مقالاتقضايا شبابية - مقالات

مش لازم الشبكة تبأى دهب، خلاص خليها ألماس!

دارت مناقشات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي حول موضوع الشبكة، وإمكانية أن يتم استبدالها بالفضة بدل الذهب بسبب علو أسعار الذهب بل أن المناقشات تطورت وظهرت آراء أخري تطالب البنت وأسرتها بالاستغناء نهائيا عن الشبكة، حتى ظهرت بادرة تعتبر الأولى من نوعها أن بعض القرى أعلنت عن استغنائها عن الشبكة لكل بنات هذه القرية.

ولكن في ظل زخم النقاشات يظهر سؤال معين، هل مشكله قلة الزواج وانتشار حالات الطلاق هي الشبكة سواء كانت ذهب أو فضة أو ألماس؟ أم أن مشكله الزواج لها أبعاد أخرى معنوية لم يتم التطرق اليها؟ فمنذ البداية ومنذ لحظة الاختيار وضعت الأسر والشباب معايير للزواج هددت استمرار تلك الظاهرة وجعلت الشباب يتخوف من فكره الزواج، فهي أصبحت بالنسبة لهم عبءً ومسؤولية يتهربون منها تحت شعار الاستمتاع بالحرية وراحة البال وعلى صعيد آخر فبعض الفتيات تبحث هي وأسرتها عن الزوج الثري والوسيم وصاحب أرصدة في البنوك فهو في نظرهم يمتلك مقومات الزوج المثالي.

كما أن هناك نموذجا آخر يبحث عن السمت الملتزم صاحب الدين والذي حكمنا عليه من خلال مظهره دون وضعه في مواقف حقيقية توضح هل هو متدين على حق أم هو يظهر الصلاح؟

بعض الشباب وضعوا شروط للزوجة المثالية وهي أن تكون ذات بشرة بيضاء وعيون ملونة وشعر ناعم منسدل، لها قوام عارضات الأزياء.

كل من الأمثلة السابقة رأى أن هذه المعايير ستحقق لهم السعادة وترضي طموحاتهم. فمن فكروا في الجانب المادي المرتفع للزوج اختزلوا السعادة في الرصيد العالي الذي سيوفر لهم الحياة المرفهة والمستقبل المزدهر للأولاد والمدارس المتميزة والنوادي، فأصبح الشق المادي هو جوهر الزواج بالنسبة لهم.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

من حق الفتاة وأهلها أن يختاروا زوجا يوفر لها حياة مستقرة محققًا حد الاكتفاء الذي يجعلهم يعيشون حياه كريمة، هذا صحيح ولكن البحث عن المغالاة والرفاهية المبالغ في تقديرها هو الخطأ بعينه، لأن الشاب قد يمتلك المال ويفقد الأخلاق وحسن المعاشرة فما فائدة الأموال التي لا تحكمها المبادئ والأخلاق؟ فكيف لهذا الشاب أن يربي أولاده ويحتوي أسرة ويديرها؟

حتى الذي يبحث عن المتدين لا بدّ أن يضع مفهوما للالتزام قبل أن يحكم على أي شخص بالتدين أو عدمه، والذي يضع معايير جمالية ذات المواصفات الفائقة لا بدّ أن يراجع أفكاره ويسأل نفسه ما الأصلح والأبقى الجمال أم الأخلاق

وفي النهاية نسأل أولياء الأمور ألا يعرقلوا إجراءات الزواج وأن ينظروا للفائدة الأعظم من وراء الزواج، فلا يجب افتعال خلافات حول (الشبكة والقائمة والمؤخر والمهر) والمقارنة بين فتياتهم وأقرانها وتحويل الأمر إلى مزاد علني، ونحن هنا لا نعنى أن نتنازل عن حقوقنا ولكن ألا تكون هذه الحقوق على حساب سعادتنا، ولا تكون الماديات السبب في تدمير العلاقات بين الناس. ولنتعلم من التجارب التي تحيط بنا أن الانسان عندما يرغب في إنهاء علاقة وهدم أسرة لن يقيده المبلغ مهما كان كبيرا وحتى إن لم يكن مستعدا لدفعه

إن الحياة القائمة على المادة والبعيدة عن المشاعر الإنسانية هي حياه خاوية من الشغف، المودة والتفاهم والرحمة هي مقومات الزواج التي يجب البحث عنها في شريك الحياة. الزوج الصالح هو من يحافظ على زوجته، وليست الضمانة تكمن فيما إذا كانت الشبكة فضة ولا ذهب، الزوج الحقيقي أو الزوجة الحقيقية هما من امتلكا أخلاقا من ذهب.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

هبة رجب

عضو فريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالقاهرة