الفارق بين الرجل الشرقي والغربي
أرسلت لي صديقة مقالا عنوانه: الفرق بين الرجل الشرقي والرجل الغربي! قرأت المقال، وتعجبت من المحتوى المكتوب، فقررت أن أبحث عن الأفلام والتعليقات التي تتناول هذا الموضوع.
الفارق بين الرجل الشرقي والغربي
طبعا المحتوى كله مضحك، حيث أغلب من يتحدث نساء شرقيات من بلادنا، وغالبا ٩٩% منهن لم يسافرن في حياتهن، بل وربما لم يخرجن من بيوتهن أو عالمهن الصغير في الشارع أو مكان العمل والأسرة!
ولم يحتكن أبدا أويعشن مع مجتمع غربي أو ما يسمى الرجل الغربي! وغالبا كل معلوماتهن عن العالم والرجل الغربي مصدرها الأفلام والمسلسلات، الأفلام العاطفية!
كل هؤلاء النساء يرسمن صورة خرافية للرجل الغربي الرائع العسول الطيب الطموح الحنون الذي يحب ويحترم زوجته، وبيرضع العيال بدلها، وبيغسل الصحون وزوجته تعيش معه ملكة! وطموح وناجح وشاطر وغني ورياضي ومهذب وصحي، وكل حاجة حلوة.
وصورة الرجل الشرقي البشع الغيور الذي لا يطيق زوجته ويضطهدها ليل نهار ويعذبها، وفي نفس الوقت عنده رغبة جنسية مستمرة لا تهدأ! يطارد أي أنثى يقابلها، دائم الجوع لا تشبعه زوجته الجميلة الرائعة الحنونة العسولة، وهو طبعا كسول وفاشل كثير الأكل قبيح الشكل!
في الحقيقة لا أعلم من أين جاءت هذه المعلومات، أي شخص يعيش في الغرب يعرف أن الرجل في كل مكان هناك المحترم وهناك غير المحترم، هناك الفاشل والناجح، والطيب والشرير، وهناك الزوج الأحمق الخائن القاسي والزوج الذكي الوفي الحنون، كما أن النساء في الغرب والشرق فيهن نفس الأنواع والأشكال!
الحقيقة التي يغفل عنها الكثير
بل في الحقيقة _التي يعرفها كل من عاش في الغرب_ نجد مشكلة تعاطي الخمر في الرجال تؤثر على الكثير من تفاصيل الحياة الزوجية، نجد صورة العاطل السكير ومدمن الخمر الذي يضرب ويؤذي زوجته تحت تأثير الخمر ولا تجد من ينجدها.
بينما في مجتمعاتنا الشرقية لا نعاني من انتشار الخمور والمسكرات، ومن يتعاطي أي خمر أو مخدرات يحتقره الجميع.
كذلك يساعد الترابط الأسري والمجتمعي على حماية النساء، فبينما تعيش المرأة في الغرب معزولة عن أسرتها ولا يهتم الجيران ببعضهم، نجد في الشرق دورا كبيرا للأسرة في التدخل لو حدث أي نزاع أو مشكلة، وتدخل الجيران لو استنجدت بهم زوجة يؤذيها زوجها!
هذا بالإضافة إلى انتشار الخيانة الزوجية في الغرب والتفكك الأسري، ويقدم الغرب لكل العالم أبشع مثال للتعاسة الاجتماعية والأسرية!
النساء اللواتي يتخيلن أن هناك فارقا بين الرجل الشرقي والرجل الغربي هن بالضبط مثل الرجال المراهقين الذين ينظرون للنساء الغربيات على أنهن أفضل وأجمل من الشرقيات.
كلاهما مراهق يعيش في عقلية القرن التاسع عشر، وقت انتشار الاستعمار، وانتشار خرافة عنصرية تقول أن الإنسان الغربي متفوق على الشرقي في الصفات والعادات.
وهي خرافة ظلت منتشرة في التعليم والإعلام طوال القرن العشرين، رغم انكشاف كذب وفشل هذه الخرافة وصعود الصين واليابان والهند والأعراق المختلفة.
لكن يبدو أن المراهقات بتوع الرجل الشرقي والرجل الغربي لا يزال عقلهن يعيش في القرن التاسع عشر الميلادي! ولم يفهمن أننا اليوم في القرن الواحد والعشرين، عصر نهاية كل الخرافات العنصرية التي تدعي تفوق شعب على الآخر، أو خرافة أن هناك فارق بين الرجل الشرقي والرجل الغربي!
اقرأ أيضاً:
حوادث مؤسفة تكشف لنا أحوال المرأة في المجتمع الغربي
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا