كل واحدة هديتها التى أحضرناها لكن فى رحلتنا،

إلا أن جسدها لم يتحمل سقيع ليالى الشتاء الباردة فى طريق العودة ولم تستطع إكمال رحلة العودة حتى نصل للمنزل سالمين، ورقدت فى مشفى بسيط الحال بالقرية وقد جئت إليكن، لأطمئن عليكن وأطمئنكن عليها وآخذكن إليها، لنجتمع حولها حتى تشفى على خير ونعود إلى بيتنا مجتمعين.

بكين جميعا فى صوت واحد، فجمعهن الأب بين ذراعيه محاولا أن يمنع عن أجسادهن الحزن، أو أن يخترق أجسادهن إلى القلوب التى طالما تمنى أن يراها سعيدة منطلقة دافئة برعايته، ثم قال وها أنا عدت إليكن سالما معافى يا حبيباتى فلا تحزنّ وتعالين نتذكر أمكن الغالية بطيب الحديث التى اعتدت أن أسمعه منها والتى دائما ما كانت تسعى تعليمكن إياه وأن تسعين إلى الاقتداء بشجرتنا الشامخة والمعطاءة والمعمرة كما فعلت والدتكن واقتدت بها،

وكما كانت نافعة ومعطاءة لأسرتنا كلها، وأن تستعن فى مسيرة حياتكن بخطى شجرتنا المستقلة فى نموها والحكيمة فى إنتاج براعم جديدة بديلة عن تلك المصابة وأن تسعين فى تكوين مخاريطكن وجذوركن الخاصة بأرض صلبة تمتلئ بالحق والحقيقة لتسعى بكن لحياة سعيدة آمنة مطمئنة متمسكين بالحق تسعون فى الحياة بتعقل وعطاء وشموخ وعطر يشفى ويسعد كل من يجاوركم ويخالطكم.

اقرأ أيضاً:

البحث عن السعادة .. هل سيأتي يوم ترى الحياة على حقيقتها؟

ثنائيات مهلكة .. أفكار تؤدي إلى الهلاك!

العنصرية المُستحقة .. عقدة الخواجة والعرق المتميز

رحيل محمد

عضوة بفريق بالعقل نبدأ بالقاهرة