مقالاتفن وأدب - مقالات

الفن اليوم – اللغة التي يفهمها كل البشر

لا أحد منا يستطيع أن ينكر دور الفن في المجتمع بحيث أنه  فعال ومؤثر بشكل واضح  سواء بالشكل السلبي أو الإيجابي؛لأنه يحتل مكانة كبيرة ومهمة بالنسبة للفرد والمجتمع.

فالفن هو بمثابة لغة يفهمها كل البشر؛فلا  تفرقة بين الجنس واللون فكل  صاحب عقل  يستطيع أن  يفهم  المعنى ويتذوق  طعمه. وبما أننا نتحدث عن الفن ودوره  فلابد من أن نبدأ بتعريفه.

فالفنّ هو قدرة استنطاق الذات بحيث تتيح للإنسان التعبير عن نفسه أو محيطه بشكل بصري أو صوتي أو حركي

تعريف الفن

وبالنظر في التعريف نرى أن الفن هو  قدرة الإنسان على الإبداع  باستخدام الإمكانيات العقلية وذلك قد ينتج أثر بصري أو سمعي أو حركي.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وقد توارث الإنسان الفنون ولم  يخل عصر منها وكان لأصحاب الفنون في أغلب الاوقات المكانة العالية وسط الجمهور أو الحكام.

وأخذت الفنون كل هذا الاهتمام بسبب دورها في تغيير سلوك الفرد بالسلب أو الإيجاب على حسب أيديولوجيات الفنان وقوة تأثيره على الجمهور.

ومدي وعي الجمهور وثقافته وأيضًا علي حسب ميول  الحكام  وقدرتهم على السيطرة على الفن وأصحابه؛ فقد كان  للفن دور مهم ما بين الحاكم  والشعب بواسطة الفنانين.

أيضًا دوره الهام كوسيلة من وسائل الترويح والتسلية والتخفيف عن النفس من عناء العمل. والتي  كانت بمثابة المتنفس الوحيد للطبقات الوسطى والفقيرة في ذلك الوقت وكانت بمثابة وجاهة وتفاخر لدى طبقة الحكام والأمراء

دور الفن ومدى تأثيره على المجتمع

وأيضًا له دور مهم في التأثير في المجتمع من الناحية القومية من خلال الخطب الحماسية والأناشيد الوطنية.  وغيرها  من أساليب تقوية وتربية الإنسان على حب الوطنية والانتماء.

وفي وقتنا الحالي لا نستطيع  إنكار تغلغل الفن من خلال الأفلام والمسرحيات والاسكتش وبرامج التوك شو وبرامج المقالب وحتى البرامج الدينية في التأثير على النشء القادم بالخصوص وعلى الشعوب بالعموم فأصبح التليفزيون مربي كما الأب والأم  فهو مقهى  تضييع الوقت ومصدر للمعلومات التي نأخذها من الأشخاص الذين يخاطبوننا من خلاله؛ فالموضة والسياسة وما هو صح وما هو خاطىء وكيف ندير حياتنا نجدها في قصص يقوم بتمثيلها  أشخاص

نحبهم؛ لأنهم  يلبسون أفضل اللبس ويقولون أجمل الكلام والكثير من الأصدقاء ينظر لهم نظرة النجوم  والنخب؛ فهم لا يكذبون ويجب علينا تصديقهم  والحبكات  الدرامية والشو المصطنع  يُغري ويجعلنا  ننقاد  بسهولة.

ننظر في الشوارع  فنجد قصة شعر جديدة  تُدعى  باسم أحد المسلسلات التي كان بطلها تاجر مخدرات، والذي  قُتل  شنقًا في آخر الفيلم ولكن الشباب تحلق  مثله اقتداءً به؛  فهم لم يذكروا الحلقه الأخيرة أو لم يهتموا بسماعها  ونجد على السيارة في وسائل المواصلات “عبارة” من مسلسل آخر لشخص مزواج مطلاق يحتال علي الشرع، ولكن لمس بداخل الكثير من الشباب أحد جوانب الشهوة  فقلدوه.

الوعي بأهمية الفن ودوره في تشكيل الأجيال

وفي الأخير نقول إن لم يكن الوعاء ممتلء بالوعي الواقعي الحقيقي؛ حلت مكانه مياه نجهل  مصدرها؛ فالنخب الحقيقية ليست هي من يرتدي على الموضة أو من يقص شعره أحدث الاستايلات وفي  في الأساس فارغ؛  فالثياب لا تغير المعادن ،وليست مقياسًا للحكم، بل أفكار النخب وصدق متبناهم ومطابقة الأفعال والأقوال هي من تُحدد كونه  نخبة من عدمه.

وحينما نتعرف على أهمية الفن التي هي في الحقيقة خطوة لابد من مراعاتها؛ فلابد لنا أن ننتقي ما نسمع؛ حتى لا نجد تقليدًا أعمى من أطفالنا يؤدي  بهم إلى الفساد أو التهلكة. إذا ملأنا  نحن  الفراغ  لأطفالنا؛ فلن يحتاجوا إلى  تضييع الوقت فيما لا طائل منه وإذا أوجدنا بديلا للفن الهابط؛ فنحن لا نصلح الفن بل نصلح أجيالا كاملة.

 

اقرأ أيضاً:

بحب السيما – ما هو حال الفن والإعلام بشكل عام و السينما بشكل خاص ؟

الوجه القبيح خلف القناع: حياة المخدرات والإدمان والتسافل الأخلاقي لنجوم ديزني و هوليوود

الفنان المشتبك… كيف يدافع الفن عن قضية؟

مؤمن أحمد سيف

عضو بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ أسيوط