قضايا شبابية - مقالاتمقالات

الفكرة أنها تلمس منطقة مظلمة

بمناسبة الحديث عن الانتحار أتذكر أني شاهدت سهرة تلفزيونية بديعة بعنوان: “جمعية الرفق بالإنسان”، وتدور حول جمعية سرية بقيادة طبيب شهير تقوم باختطاف جميع الأشخاص الذين يرغبون في الانتحار واحتجازهم في سجن تحت الأرض وتأهيلهم للقتل بالإعدام على حسب رغبتهم،

ويلاحظ صحفي نشيط أخبار الاختفاء الغامض لبعض الشخصيات فيحاول كشف اللغز، ويصل به المطاف إلى السجن الذي يتم احتجاز هؤلاء الشخصيات فيه، ويعتقد أنه وقع بين براثن جمعية شريرة سادية تتلذذ بتعذيب البشر كما يبدو له من خلال المعاملة السيئة التي يتلقاها هؤلاء المختفين المسجونين، ويحاول بكافة الطرق أن يخترق هذا السجن عن طريق الاتصال بجريدته وإعطائهم بعض التفاصيل التي قد تفيد في معرفة المكان.

وينقلب الرأي العام والحكومة ضد الطبيب السفاح ويتم تقديمه للمحاكمة، وفي المحاكمة تظهر المفاجأة، وهو أن هذا الطبيب يقوم باختطاف الراغبين في الانتحار ويهيئ لهم الأمر أنه سيقوم بإعدامهم ليخلصهم من حياتهم المظلمة ولكن في الحقيقة يجعلهم يرغبون في الحياة مرة أخرى، وعندما يطمئن أن أحدهم صار مهيأ للحياة مرة أخرى فإنه يقوم بالإفراج عنه والسماح له بعودته إلى حياته الماضية.

والسهرة فيها الكثير من التفاصيل الشيقة، ومن غير المستحب حرقها لمن يرغب في مشاهدتها ولن يندم، لأنها من السهرات الرائعة التي أتحفنا بها التلفزيون المصري في ذروة تألقه في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.

والجميل في الفكرة أنها تلمس منطقة مظلمة لا بد أن معظمنا عبر بها في حياته، وتصور أن التخلص من حياته قد يكون نهاية جديرة بأن تنهي كل هذا الألم وتلك المعاناة، ولكن سرعان ما تشرق شمس الأمل مرة أخرى ويستعيد الإنسان عافيته الروحية وإقباله على الحياة مندهشا من أفكاره الساذجة قبل ذلك.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وفي اعتقادي أن كل فن عظيم هو ما يبعث الأمل والتفاؤل في النفوس ويجعلنا نعتقد دائما أن على الأرض ما يستحق الحياة.

اقرأ أيضاً:

الانتحار بربطة عُنق!

هل تعتقد بأن الانتحار هو الخلاص من الألم؟

كيف نتعامل مع مصائب الحياة؟

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

د. محمد فهمي

طبيب أمراض باطنة عامة