الفن الرقمي والذكاء الاصطناعي والغباء البشري
دائمًا ما يركب البعض المسميات دون إدراكها أو معرفة ما هي، يردد ويتحدث والثقافة في علمه معرفة سماعية. ببساطة الفن الرقمي مضى عليه 60 عامًا تقريبًا، فهو من ستينيات القرن الماضي، لم يطلق عليه في بدايته هذا الاسم، إنما عرف بالرسم الرقمي باستخدام أدوات رقمية، يستخدمها الفنان وفقًا لمحتوى البرنامج على جهاز الكمبيوتر بالقلم أو الماوس أو المؤشر المتحرك، ولم يطلق على نتاجه أعمال إبداعية إنما فنية، وهناك فرق كبير بينهما، واستخدم هذا في مجال الإعلانات القائمة على علم الجرافيك والإعلان لتحقيق رسالة بصرية، لهذا عرف بفن الكمبيوتر أو الوسائط المتعددة، وأخيرًا كانت المظلة الجامعة لهذه الفنون والمسميات: الفن الرقمي.
الخطأ الشائع أنها بديل للإبداع البشري ويمكن لأي شخص أن يقوم بذلك، نعم، لكن هناك فرق بين ما يقوم به الفنان الرسام وما يقوم به المستخدم للأوامر وفقًا للبرنامج، فهو ليس شرطًا أن يكون فنانًا أو رسامًا، لهذا هناك فرق بين الفن والفنان والمنتج الفني. الفنان الموهوب والدارس على دراية بعمل الفن وأصوله، له رؤيه في هذا، لذلك ليس كل منتج رقمي بفن ولا تنطبق عليه قيم الفن ومعاييره. فالبرنامج ما هو إلا وسيط لأوامر أدائية ولا يحمل رؤية ولا يقدم ما يمكن أن يقدمه الإنسان من تفرد وشخصية وتنوع.
العلاقة بين الفن الرقمي والذكاء الاصطناعي
نذهب إلى الذكاء الاصطناعي ونتاجه، هو أيضًا من مواليد الرسم الرقمي 1960م، يعتمد على تحقيق الجودة والدقة وتوفير الوقت والجهد دون وجود للخطأ البشري، ويعتمد عليه في المجالات الصناعية والتطبيقية والعمارة، والمجالات الطبية والعسكرية والإعلان والاتصال.
لهذا يضع له فلسفة السيطرة وهي التحكم الآلي، حتى لا يحدث أي خطأ بشري. هنا أداء تحت أوامر لا يحيد عنها ويحققها بكل دقة، في منتج ثنائي أو ثلاثي الأبعاد.
الفن يعتمد على التفرد والإبداع والتنوع والحالة والأسلوب والخروج من الآلية والإطار النوعي المميز لشخصية الفنان. هذا لم يتحقق ولن يتحقق في إنتاج الفن أو تعليم الفن للطلبة والهدف من التعليم وطبيعة الفن ونظريات التعليم والتعلم وبنية العقل البشري وطرق تدريس الفن والهدف منه.
أعمال هذا النوع من الإنتاج الفني في متحف ويتني (Whitney museum) ومتحف سان فرانسيس (San Farnsis) للفن الحديث ووكر (Woker center). وفي جامعة بنسلفانيا روبر يورجر أستاذ فن الرسم على الكمبيوتر مستخدمًا برامج البيكسل والمتجهات والكولاج والدمج.
هناك فنانين مثل ديفيد ماكليود الأسترالي وسارة لودي وإريك جوهانسون.
عندما تجتمع الموهبة مع التقنية
يتطرق عدد كبير من الفنانين والممارسين للفن إلى الرسم على التابلت والموبايل والكمبيوتر باستخدم بعض البرامج مثل: (Paint , Photo Shop ,Ibis paint, 3De Max ,Sketchbook).
من المبدعين لكونهم دارسين للفن ورسامين محترفين د.أشرف زكي والفنان عاطف زورمبة ود.أيمن لطفي ود.حمدي عبد الله ود.رضا عبد السلام ود.حاتم خليل ود.محمد عبد الباسط والفنان محمد وهبة الشناوي ود.عماد لمعي وأحمد الجيلاني وسمير لبيب أندروس ومحمد إسلام عباس وإسماعيل عطية ورشا الشامي وهالة محمد ومحمد عبد المنعم مؤمن وآخرين أكيد.
هذا الطرح لإيضاح أن هناك فرق بين الفن والمنتج الفني والإبداع والتطبيق، وبين مفهوم التكنولوجيا واستخدامها ومفهوم الفن بأنه ليس موضة، وأنه لا يضيف اقتران اسم الفن بالتكنولوجيا، الفن نتاج إنساني وليس بمنتج آلي. الفنان متفرد له الخصوصية، ولكل فنان رؤيته وفكره وأسلوبه وأدائه.
لا مجال للاجتهاد والغباء البشري لخلط الأوراق وركوب الموجة باسم التجديد والحداثة والمعاصرة، ليس رفضًا للعلم ولا التكنولوجيا وعيًا وإدراكًا به وتوظيفه في المجالات المناسبة له، التي تضيف إليه قيمًا جديدة.
الفرق بين العمل الفني والمنتج هو الفرق بين الفن والذكاء الاصطناعي.
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا