ده الفن ده مش عن عن
الفن رسالة
كلمه تلقى على مسامعنا ونسمعها كثيرا في البرامج واللقاءات الفنية، وأن الفن رسالة سامية، فهل توقفنا للحظات لنسأل أنفسنا ما هو معنى كلمة الفن؟
إن الفن هو النتاج الإبداعي الإنساني حيث يعتبر لونا من ألوان الثقافة الإنسانية حتى إن بعض العلماء يعتبرونه ضرورة حياتية للإنسان كالماء والطعام. وقبل أن نخوض في الكلام على ما نراه ونسمعه الآن على الساحة الفنية أهو فن أم لا فلنسأل هل الفن والإبداع له ضوابط أم هو حر بلا قيود؟
إنّ الفن يجب أن يكون له ضوابط تحكمه وألا يكون حرًا طليقًا، ولا بدّ أن نفرق بين حرية الإبداع وضوابطه، فالحرية تكون في طرح الأفكار ومناقشه القضايا الهامة في المجتمع، ولا يعنى ذلك حرية الإسفاف والانحطاط الأخلاقي، فالفن المحترم هو الذي يحترم الإنسان ويحترم هويته يسعى إلى صلاحه لأنه جزء من المجتمع والمجتمع لا ينصلح إلا بصلاح أفراده فهُم جزء منه.
أعجبتني مقولة للدكتور مصطفى محمود رحمه الله عليه: “إن الفن سلاح قاتل، فلا يصح أن يكون حرًا حرية مطلقة، وحرية الفن دعاوى غير صحيحة، فالفنان حر مسؤول وكحامل أي سلاح يمكن أن تسحب منه رخصة استعماله إذا أساء هذا الاستعمال.”
حقا إنّ الفن سلاح، قد يرفع الأمم أو يهلكها.
من منا لا يملك في بيته تلفازا أو أكثر، وبالضغط على زر يرى كل ما يجري حوله، فأصبح التلفاز بالنسبة له ضرورة حياتية؛ فهو يطلع من خلاله على العالم. وللأسف أحيانا يكون وسيلة لكشف الحقائق بالنسبة له، فهو يصدق ما يراه وما يسمعه ويتعامل معه على أنه الواقع.
من حق المشاهد أن نحترمه ونقدم له فنا يرتقي به ويهذب من أخلاقه، فما نشاهده من أعمال نخجل من أن نطلق عليه لقب فن، في الحقيقة هو هزل واستخفاف وتدنٍ في كل شيء: في اللفظ، والكلمة، والمعنى، والفكرة، وأحيانا يكون الإسفاف بالإيحاء؛ فتري كلامًا ملتويًا يحمل في طياته معاني خبيثة.
الكثير من البرامج تحمل قصصًا هشة وعلاقات غريبة على مجتمعاتنا العربية الشرقية. أصبحت الخمور كالماء، والعلاقات بين الجنسين أكثر جرأة وانفتاحًا، أهذه ثقافتنا وهويتنا؟ أم هو سم يدس من خلال عمل يدخل خلسة في البيوت ليدمر الشباب ويجعلهم أكثر إقبالا على الإفساد والتهتك، فتزين لهم الشر وتجعله خيرًا، وتجعل لهم المجرم ضحية فيتعاطف معه ويبكي عند موته.
أهذا هو الإبداع؟ بل هو تدمير، إنهم دمروا شعوبًا وأوطانًا، أنهم مدانون أمام العقل والعدالة والقيم الإنسانية.
لا نريد أن نظلم الجميع فهناك من احترموا فنهم واحترموا جمهورهم وكانوا أهلا للأمانة، نعم إن الفن أمانة: في الكلمة، وفي الرسالة؛ فأنت أيها الفنان كالطبيب قد يساعد في التئام الجرح، وقد يلوث الجرح فينشر الفيروس في الجسم فيهلكه.
ومع ذلك للأسف أصبح الفن الراقي قليلًا والاقبال عليه أقل وأصبح الرواج والإقبال على نوعية الأفلام المدمرة للذوق العام
أيها الفنان لا تقل لي هذا هو المجتمع، بل هذا اختيارك وما أردته لتكسب وتتربح فالإقبال أصبح على هذه النوعية المتدنية وحتى إن كان بمجتمعاتنا مشكلات فأنت لم تحلها! أنت ألقيت الضوء لتجعلها أسطورة وتقنعنا أن هذا هو الصواب والواقع.
هذه الأموال التي تمول بها عملك حاول أن تقدمها لتصلح بها فأنت جعلت من الشباب والبنات “نسخة بالكربون” منك في شكلك وتسريحة شعرك! أنت للأسف أصبحت قدوة.
وأخيرا أيها الفنان اعلم أنك تمتلك سلاحا وموهبة ستسأل عنها ماذا قدمت وما كان هدفك ومدى تأثيرك فأنت لا تمتلك الحرية بلا ضوابط أنت تمتلك المسؤولية فكن أمينا مع نفسك قبل مشاهديك واحترم جمهورك حتى تترك ميراثا، بكلمة صدق ورسالة تركتها في عمل ستموت أنت وتحاسب وعملك لا يموت؛ فهو قد يكون حجه لك… أو عليك
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.
.