الفضول علامة الشباب
حين تفقد الفضول والحماس للاستكشاف، حين تفقد الحماس للسؤال كيف ولماذا، تعرف أنك قد أصابتك الشيخوخة العقلية!
كذلك حين تسأل كيف ولماذا، دون أن تبذل مجهودًا في البحث عن الإجابات الصحيحة من مصادر موثوق بها ولدى العلماء وأمهات الكتب، تكتفي فقط بالسؤال ثم تفقد الاهتمام بعد لحظات، فهذه ليست علامة شباب العقل، بل هذه علامة طفولة وصبيانية وسطحية العقل، طفل محدود التركيز، يسأل أمه عن الأشياء ثم يلهو في شيء آخر، بينما أمه لا تعرف هي الأخرى وتخترع له الردود والإجابات مع معرفتها المحدودة!
مراحل تطور التفكير والعقل في حياة الإنسان ثلاثة
طفل يسأل لماذا، ويعترض دون أن يبحث عن إجابات أو يكتفي بالإجابات السطحية.
بالغ عاقل يحركه الفضول والسؤال كيف ولماذا واستكشاف المجهول، ويبحث عن الإجابات الصحيحة من مصادر موثوقة وبعمق، ويفكر ويبحث ويقارن ويدرس ويكتشف ويفرح بالاكتشافات الجديدة، ويسعى لتطبيقها في الحياة بنجاح.
العجوز المتكلس المتصلب، توقف عن السؤال، يخاف من أي شيء جديد أو مختلف عما تعود عقله عليه، يقف ضد كل جديد ومختلف، يحاربه بضراوة، لا يجد في عقله أي مكان لأي شيء جديد، لأن عقله غارق في الحسرة على الماضي القديم، الزمن الذي يسميه الزمن القديم، حين كانت الدنيا جميله وبخير، أو هكذا يراها عقله.
لا تستمع لبعض من يعانون من الشيخوخة العقلية حين يقولون لك: لا تسأل، ويخيفونك من البحث عن الإجابات، يقولون لك استمع ونفذ في طاعة دون تساؤلات ولا بحث عن إجابات، ليضمنوا السيطرة على العقول الشابة والمتمردة والباحثة عن النمو والازدهار.
يفضلون قتل الفضول في العقول، وقتل الروح والشباب في الأمم، كي تستمر سيطرتهم!
كذلك لا تستمع لمن يشجعك على الشك في كل شيء، والسؤال دون إجابات عن تساؤلات كبيرة، أو يقدم لك إجابات سطحية دون علم ولا خبرة، مثل إجابات الأم عن أسئلة طفلها الرضيع كي يكمل لهوه في ألعابه.
شباب العقل والنضج هو القدرة على التعلم الجديد، والقدرة على تغيير الرأي حين يجد الدليل الصحيح المناسب.
مستعد للتعلم وتغيير الرأي!
في حين أن العقل العجوز المتصلب غير مستعد للتعلم أو تغيير الرأي الذي تعلمه في أثناء شبابه، أو استكشاف الجديد، بل يخاف منه ويحذر منه نفسه ويحذر الآخرين منه، يخاف من السؤال، يخاف من التفكير، والعقل الطفل لا رأي له!
كي تجد وتجدد وتصنع العقل الشاب، عليك بالبحث عن الحوارات الذكية، والكلام المفيد، ابحث عن أشخاص أذكياء علماء تستمع لهم كي يستثيروا عقلك ويقوموا بتدريب عضلاتك العقلية ومهارات عقلك، كي تحافظ عليها وتقويها وتمنعها من الضمور بسبب الإهمال وعدم الاستعمال.
حين تستمر في تقوية مهارات عقلك في السؤال والبحث والتعلم، تحافظ على شبابه.
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا