مقالات

القنابل النووية سلاح بلا قيمة

ما سبب خوف العرب من إسرائيل؟ يقولون لنا القنبلة النووية!

ما سبب مشكلة أمريكا مع إيران؟ يقولون لنا القنبلة النووية!

ما سبب العقوبات على إيران وكوريا الشمالية؟ يقولون لنا القنبلة النووية!

السؤال هو: هل القنبلة النووية فعلا لها قيمة؟!

سلاح بلا قيمة

لم يتم استعمال القنبلة النووية غير مرتين في التاريخ في الحرب العالمية الثانية منذ سبعين سنة! حين ضربت أمريكا اليابان (ومن سخرية القدر أن نهضة اليابان الاقتصادية والتكنولوجية تفوقت عالميا وارتفعت بعد هزيمة الحرب العالمية الثانية)،

اضغط على الاعلان لو أعجبك

كما أن التاريخ يقول أن استسلام اليابان كان بسبب الخوف من غزو الاتحاد السوفيتي وليس القصف، وبدأ حتى قبل هذه القنابل النووية! من وقتها لم يستعملها أحد! ولن يستعملها أحد! رغم قيام حروب كثيرة بين بلاد تملك قنابل نووية مثل الهند وباكستان.

كما دخلت الحرب دول كثيرة تملك قنابل نووية، بل وتنهزم فيها وتخسر الحرب بشدة! ورغم ذلك لم تستعملها، مثل هزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان وهزيمة الولايات المتحدة الأمريكية في فيتنام، إلخ.

حتى من يقول أنه سلاح جبار يمكن أن تستعمله بلد في حالة اليأس والغرق والانهيار، وجدنا الاتحاد السوفيتي ينهار ويتفكك، ويركع أمام أمريكا ويجوع شعبه، ورغم هذا لم يستعمل السلاح النووي!!

تقول كل التقارير أن القنابل النووية سلاح بلا قيمة، حجم كبير، تكلفة عالية جدا جدا، من المستحيل أن يكون دقيقا في التوجيه لأنه يدمر مساحة كبيرة حوله، نقله مكلف، صيانته مكلفة. من ناحية أخرى فهو سلاح يدمر كل شيء، وبالتالي لا يناسب عمليات احتلال بلد أو غزو.

سلاح ردع وتخويف

من ناحية ثالثة قد يعتبره البعض سلاح ردع وتخويف، تخويف العدو! لكن التخويف من شيء دون استعماله لفترة طويلة يجعل حاجز الخوف ينهار، كما أن استعمال سلاح عشوائي مثل هذا سوف يقتل خمسين أو مائة ألف إنسان، أو حتى ٥٠٠ ألف إنسان، ويدمر مساحة تساوي عشرة كيلو مترات، وسيجعل حاجز الخوف ينتهي، ويتعرض من يستعمله لهجوم ملايين البشر الذين ليس لديهم أي شيء ليخافوا عليه أو يخافوا منه.

بالإضافة إلى أنه في هذا  العالم المترابط  سيفقد من يستعمل هذا السلاح الأحمق أي مساندة أو تعاطف، ويعرضه لقطيعة عالمية تقضي عليه سياسيا واقتصاديا وربما عسكريا أيضا.

في عالم اليوم، المال والاقتصاد أهم من أي شيء، المكسب والخسارة يتم حسابها بالأسعار والذهب، والهجمات عبر الإنترنت أصبحت أقوى وأكثر تأثيرا من قنبلة تحرق بضعة كيلو مترات، بل إن هجمات الإنترنت يمكن أن تتحكم في ما يسمى سلاح نووي وتدمر به البلد التي تملكه!

السلاح النووي هو حالة استعداد للانتحار، أصبح يهدد البلد التي تملكه أكثر من أي بلد آخر! اليوم تقول كل التقارير أن السلاح النووي أصبح من عصر الديناصورات، تكلفته كبيرة، وفاعليته محدودة جدا، كلمة كبيرة بلا قيمة، لا يصدقها إلا العوام من الشعوب، ورغم هذا يحب السياسيين التجارة بهذه الكلمة لتحريك الغوغاء والعوام واستغلال جهلهم وعواطفهم!

صور بعض المقالات التي تتحدث عن نفس الموضوع

 

                               

اقرأ أيضاً:

السلاح النووي

عقل عربي وواقع مأزوم

الغرب البدائي وتقديس إسرائيل

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

أ. د. خالد عماره

الاستاذ الدكتور خالد عماره طبيب جراحة العظام واستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس