مقالاتعلم نفس وأخلاق - مقالات

شهرزاد والملك السعيد… هل كان سعيدا فعلا؟ أم كان هذا نفاقا؟

شهرزاد و المدح

«الملك السعيد» لماذا كانت شهرزاد تستخدم تلك الجملة في كل مرة تروي فيها للمك حكاياتها وهل الملك كان سعيداً حقا؟ هل كان رشيداً؟ أم أنه تعلم الرشد من حكاياتها؟ وهل كانت تستخدم شهرزاد عبارات المدح هذه خوفاً أم نفاقاً فقط؟! وهل لو كانت شهرزاد تملك الخيار هل كانت ستستمر في سرد تلك الحكايات؟ لو أتيحت لها فرصة قول ما بداخلها دون خوف هل كانت ستصف الملك بالحكمة والرشد؟

المبالغة في وصف البشر والتضخيم من ذواتهم وتقديسها، تلك الآفة التي بلي بها مجتمعنا. المبالغة في امتداح رأي مديرك في العمل لكي تكون من المقربين، وكذلك في مدح الأصدقاء وغيرهم. وقد تحول مفهوم النفاق إلى مسميات أكسبته رونقاً ومشروعية حتى يكون مستساغاً لدى الكثيرين فنجده تارة يأتي تحت مسمى الذكاء الاجتماعي أو المجاملات فنجد أنه لا تخلو المناسبات واللقاءات بين الناس من عبارات المدح ونظل نجامل بعضنا البعض إلى أن تظهر مشكلة ما أو خلافاً ما.

فتتحول المشاعر وتنقلب إلى النقيض أو ربما تختفي المصالح فيختفي المدح ونتساءل كيف يتحول شخص بهذه السرعة لعدو أو كيف يتغير اهتمام الصديق إلى أن يصبح شخصاً غريباً بعد كل هذا.

وفي عصر تتحكم فيه شبكات التواصل الاجتماعي بحياتنا بشكل قوي تظهر تلك المشكلة بشكل أوضح، فمواقع التواصل الاجتماعي والتي لا تعد مصدراً للحكم على الأشخاص على الإطلاق قد ساهمت في تعميق النظرة السطحية للأشخاص والأمور. هذا بالإضافة إلى أنها تجعلنا نتوهم بأننا على صواب دائما فأصبحنا نقيس مدى صحة أو خطأ الأفكار المطروحة عليها بعدد إشعارات الإعجاب والمدح والتي غالبا ما تأتي من أصدقائنا المقربين.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فلا نكون بحاجة لمواقع كـ – صراحة- و-اسأل- فيظهر لنا أن من بين أصدقائنا من يحمل وجهة نظر مخالفة تماماً لما يظهرها ولكن يتخفى وراء تلك المواقع ليقول لنا رأيه بصراحة وهذا ناتج عن أمراض داخل النفوس خلفتها المجاملات والمشاعر المصطنعة.

التواصل والعلاقات الاجتماعية

ولكي نكون أكثر موضوعية فشبكات التواصل نحن من صنعنا منها مواقع لتبادل النفاق، ولكن هذا لا ينفي أننا نملك أيضاً القدرة على جعلها تخدم البشرية، كأن نستخدمها لنقاش الأفكار ونشر الوعي بيننا وأن نستغل ميزتها الرئيسية بأنها تجعلنا نتجاوز دوائرنا الاجتماعية الضيقة فيكون لها دوراً أكبر وأكثر أهمية لينتج عنها نقاشات وتنطلق من خلالها المبادرات الإيجابية التي تضع يدها على مواطن الضعف والأمراض التي تعاني منها المجتمعات.

العلاقات الاجتماعية السوية تُبنى على الصدق والصراحة والمودة غير المشروطة، علاقات بسيطة لا تحتاج للتقديس والتفخيم في نفوس بعضنا البعض، فصديقك الحقيقى يبقى معك مهما تغيرت الظروف ومهما بعدت بينكم المسافات، وعلاقاتك بزملائك في العمل لا بد وأن تقوم على الاحترام المتبادل مع أداء مهامك وأعمالك دون تقصير وهنا لن تكون بحاجة لتنافق مديرك أو غيره.

نحن البشر نحمل الإيجابي والسلبي من الصفات ونعيش لنتعلم اكيف نجعل الإيجابى منها هو الذي يسود لنصل إلى السعادة في حياتنا. فلنُحب أصدقاءنا ولكن دون أن ننافقهم وأن نشكر من يمتدحنا ولكن دون أن نغتر بأنفسنا. أن نصون ألسنتنا عن الرياء والنفاق والمدح الزائف لا يقل أهمية عن صيانتها عن الغيبة والنميمة.

اقرأ أيضا:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

مواقع التواصل وعلاقتها بالكآبة والضغط النفسي.. كفاية يا عم بخ!

من العجب إلى الحب.. كيف نطهر قلوبنا من الغرور بالحب ؟

لم أجد السعادة إلا في عيون البسطاء .. ما علاقة البساطة بالسعادة؟ وكيف نسعد؟

 

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

شيماء ماجد

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالإسكندرية

مقالات ذات صلة