اليوم التالي
التفكير في العمل والتركيز فيه مهم لنجاح أي شخص، والأفضل التفكير للإبداع والإتيان بجديد دائمًا، مثل تطوير المهارات وصقل القدرات والخبرات، والعمل في فريق وإعلاء اسم المؤسسة التي ينتسب إليها الفرد.
وفي أثناء هذا التفكير لا بد من التفكير في: وماذا بعد؟ هل سأظل مكاني أو أفعل شيئًا أتقدم به خطوات إلى الأمام وأعلو به على أقراني؟ فماذا أفعل غدًا؟ هل سيكون يومي روتينيًا عاديًا أو أبتكر فيه شيئًا ولو بسيطًا؟ فمعظم النار من مستصغر الشرر!
الطالب يفكّر في اليوم التالي لانتهاء الدراسة، أين سأعمل؟ وما العمل المناسب؟ وقيمة الأموال التي أتقاضاها، والإقبال على الزواج وتجهيزاته، أمور كثيرة يفكر فيها الشاب والفتاة، لهذا ينبغي أن تكون البيئة مشجعة وجاذبة حتى لا يصاب الشباب بالإحباط ومن ثم التفكير في السفر إلى الخارج.
الطلاب الصينيون يبحثون عن عمل ربما وهم في الصف الثالث الجامعي، فيدخلون اختبارات ومن ثم يتعاقدون تعاقدًا مؤقتًا إلى الانتهاء من الدراسة والتخرّج، وإذا كان هذا التعاقد لا يعجبهم فإنهم يبحثون عن عمل آخر بتعاقد جديد.
على الرغم من توفر فرص العمل والبحث فسوق العمل عليه منافسة شرسة، المؤسسات تحتاج إلى المتخرج الحديث وسيرته الذاتية القوية وخبراته، إلخ، وفي الوقت ذاته السوق مفتوح، بل تأتي كثير من الشركات إلى الجامعات في أوقات معينة كل عام لعمل المقابلات المبدئية.
اليوم التالي في حياتنا له أهميته، ماذا بعد العمل؟ ماذا بعد تقاضي الأجر؟ ماذا بعد السفر؟ ماذا بعد الزواج أو الطلاق؟ ماذا بعد الحرب؟
الولايات المتحدة أكبر مخرب للسلام العالمي
الحروب والقتال من الأمور الصعبة على النفس، فأحيانًا تكون مفروضة على الأشخاص والدول وكما نقول: لا بد مما ليس منه بد، فلا مناص من الدفاع عن النفس، أحيانًا تكون ظالمة غير عادلة بسلب الأراضي وتفكيك الدول أو الكُتل التي لا تعجب أصحاب النفوذ والسلطان، أو لأطماع وأهداف استعمارية محضة.
لقد روّجت أمريكا لتكوين تحالف ضد أفغانستان لإسقاط طالبان، وظلت 20 عامًا وهذا هو يومها التالي، لقد ظنت خطأ أنها أجهزت على حركة طالبان في الوقت الذي أذاقتها فيه الأمريْن في الأرواح والمعدات، وفي هذه المدة لملمت أمريكا أذيال الخزي والانكفاء و”نفدت بجلدها”.
أمريكا هي ذاتها التي عندما تريد تفكيك أي دولة أو منظمة تؤدي مسرحية “تحالف دولي” لِذرّ الرماد في العيون، هذه المرة في العراق الغني بنفطه القوي بتسليحه، وبعد الحرب والخيانة نهبت ثرواته وأثارت روح العصبية بين أبنائه فتفرقوا وتقاتلوا، ومع الضربات المتلاحقة من أحرار العراق جاء اليوم التالي، بتخفيض عدد الجنود والعتاد لتكون باقية ولا تقطع شَعْرَة الاستعمار القميء.
وقد نذرت الولايات المتحدة نفسها لإثارة الحروب ودس السُّم في العسل والوقيعة بين الأشقاء واستنزاف الموارد وإضعاف كل ما هو متماسك.
اليوم التالي للحرب
وبعد السابع من أكتوبر –طوفان الأقصى– وبإيعاز لابنتها المارقة إسرائيل فقد رمت على قطاع غزة أطنانًا من المتفجرات، التي لم تُفلح في هز جبال أفغانستان، فبسلاح أمريكا تقتل ابنتُها السادية المسعورة الأبرياءَ وتهدم دور العبادة والمستشفيات والمدارس، فضلًا عن الخناق المطبق منذ ما يزيد عن 15 عامًا.
بعد كل تدمير يتشدقون بقولهم: اليوم التالي للحرب، وَمَن يقع عليه الإعمار، وطبعًا الجزء الأكبر يقع على الدول العربية بخاصة النفطية، إن العدو الإسرائيلي جعل من غزة أثرًا بعد عين، فقد أباد ما يدب على الأرض كله أو يطير في الهواء أو يسبح في الماء، إلا الرجال الأشدّاء الذين يخرجون لهم من حيث لم يحتسبوا، وعزيمة أهلها التي لا تلين.
مَن يحكم غزة؟ سؤال بارد، بعد وقوعهم في حَيْص بَيْص، ليضمنوا عدم رفع القسّام والمقاومة رأسهم، كمن يدخل بيتًا فيسرق محتوياته ويغتصب نساءه، ثم يطرح إدارته كالمزاد أو كعكة، فالذي يشارك يأخذ نصيبه، إنه السعار وسفك الدماء والسادية البغيضة.
الحق أن يدير العرب يومهم لتحديد شكل غدهم، وعدم ترك الحبل على الغارب للأعداء لتقرير مصيرهم، وينهبوهم في وضح النهار أو طأطأة الرأس لتكون درجة سلم واطئة للصيد الثمين الثاني، ثم نبكي ونقول: أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض.
مقالات ذات صلة:
ليه من مصلحة نتنياهو يكمل الحرب؟
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا