مقالاتقضايا شبابية - مقالات

هل تعاني من الاكتئاب وفكرة الانتحار؟ ما السبب وما الحل؟

انتحار جماعي

يوم أمس قام مجموعة من الشباب من باب المزاح بتدشين فعالية ومستمرة «وتلك كارثة» ربما تحاكي واقعًا مأساويًا، الموضوع الذى كانت تدور حوله الفعالية هو القيام بـ«انتحار جماعي». (event) ولنلتزم الدقة لم يمضِ عليها سوى خمس عشْرة ساعة فقط ليصل عدد المهتمين بأحداثها والمشاركين ما يفوق الـمائة ألف شخص والعدد فى ازدياد بوتيرة سريعة

لن نتحدث عن جدية الأمر أو عدمه؛ فالأمر كان مجرد مزحه من طرف القائمين عليه!
سنتحدث عن ظاهرة الانتحار بوجه عام وأسباب وجودها وتفسير تفاعل الشباب مع تلك الدعوة البائسة حتى ولو لمجرد المزاح بذلك الشكل الغريب!

فى الآونة الأخيرة ونتيجة لوسائل التواصل المختلفة أصبحنا على دراية وإطلاع بحالات انتحار كثيرة بأماكن عديدة ومن طبقات مختلفة قرروا أن ينهوا حياتهم بأيديهم تاركين كل شيء خلفهم هاربين من الحياة بتلك الطريقة المؤسفة آملين فى راحة من آلامهم متصورين بأن الانتحار هو الخلاص من مشقة الدنيا ومتاعبها ظناً بأن ذلك هو الحل الأمثل.

تختلف الأسباب التى أدت بهم إلى الانتحار فهنالك من قرر أن ينهي حياته بسبب قصة حب كان يظن أنها ستعطي لحياته الحلاوة التى تجعله يفضل البقاء بها وهناك آخر ينهي حياته بسبب الحياة المادية القاسية التي تمارس الضغوط عليه وآخر لم يجد لحياته أي قيمة أو معنى فقرر أن ينهيها ليحصل على الراحة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

إنْ بحثنا سنجد أمامنا أمثلة كثيرة لتلك الحالات التى شذت عن التفكير المنظم الإيجابى وأخذت تتخبط في العشوائية السوداء السلبية حتى وصلوا إلى ذلك المفر من وجهة نظرهم «الانتحار»

نجد العوامل المشتركة التى اجتمعت عليها أغلب حالات الانتحار هما الإحباط والاكتئاب وبسببهما قرروا أن يتركوا أنفسهم إلى سوداويتهما الموحشة التي أهلتهم لاختيار ذلك الطريق البشع لإنهاء حياتهم، وذلك لغياب الحلول البديلة لمشكلاتهم التي واجهوها وغياب أي أمل يدفعهم للبقاء أو البحث حتى عن صحة فعلتهم.

  • لماذا تفاعل الشباب مع تلك الدعوة «انتحار جماعي» حتى ولو لمجرد المزاح؟

لا يخفى على الجميع أن المجتمع يمر بفترة عصيبة وصعبة منذ عدة سنوات فى المناحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومن آثار ذلك تزايد نسب البطالة، وقلة نسب الزواج بين الشباب، وغلاء المعيشة وفصلهم عن العمل الاجتماعي والسياسي بشكل كبير، تلك النتائج أثرت على المجتمع وبالتحديد على الشباب الذي يمثل نصف المجتمع تقريباً وربما يزيد عن النصف، فلنا أن نتخيل كم الإحباط الذي أصابهم لعدم تمكنهم من الحصول على بعض متطلباتهم الطبيعية بمجتمعهم وربما أيضاً عدم تمكنهم من إصلاح الخلل الموجود لمشاكل سياسية ليست محل نقدنا هنا الآن!

مما ترتب على هذا الإحباط لدى الشباب إصابتهم بحالة من الاكتئاب الجمعي لتصبح النظرة سوداوية لدى غالبية المجتمع! هل لكم أن تتوقعوا حجم المشكلة التى نحن بصددها الآن؟

وتصديقاً على ذلك الوصف تفاعلهم مع دعوى «انتحار جماعي» ولو من باب المزاح هو اعتراف ضمني منهم بالإحباط والاكتئاب ورفضهم للواقع بشتى صوره الحالية ولكن مُقَوْلَبة داخل دعوة فكاهية، بالتأكيد إن استمرت هذه الحالة لمدة أطول (أتمنى ألا تطول) سنصل إلى مرحلة تداعي وانتحار مجتمع بالكامل وليس للمجموعات التى اهتمت بتلك الدعوة فقط.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وربما بدأت بوادرها فى الظهور على السطح من «هجرة عشوائية – كره المجتمع ورفضه – التفكك – الإدمان – إلخ… »

لقد قمنا بعرض وجيز للمشكلة وربطها بأحداث وواقع من داخل المجتمع،   وعلينا أن نضع حلولاً لها!

ماهو الحل؟

الحل يجب أن يسبقه تفهم لتلك المشكلة من جميع أطراف المجتمع باختلاف فكرهم ورؤاهم وتوحيد جهودهم لتصحيح المأزق.

من ثم التعاون والتنسيق بين الإدارة السياسية للدولة والشباب حتى يتم توحيد الجهود والسعي نحو تصحيح الآليات الخاطئة سواءً الإدارية أو التنفيذية.

المشاركة فى اتخاذ القرار سيبني الرضا لدى جموع الشباب كونهم جزء من المجتمع وقائمين على اتخاذ قرارتهم بالتشاور والاتفاق وتداول المعلومات بينهم وتصحيح الوضع القائم باتحاد عقولهم وأياديهم.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

يجب أن تدرك الإدارة السياسية بأن شباب اليوم هم قادة المستقبل فيجب تحضيرهم لتلك المهمة وجعلهم على أتم استعداد لتحملها.

هذه مجرد حلول مبدئية للإصلاح المجتمعي الذي نرجوه ونتمنى أن نطبقه حتى لا تصير دعوة الانتحار الجماعي يوماً ما حقيقة!

طالع أيضا:

كلام عن الصيام وموسم الضجر العلني

الصراعات الداخلية…ولادة عسيرة

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 عبقرية الدهشة وسلطان الاعتياد

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

محمد عادل

عضو فريق مشروعنا بالعقل نبدأ

مقالات ذات صلة