في الصراع بين الأمم
اشتدت ريح السموم، وزُلزِل الذين آمنوا، أو الذين يقولون عن أنفسهم أنهم مؤمنون!
ظهر الشيطان في ملابسه الأنيقة وقوته وجبروته وإعلامه وأفلامه، تحيط به ألوان مبهرة وموسيقى مؤثرة تلمس القلوب.
نادى المسيخ الدجال في من يقولون عن أنفسهم أنهم مؤمنون، وأظهر لهم قدراته وعجائبه.
معسكر الشيطان
بدأ من يسمون أنفسهم المؤمنين يتسربون من معسكر الثبات والمرابطة، يتسرب الواحد تلو الآخر، وكل واحد منهم يبرر لنفسه تنازله وتخاذله.
هذا يقول أن التيار شديد، ومن المستحيل هزيمته!
وهذا يحكي عن الهزائم الكثيرة، وضعف القوة والقدرات!
وهذا يشكك في إيمانه السابق وما كان يؤمن به ويعلن أنه اكتشف أخيرًا الحق، وأن الحق هو الشيطان والمسيخ الدجال!
هذا ينتقل في صمت وسكوت وذل إلى معسكر الشيطان دون أن يقول كلمة واحدة، لأنه يخاف على نفسه ومصالحه لكن يشعر بالمهانة والذل من فعله الخسيس!
هذا ينشر مبررات الاستسلام والانبطاح والهزيمة بين الناس ويقنعهم أنه لا توجد فائدة من المقاومة.
تسرب الناس، الواحد تلو الآخر، إما بسبب الانبهار أمام القوة أو بسبب الانبطاح أمام القوة.
النصر مع الصبر
لم يتبقَ غير عدد قليل، قليل جدًا، قلبهم ثابت رغم الفتن، دينهم ثابت رغم الفتن، الحق واضح في عقولهم، ويعرفون الباطل حتى لو تغلَّف وتجمَّل.
لا يخافون في الله لومة لائم، في القول والعمل، في الفعل والأفكار.
مع هذا العدد القليل من القلة الثابتة، جاء النصر وأشرقت الأرض بنور ربها، وندم من تبعوا الباطل كلهم، وفرح من ثبتوا على الحق كلهم.
النصر لا يحتاج إلى مليارات من مرضى القلوب والمنافقين، لكن يحتاج إلى بضع عشرات من المؤمنين، حتى لو كانوا بسلاح بسيط وقدرات متواضعة، في الصراع بين الأمم والحضارات والشعوب، في الصراع بين الحق والباطل، يفوز صاحب النفس الطويل، من يستمر مدة أطول في الدفاع عن قضيته، من لديه إصرار ومثابرة وجلد.
لا يفوز في الصراعات من ينتصر أولًا، ولا حتى الأقوى، ولا الأغنى، لكن من يصبر ويرابط ويستمر لمدة أطول!
أقول هذا لأنني ألاحظ أن شعوبنا قصيرة النفس، تنسى بسرعة، تستسلم بسرعة حين لا يظهر النصر بسرعة.
من سنن الصراع بين الحق والباطل
مثلًا في حرب غزة، رأينا صحوة كبيرة في العالم كله، وحماس شديد، لكن مع مرور الوقت، بدأ الناس ييأسون ويتناسون ويسكتون ويتراجعون!
في حين يستمر أنصار الاحتلال والكيان المحتل والظالمين في الضغط، بدأ البعض ينام أو يستسلم أو يتناسى!
الصراع والكفاح ليس فقط بالسلاح، مقاومة المنكر والظلم تكون بالفعل: قرارات وأفعال، وبالقول: الكلام ونشر الأفكار، وبالقلب: زراعة الأفكار في محيط أسرتك.
في صراعات الأمم والصراع بين الحق والباطل يفوز المتفائل ومن لديه أمل وإصرار، وليس من ينشر روح الهزيمة والاستسلام واليأس وشعار “ما فيش فايدة”.
المسلم الحقيقي متفائل، لديه يقين في نصر الله، ولو بعد حين، لا يستعجل النصر، عليه العمل وعلى الله الثواب والنتيجة، في الدنيا والآخرة، يعمل في مقاومة المنكر، بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، بالفعل والمقاومة بيديه وأفعاله اليومية، كل وفق مهنته وموقعه ومكانه، وبالقلب واليقين في نصر الله والإصرار والمثابرة والعمل الصالح.
الخلاصة:
استمر في الدفاع عن قضية فلسطين وقضايا الحق والعدل في بلدك وفي العالم كله، وفق موقعك وقدرتك، وبالحماس نفسه، ولا تكن سريع الاستسلام.
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا