رياضة - مقالاتمقالات

الملكي الأسباني يليق بك يا صلاح

في البداية أود أن أقول أن مصر تمتلك ثلاثة أهرامات يأتي الزوار من كل حد وصوب لمشاهدتها والاستمتاع بالتقاط الصور التذكارية بجوارها، ولدينا هرم رابع في إنجلترا رفقة أصدقائه الذين ظهروا بمستوى مبهر زاد من شأن مصر في الدوري الإنجليزي، إنه محمد صلاح يا سادة الهرم الرابع الذي يسعى الجميع للحصول على خدماته بعد أن ظهر بشكل مبهر خلال السنوات الماضية وحتى الموسم الحالي. الفرعون المصري يسعى بكل قوة لتحطيم مزيد من الأرقام القياسية،

ولم أكن ولن أكون مبالغا إن قولت أن صلاح قادر على تسجيل وتخليد حروف اسمه بالذهب في سجلات الفيفا رفقة الأرجنتيني مارادونا وبيليه وكرويف وبلاتيني وميسي ورونالدو، وألوان وقمصان مختلفة، بعد أن بدأ رحلته في الدوري المصري مرورا بالسويسري والإيطالي إلى الدوري الإنجليزي.

صلاح خرج في تصريحات صحفية لأحد المواقع الإلكترونية  الإسبانية المتخصصة في الشأن الرياضي، أنه يريد الفوز بالدوري الإنجليزي ودوري الأبطال رفقة “الريدز”، ولكن ألمح إلى أن مستقبله مع ليفربول الإنجليزي غير معروف ومن الممكن الرحيل إلى أحد عمالقة الدوري الإسباني الملكي الأبيض أو البلوجرانا الكتالوني، فأي من الإثنين يناسب طريقة لعب الفرعون المصري ؟

السرعة في مواجهة المهارة

يمتلك الفرعون المصري سرعة كبيرة ربما كان من أسرع 10 لاعبين في العالم، وهذا يناسب طريقة لعب فريق الريال الذي يعتمد على الأجنحة السريعة والمهارات الفردية أكثر من اعتماده على اللعب الجماعي، مقارنة بفريق برشلونة الذي يلعب بشكل جماعي أكثر، ودور القائد المحوري الذي يملك زمام الأمور في تحريك وتمرير اللعب بين الخطوط، مطوعا المهارة العالية وقليل من السرعات في نهاية الهجمة.

زيدان وكومان

يعشق زيدان اللاعبين أصحاب السرعات بشكل كبير وحرية الانطلاقات، وهذا ما يعشقه محمد صلاح في حال توفر المساحات خلف المدافعين، بينما يلعب كومان المدير الفني للفريق الكتالوني على بناء الهجمة من الأسفل خروجا من الخطوط الخلفية حتى الوصول إلى ليونيل ميسي أو الأطراف.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وهذا لا يعني أن محمد صلاح لا يجيد اللعب التكتيكي والمساهمة في بناء الهجمات رفقة الأصدقاء في الفريق، فتطور مستوى الفرعون المصري مع الألماني “كلوب” منحه الميزة الفنية والخططية في التعامل مع أغلب المواقف الهجومية ونجاحه في التغطية العكسية والتحول السريع من الحالة الدفاعية إلى الهجومية في ظرف ثوانٍ معدودة.

منصات التتويج والأفضل

إذا كان سعي الفرعون المصري صلاح نحو لقب الأفضل في العالم سنجد أن الريال الملكي المدريدي هو باب الوصول السريع إلى منصة التتويج والغاية والهدف.

الريال الإسم، الإدارة، والفاعلية، والقرار على مستوى العالم هو الأقوى على طاولة اتخاذ القرار، ولكم لاعب دخل منصة التتويج عبر بوابة الريال وبخروجه من ملعب سانتياجو برنابيو، ترك التتويج الشخصي والأفضل حتى ولو كانت الأرقام تمنحة لقب الأفضل، وأخرها كريستيانو رونالدو المتوهج مع فريق اليوفي الإيطالي، ولكن الألوان تتحكم والقمصان تحكم، الإدارة تمنح، فالأفضل أن يكون صلاح ضمن الأبيض على منافسة في إقليم كتالونيا وفي ظل وجود ميسي.

الاستقرار الإداري

إدارة الريال هي الأكثر استقرارا من غريمة التقليدي برشلونة، وجود صلاح سيكون سهلا ويسيرا على إدارة الأبيض الأكثر جاهزية والأكثر حضورا ماديا، على عكس إدارة الفريق المنافس الذي يعاني من التخبط منذ انطلاقة الموسم الجاري، والحديث عن رحيل أيقونة النادي ليونيل ميسي المستمر، لما يشهده الفريق من تخبطات على المستويين الإداري والرياضي في الدوري المحلي.

الجمهور الملكي سيشكل ضغطا بشكل أو بآخر على اللاعب المصري، جمهور الريال لا يحب اللاعب المتخاذل، ويلقي استهجان وتعليقات لاذعة سواء كان على مستوى السوشيال ميديا أو المدرجات أو حتى يصل الأمر إلى الصحافة المحلية هناك، في البلوجرانا تنصب الأمور وتتجه الأنظار ناحية ليونيل ميسي، مما يجعل الضغط أخف وطأة على صلاح الذي يرتدي قميص واحد من أعرق الأندية الإنجليزية الآن ويمتلك جمهور يهتف “مو صلاح مو صلاح”.

الاستقرار الفني

زيدان يُمنح الثقة سواء من الإدارة أو الجمهور حتى في أحلك الأوقات، على عكس كومان الذي يُصب غضب البلوجرنا عليه في حال أن أشار ميسي إليه باللوم والذنب فيما يدور داخل أو خارج المستطيل الأخضر.

زيدان يركز بشكل كبير داخل المستطيل الأخضر ويستطيع إخراج أفضل ما في اللاعب وتطوير ذهنه الفني والرياضي والخططي، ويالها من صحبة أن يكون قائدك الفني خارج الخطوط أحد أساطير الكرة في العالم زين الدين زيدان، الديك الفرنسي الذي طالما أسعد عشاق الريال لاعبا ويواصل إسعادهم مدربا.

عيب صلاح

إهدار الفرص السهلة من الفرعون المصري هو أكثر ما أشاهده، وأن تلعب للريال الملكي لا بد أن تسجل من أنصاف الفرص، وليس من فرصة كاملة، أن تخلق لنفسك المساحة للتسجيل أو التمرير الحاسم، أن تساهم بكافة الأشكال في حصد النقاط والتتويج، هذا ما يريده جمهور الفريق العاصمي الإسباني.

صلاح يمتلك السرعة ويمتلك المهارة المناسبة للخروج من المواقف الصعبة، ولكن يفتقر قليلا لإنهاء الهجمات السهلة التي يجب أن تكون أهدافا، ومع زيدان يستطيع صلاح تحسين مستوى إنهاء الهجمات السهلة بالشكل الذي ينبغي أن يكون.

في الختام أرى أنه إذا أراد صلاح التتويج بلقب أفضل لاعب في العالم فعليه بالريال، إذا أراد تخليد اسمه بين عمالقة العالم فعليه بالانتقال إلى الريال، صلاح! الريال يليق بك.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

محمد صلاح والبحث عن الذات

محمد صلاح الرأي والرأي الآخر

ليفربول وتوتنهام

محمد الجزار

ناقد رياضي