مقالاتفن وأدب - مقالات

الفن الغربي وتجسيد الأنبياء – الجزء الثاني

في المقال السابق بيَّنا أن الفن هو المعبر عن ثقافة المجتمع، وأن الفن يتأثر بهذه الثقافة. والثقافة الغربية تختلف عن الثقافة الشرقية في النظرة للحياة. الثقافة الغربية الحديثة وليدة عصر النهضة والتنوير الرافض للدين أو بمعنى أصح الرافض لتدخل الدين في الحياة.

ولعل هذا ما عبر عنه الرئيس الفرنسي “إمانويل ماكرون” في تعقيبه على الرسوم المسيئة للنبي الكريم عندما قال أننا سندافع ولا تراجع عن اللائكية الفرنسية أو العلمانية وهو مفهوم يعبر عن فصل الدين عن شئون الحكم والدولة وألا تتدخل الدولة في الشئون الدينية. هذه هي العلمانية وليدة عصر النهضة والتنوير في الغرب.

التنويريون الغربيون إما ملحدون لايؤمنون بالأديان بالكلية، وإما علمانيون يرفضون بالكلية تدخل الدين في شئون الحياة وإما ربوبيون يؤمنون بإله لهذه الحياة إلا أنهم لايؤمنون بالأنبياء ولا بمعجزاتهم باعتبار أن هذه المعجزات تناقض القانون الطبيعي ولا توافقه وهو القانون الذي يُسيّر شئون الحياة والذي يسمى بالسنن الطبيعية أو الكونية.

كما أنهم يذهبون إلى استحالة اتصال بشري بإله؛ فعندهم لا دليل مادي ولا عقلي يؤيد هذا الاتصال بالإله وهؤلاء التنويريون سيطروا على المراكز الثقافية في الغرب والتي تتحكم في الثقافة المصدرة للجمهور الغربي المقروء منها والمسموع والمشاهد من إنتاج سينمائي وتلفزيوني وصحف ومجلات وكتب وإذاعة والتدريس في الجامعات والمعاهد والمدارس. ومن المفهوم كنتيجة منطقية أن يكون كل فن باختلاف أنواعه؛ أن يكون متأثرا بهذه الثقافة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أعمال فنية مسيئة

بدأت بالرسوم الدنماركية المسيئة للنبي الكريم، و لم يقدم الغرب اعتذارا عن هذه الرسوم باعتبار أن هذا حق أصيل في حرية الرأى والتعبير. وانتهت بالرسوم المسيئة في الصحيفة الفرنسية الساخرة “شارلي ابيدو” ولا تقتصر هذه الرسوم على نبينا بل ظهرت أيضا رسوم مسيئة للسيد المسيح.

هذا فيما يخص الرسوم أما الأعمال السينمائية تابعت فيلما أمريكيا year oneإنتاج 2009 بطولة الممثل الأمريكي “جاك بلاك” يقدم فيه النبي إبراهيم وابنه إسحاق بشكل غير أخلاقي ولا يليق، وفيلما آخر كان عن النبي موسى كليم الله. وفي مشهد في الفيلم أظهروا صوت بشري وكأن الله يكلم موسى؛ فهم لا يؤمنون بالمعجزات ولا يتصورونها تخرج عن النطاق المادي الملموس منه أو المسموع.

الرئيس الفرنسي يدافع عن العلمانية الغربية باعتبارها جزء لا يتجزأ من الثقافة الغربية ونحن كشرقيين نحترم ثقافتكم، لكن عندما صدرتم لنا ثقافتكم قلتم لنا نحن نحترم التعددية الثقافية فأين احترام التعددية الثقافية من إهانة النبي الكريم وهو ماله من الثقافة الشرقية من مكانة عالية سامقة وإذا كان لديكم تساؤلات عن النبي الكريم لماذا لا يكون بشكل مهني ولائق وبأسلوب يرقى لمستوى حضارتكم وثقافتكم القائمة على المناقشة والتحليل المنطقي؟

وفي المقابل تنتظرون الرد والإيضاح من الطرف الآخر بكل أدب ولياقة وبلا إهانة ولكن هناك من يريد صدام الثقافات ولا يريد حوار الحضارات.

اقرأ أيضاً:

الجزء الأول من المقال

اضغط على الاعلان لو أعجبك

نتفليكس مصر بداية جديدة بدأت بهدوء لكنها ستضرب بقوة

محاكم التفتيش الفرنسية

على زين العابدين

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة