مقالاتقضايا شبابية - مقالات

الهجرة .. قبل أن توصدوا الأبواب لا تلقوا الكوارث بالخارج!

أبدأ كلامي في الهجرة بقصة وفاة الطفل اليمني عبد الله حسن والذي توفى فى الولايات المتحدة الأمريكية متأثرا بمرض جيني في الدماغ. لقد استطاع أبوه أن يدخل بـ عبد الله الولايات المتحدة لأنهما حاملين للجنسية الأمريكية، دخلوها في العام 2016، بينما حرمت والدته من دخول الولايات المتحدة لأنها لا تحمل الجنسية الأمريكية، وتقدمت بطلب للدخول عدة مرات لكي تكون مع ابنها لكن الطلب رفض لأنها غير حاملة للجنسية الأمريكية، ومن ثم هي ممنوعة من الدخول للأراضي الأمريكية بسبب القانون الذي يحظر على مواطني دول مثل اليمن وسوريا والعراق وليبيا الدخول للأراضي الأمريكية، وبعد ما رفعت قضية على الإدارة الأمريكية سمحت للأم بالدخول استثناءً في العام 2017، ولكن ما لبث الولد أن توفى ولم ترافقه الأم إلا قليلا.

ترامب يريد بناء جدار حدودي يفصل أمريكا عن المكسيك لمنع “الغزاة” -والوصف لترامب- من دخول الولايات المتحدة الأمريكية مما تسبب في إغلاق جزئي “للإدارات الفيدرالية الحكومية” لعدم موافقة مجلس النواب ذي الأغلبية الديمقراطية على المشروع، ولا ننس قانون العار الذي تبنته إدارة ترامب، والذي بموجبه يفصل أطفال المهاجرين عن والديهم المهاجرين ويتم وضعهم في مراكز الإيواء ودور الأيتام حسب “قانون صفر تسامح” والذي أسماه المعارضين لمثل هذا القانون “صفر إنسانية”! حتى أنهم فصلوا 2300 طفل عن آبائهم! ولكن مع الانتقادات الداخلية والخارجية اضطر ترامب لإعادة لم شمل الأسر.

الهجرة ظاهرة لها أسباب عدة قد تكون بسبب صراعات وحروب داخلية في دولة ما، وقد تكون الهجرة بسبب كوارث طبيعية، وقد تكون بسبب ضيق الحال والرغبة فى الحياة الكريمة، والغريب أن الغرب الذي يضع قيودا متزايدة ومستمرة على الهجرة هو مسئول عنها بدرجة كبيرة لتدخله في شئون تلك الدول التي يرغب أهلها في الفرار، وتنصيب وإسقاط حكومات على حسب هواه، مما ينتج الحروب والصراعات وعدم الاستقرار كما يحدث في سوريا والعراق وليبيا، وبالتالي اضطر مواطني هذه الدول للهجرة للنجاة بأنفسهم.

كذلك هذه الدول الغربية مسئولة مسئولية مباشرة عن بعض الكوارث الطبيعية، وقد يتعجب القارئ من هذا! ولكن تعجبه سرعان ما يزول عندما يعلم أن الدول الصناعية الكبرى مسئولة عن الانبعاث الحراري الذي يخرج من مصانعهم والذي من شأنه إحداث تغير مناخي مسببا زيادة درجة حرارة الجو، الأمر الذي من شأنه ذوبان كتل الجليد الضخمة في القارة القطبية المتجمدة مما يسبب ارتفاع منسوب مياه المحيطات والبحار، وبالتالي غرق المناطق المنخفضة، وهناك تحذير أطلقه العلماء أن دولاً مثل إندونسيا وماليزيا وتايلاند والفلبين ودلتا مصر وغيرها من المناطق المنخفضة معرضة لخطر الإغراق بالفيضانات إذا استمر الوضع المناخي على هذا الحال، ولكم أن تتخيلوا نزوح مئات الملايين من هذه الدول، والتي ستتجه غربا مهاجرة!

إن الولايات المتحدة الأمريكية وكما يشير علماء المناخ تساهم بنسبة 14% من ظاهرة الانبعاث الحراري المهددة بكوارث الفيضانات للمناطق المنخفضة من العالم، ومع ذلك انسحب ترامب من “اتفاقية كيوتو للمناخ” بدعوى أن هذه الاتفاقية مؤامرة من الصين للحد من إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية، بالرغم من أن الصين موقعة على هذه الاتفاقية، والتي تفرض على الدول الموقعة عليها استبدال الوقود الإحفوري “البترول والفحم” بمصادر طبيعية صديقة للبيئة “طاقة الشمس والهواء”.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

على أمريكا والدول الغربية قبل أن توصد أبواب الهجرة أمام المهاجرين أن تبحث أسباب هذه الهجرة، وتقوم بحلها سواء على المستوي السياسي والاقتصادي والمناخي خاصة أن لها دوراً كبيراً فيها.

 

اقرأ أيضاً:

الصراع الحضاري وأزمة الحضارة

العدو واحد.. فمن هو ؟ وما سبب تلك العداوة ؟ ومن المستفيد من وجوده ؟

الفكر الصهيوني الظالم – فلسطين حرة وستبقى قضية حية في نفوس الأسوياء

على زين العابدين

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة