العدل والقانون والخرافات!
جورج واشنطن مؤسس الولايات المتحدة الأمريكية حين قاد الثورة والمقاومة ضد ملك إنجلترا، كان وفق القانون إرهابيًا ومتطرفًا، لكن بعد أن انتصرت الولايات المتحدة الأمريكية أصبح البطل والأب المؤسس!
نيلسون مانديلا حين كان يقاوم التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا، كان وفق القوانين إرهابيًا متطرفًا، مقبوضًا عليه بتهمه ترويج الشائعات والانتماء إلى جماعة إرهابية وتعكير صفو السلم العام والتسبب في الفتنة وتعطيل مصالح المواطنين، لكن بعد هزيمة النظام العنصري في جنوب إفريقيا، أصبح البطل العظيم الذي يحظى بتكريم العالم كله واحترامه.
كذلك المقاومة الأيرلندية للاحتلال الإنجليزي، والمقاومة الفيتنامية للاحتلال الأمريكي، والمقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، والعراقية والأفغانية والفلسطينية، إلخ!
القوانين يضعها الأقوياء لتحقيق مصالحهم، لكن أغلب هذه القوانين ليس لها أي علاقة بالعدل والحرية والاستقلال.
خرافات من جميع أنحاء العالم
سكان العالم كلهم يؤمنون ببعض الخرافات! كما يؤمنون ببعض الأمور الصحيحة!
هناك من يؤمن بأن الملك أحمس أو مينا كان شخصًا عظيمًا، وأن الهكسوس كانوا أشرارًا، أو قصصًا تاريخية معينة يعتبرها ثوابت لا تقبل التشكيك! لكن الحقيقة أننا لا نعرف هل من كتب التاريخ في هذا الوقت كان صادقًا أم كاذبًا ومحض بروباجندا وكذب مثل إعلام اليوم!
هناك من يقول عن نفسه شعب الله المختار، أو أن الرب محض تمثال شكله كذا، رغم أنها كلها أشياء غير منطقية مبنية على خرافات توراتية، كتبها بعض الأشخاص المجهولين الذين لا نعرفهم في فترات التعذيب والتشرد!
هناك من يؤمن بأن الجنس الأبيض متفوق، رغم أن هذا علميًا غير صحيح، والتاريخ يثبت عكس ذلك طوال تاريخ البشر! لكنه يقدم أدلة مشكوكًا فيها، ويخفي أو يتجاهل أدلة أخرى كثيرة على أن ما يقوله خرافة.
معتقدات آخرى خرافية
هناك من يؤمن بالديمقراطية كأنها دين، ويؤمن أنها مفتاح كل شيء صحيح وجميل، والمصدر للعدل والحرية والاستقلال، رغم أن الواقع يقول غير ذلك، واستغلال الغوغاء واضح عبر التحكم في الإعلام والمال، وكثير من الديمقراطيات تعيش في ظلم وفقر واحتلال وكبت وخوف.
هناك من يؤمن بالديكتاتورية أنها الحل ومصدر للعدل والاستقرار، رغم أن وقائع التاريخ تقول غير ذلك.
هناك في الغرب من يؤمن بتاريخ معين، على أنه القصة الوحيدة الصحيحة، ويردد أقوال الزعيم فلان والفيلسوف فلان كأنها كتب مقدسة، لكن في الحقيقة هناك قصص أخرى عكس ما يقول تمامًا، بل وأقوال أخرى، بل وحتى أن فلان قال كذا، هناك شكوك في أنه هو من قالها، وأنها محض قصص وتحريفات أضافها أشخاص مجهولون!
حتى الطقوس والشعائر التي يمارسها الملحدون، مثل تحية العلم والاحترام الشديد لقطعة قماش، ومراسم استقبال فلان، وطقوس التخرج، وموضات الزواج، وتقديس أقوال الفلاسفة، وتتويج ملك، وتنصيب مسؤول، كلها طقوس وراؤها خرافات يؤمنون بها ويطبقونها باهتمام شديد، وفي الوقت نفسه يسخرون من طقوس الآخرين ومعتقداتهم!
القوانين يضعها الأقوياء
الخلاصة..
سكان العالم كله يؤمنون ويقدسون بعض الأفكار حتى لو تعارضت مع العقل والمنطق وحقائق التاريخ والتجارب الملموسة، ويمارسون بعض الطقوس حتى لو كانت تبدو طقوسًا غير منطقية!
الأقوياء يضعون قوانين، ويخدعون الأتباع حين يقولون لهم أن القانون هو العدل.
في حين أن في الحقيقة المرجع يجب أن يكون العدل والحرية والاستقلال، وهذا في كثير من الأحيان يتعارض مع القوانين التي يضعها البشر، أو الخرافات والضلالات التي يروج لها أصحاب النفوذ والمسيطرين على المال والإعلام والسياسة.
مقالات ذات صلة:
تزوير التاريخ لا يكون فقط في كتب التاريخ
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا