العقل – يوجد 100 طريقة لعيش هذه الحياة، فمن منهم هو الصحيح؟
العقل وجدارته
إن فى الإنسان حتمًا ما يجعله ينفتح على آفاق الخالق ليأخذ القدرة والرحمة، ليتعلم النقاء والصفاء، ليكتشف أسرار الحياة بالعلم؛ فيستوحى كيف يدير الكون، و العقلنة طريقه لتحقيق ذلك ، وليس أجدر من العقل بفعل هذا، ليس أجدر من العقل بأن يعبئ كل ما وُهِب الإنسان من طاقات وقدرات فى البحث عمّا هو أفضل للبشر فى كل النواحى، ليس أجدر منه بإخراجنا من الظلمات إلى النور.
قلق لا يهدأ، لا تهتدى البشرية لجوابٍ شافٍ عنه.
تهاويًا مدويًا للعديد من المدارس الفكرية والفلسفية والتى كان لها أن تقود أممًا بأكملها.
أيدولوجيات كثيرة ومختلفة لم يُكتب لها أن تزرع الأمل والطمأنينة، وأن تبُث السعادة فى القلوب والنفوس.
تعطش لا يهدأ لمعرفة ماذا سيحدث؟ تعطش يولّد قلقًا هو دائم مالم نحصل على أجوبة شافية لتساؤلاتنا لاسيما تلك التى تتعلق بحياتنا ومستقبلنا ووجودنا.
الإنسان خُلِق ووُجِد ليبنى على هذه الأرض حياةً طيبةً يتوافر فيها كل ما يحتاج إليه الناس وينتفعون به؛ فإذا عرفنا حقيقة الإنسان، عرفنا الهدف من خلقه ووجوده ولاستطعنا أن نُحدد وظيفته فى هذه الأرض، ومنها نستمد نظامًا يخضع له كل عمل يقوم به الإنسان أيًا كان نوع هذا العمل.
الإنسان هو من يُفترض أنه يعلم عظمة الخالق فى قدرته وعلمه وحكمته ومراده، الإنسان هو المظهر لهذه القدرة وهو الأقدر على استغلال الكون فى بناء حياة مُثلى، ويبقى للإنسان دائمًا فضل الكشف عن عظيم قدرة الخالق والإبداع في أسرار خلقه؛ فالإنسان يجعل لهذه الأسرار قيمة ووزنًا ولولاه لبقيت طى الكتمان والخفاء.
ولكن كيف يكتشف الإنسان ويعرف؟
كيف يبنى؟ كيف يترجم تلك القدرة التى مُنحت له لتحقيق ما خُلق له.
إن فى الإنسان حتمًا ما يجعله ينفتح على آفاق الخالق ليأخذ القدرة والرحمة، ليتعلم النقاء والصفاء، ليكتشف أسرار الحياة بالعلم؛ فيستوحى كيف يدير الكون، و العقلنة طريقه لتحقيق ذلك ، وليس أجدر من العقل بفعل هذا، ليس أجدر من العقل بأن يعبئ كل ما وُهِب الإنسان من طاقات وقدرات فى البحث عمّا هو أفضل للبشر فى كل النواحى، ليس أجدر منه بإخراجنا من الظلمات إلى النور.
فلابد أن نُعطى كل شئ جرعة من العقل لنوظفه فى حاجته الطبيعية.
نعطى الغريزة جرعة من العقل، نعطى الغضب، نعطى العاطفة؛ فيأتى العقل مخاطبًا الإنسان كاشفًا له الحقيقة، ما هو المادى؟ ما هو الروحى؟ متى نبطش؟ ومتى نرفق؟ لماذا نحب ولماذا نكره؟ وماذا نحب وماذا نكره؟ متى نقول ومتى نسكت؟ ماذا نفعل؟ وماذا لا نفعل؟ متى نواجه ومتى نترقب؟
يأتى العقل ليعقلن الحياة الاجتماعية فيتحرك المجتمع على أساس نظم وقواعد ينطلق من خلالها كل الأفراد لتحقيق الأهداف الكبرى للمجتمع الذى يقضى لأفراده أمورهم واحتياجاتهم.
العقلنة
ويعقلن السياسة فلا تكون انفعالًا طارئًا أو تقليدًا، بل تكون إنتاجًا وإبداعًا، تدرس كل حاجات الإنسان وأهدافه ووسائله بطريقة عقلانية.
العالم متغير فى أحواله وأحداثه والعقل ثابت له قوانينه والتى بها فقط يستطيع الإنسان تطويع التحديات والمتغيرات والتخفيف من أخطارها، أما أن تكون حياة الفرد رهنًا لأفكار منشؤها هذه الأحداث المتغيرة والأهواء والمصالح، جاعلة الإنسان بلا هدف ثابت، ينتظر ليرى نتاج هذه الأفكار الواهية فيكون مجرد رد فعل.
العقل يجعل الفكر يأتى من العمق لا من السطح، العقل يعطينا منهجًا متكاملًا يكفل حياة رغيدة وآمنة بعيدة عن شبح الظلم والقلق، منهجًا هو فى الحقيقة؛ المتنفس الوحيد الآمن للإنسان؛ فالعقل لا يحول الخرافة منهجًا، العقل ينتج الإيمان، إيمانًا يجعل أهل الفكر العقلانى يحركونه ويدفعونه دفعًا فى ثنايا العالم.
إن العقل يتحدى كل إنسان فى وجوده ليعقلن حياته، يعقلن موقعه، فلا حياد، بل هو موقف الانحياز للعقل، نسلط عقلنا على كل خرافاتنا ليمْحُوها.
اقرأ أيضا:
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.