مقالاتمنطق ومعرفة - مقالات

المغالطات المنطقية فى الحياة العملية

تعد المغالطات المنطقية من أخطاء التفكير الشائعة؛ حيث يتم تمرير معلومات مغلوطة عن طريق جمع معلومات شبه حقيقية أو شبه مشهورة بين الناس مما يسهل عدم التركيز فى مضمونها، وتكون النتيجة أننا نصدق معلومات خاطئة أو ناقصة ونتعامل معها تعامل المعلومات الصحيحة الكاملة ونحدد أحكامنا بناءً على تلك المعلومات والمقدمات، ويظهر الأثر السيئ لهذا النمط من طرق الخداع فى مجالات الحياة المختلفة ولا نستطيع أن نسرد كل تلك المجالات… ولكن سنكتفى بأظهر بعض هذه المغالطات في حياتنا العملية وبيان ما قد يترتب على الحكم بتصديق تلك المعلومات؛ وذلك برصد بعض الأنماط الحوارية التى نشاهدها كل يوم سواءً فى حياتنا العملية المباشرة أو كتجسيد يعرضه الإعلام فى سيناريوهات مختلفة.

خذ مثلا هذا النمط من التفكير: وهو تصديق البعض لرأى معين أو إيمانهم بفكرة لمجرد أن أغلبية الناس تتفق على هذه الفكرة، وبناء على ذلك تكون الفكرة صائبة اعتماد على تنبى الكثير لها!

وهذه المغالطة تعتمد على تصديقك بأن الأغلبية تقر هذه الفكرة وهذا ما لا يمكن التحقق من صحته على وجه الدقة، كذلك تحاول أن تقنعك بأنه طالما أقرَّها كثير فهى صحيحة وهذا أيضا لا يمكن الوثوق به؛ فكثيرا ما نرى أفكارًا شاذة يقتنع بها كثير من الناس لا لشىء غير أنها تحقق لهم مصلحة وقتية.

كما نجد بعض الأفكار التى اقتنعنا بها دون معرفة مصدرها ومن أى مكان جاءت لنا، ومدى التأثير العكسى على حياتنا؛ فنجد أننا نسعى بأن تكون حياتنا سعيدة وأن نعيش فى بيئة صحية تضمن لنا معاملات إنسانية عادلة! والمغالطة فى هذا الفكرة هو اعتقادنا أن هذا النمط من الحياة ليس لنا أى دخل فى تحديده بل يحدده غيرنا، وأننا لا نستطيع أن نشارك فى تغيير مصيرنا، ومن ثم نؤمن أننا يجب ألا نهتم بمثل هذه الأمور لأن تلك الاهتمامات سوف تسبب لنا (وجع الدماغ) لذا فإن أسهل طريقة هى الانسحاب من الحياة العامة وترك العمل العام لغيرنا!

وتأتى خطورة تلك المغالطة فى أن ما نريد تحقيقه فى حياتنا لن يتحقق بفاعلية دون أن نكون مشاركين فيه ومحافظين عليه لأن مشاركتنا الإيجابية هى الضامنة لتحقيق ما نريد!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

كما توجد مغالطات يؤدى الاقتناع بها إلى ضرر مجتمعى يصيب الفرد والمجتمع؛ فنجد على سبيل المثال أن المعايير التى نتبناها فى الزواج من تكاليف والتزامات ونظرتنا للزواج على أنه مشروع تجارى يجب دفع المبالغ الكثيرة فيه لكى ترضى عنا العادات والأعراف المجتمعية والتى هى أساس المشكلة؛ حيث تتعارض مع الحالة الاقتصادية للكثير من الأسر مما يتسبب فى العزوف عن الزواج أو الزواج مع دين كبير يثقل كاهل الشباب فى بداية حياتهم.

كل هذه المغالطات وغيرها تعد من أهم وأكبر المشكلات التى تواجهنا فى حياتنا الاجتماعية ولا يمكن التخلص منها إلا بإعادة النظر مرة أخرى فى مضمونها وعرضها للبحث والتدقيق بسبب تأثيرها السلبى على حياتنا ومحاولة التخلص من تأثيرها فى حياتنا وإيجاد قيم ومعاير واقعية نسعى لتطبيقها حتى تتغير كثير من مشكلاتنا المجتمعية.