يوما ما كنت أكتب الخطاب وأذهب لإرساله في البريد، ويصل بعد أيام وأيام، ثم انتظر الرد. ظهرت رفاهية البريد الإلكتروني، من مكاني.. في نفس اللحظة.. يتم كتابة وإرسال البريد، وبعد ثوانٍ يصلني الرد، يعني المفروض أنها توفر وقتا لي!
في البداية كانت رفاهية رائعة، اليوم أصبحت شيئا من أساسيات العمل والحياة، أصبحت عادة وطبيعيا ولم توفر لي وقتا، لم تجعلني أكثر سعادة، بل العكس، رسائل أكثر ومشغوليات أكثر وضغوط أكثر!
كنت يوما في بيت صغير في حي شعبي، اعتقدت أن سعادتي في بيت أكبر وحي أفضل، بعد قليل تعودت، وأصبحت متابعة البيت ومشاغله من الأساسيات وليست رفاهية!
كنت يوما ما لا أملك هاتفا محمولا، اليوم أصبح أساسيا في حياتي وعملي، يوما ما كان البشر يعيشون في خيمة، بلا سرير ولا أثاث منزلي ولا طعام مضمون، اليوم أصبحت هذه ضروريات، من لا يملكها يشعر بالفقر والجوع، تعريف الفقر يتغير مع الزمن، ويتغير من شخص إلى آخر!
من لا يملك محمولا ينظر إلى من يملك المحمول أن لديه رفاهية يمكنه الاستغناء عنها، من لا يملك سيارة ينظر إلى من يملك سيارة أن لديه رفاهية يمكنه الاستغناء عنها، لكن دائما التعود على الأشياء يحولها إلى أساسيات للحياة وليس رفاهية!
وكل البشر يريدون أن يكونوا أغنياء وأحرارا، ولا يريدون أن يكونوا فقراء وعبيدا، لكن رأيت الكثير من البشر يتحولون فقراء وعبيدا في رحلة سعيهم إلى حلم أغنياء وأحرار! ولا يصلون أبدا إلى حلم الغنى والحرية!
لأنك حين تملك الأشياء وتتعود عليها، تتحول إلى عبد لها!
اللهم اجعل الدنيا في أيدينا.. ولا تجعلها في قلوبنا!
اقرأ أيضاً:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.