العلاقة بين السلوك الإنساني والبيئة الاجتماعية
علاقة السلوك الإنساني بالبيئة
يعد الإنسان أحد الكائنات الحية، الذي وَجَد على سطح الأرض بيئةً صالحةً لحياته، إذ يعد مصدر الاحتياجات من ماء وهواء وطعام.
يتميز الإنسان عن غيره من الكائنات على قدرته على العمل الجماعي وتكامل جهوده، وأن العلاقة بين السلوك الإنساني والبيئة الاجتماعية تختلف من عصر لآخر، بل من مجتمع لآخر، وذلك نظرًا لتقدم المجتمع أو تأخره، وأنماط الحياة السائدة في هذه المجتمعات.
توجد مجموعة من الاعتبارات يجب مراعاتها قبل دراسة العلاقة بين الإنسان والبيئة:
- الإنسان أحد مكونات النظام البيئي وأهمها.
- يعتمد الإنسان في بقائه على النظام البيئي.
- الإنسان أقدر الكائنات الحية على تغيير الأنظمة البيئية.
- الإنسان قام بإحداث تلوث بيئي، فأضر بصحته وأوجد خللًا في النظام البيئي.
- ترتبط المشكلات البيئية التي أحدثها الإنسان بمجموعة من العوامل المختلفة.
- الإنسان لديه قدرة على تحمل المسؤولية لتحقيق التوازن بين أنشطته والنظام البيئي.
نظريات توضح العلاقة بين السلوك الإنساني والبيئة
أولًا: حتمية البيئة:
الإنسان كائن سلبي إزاء قوى الطبيعة، وهذه النظرية تعطي للبيئة الوزن الأكبر في مجال العلاقة بين الإنسان والبيئة، وأن الإنسان مسير وليس مخيرًا.
ثانيًا: الحتمية الحضارية:
قدرات الإنسان العقلية ساعدته على تشكيل حضارة مادية وغير مادية، وعلى التحكم في مكونات البيئة، وهذا النشاط قد أخل بالتوازن البيئي.
ثالثًا: الاحتمالية أو التوافقية:
الاحتمالية قائمة على وجود بيئات يتعاظم فيها دور البيئة، وأخرى يتعاظم فيها دور الإنسان المنظور في مواجهة تحديات البيئة.
هذا يختلف تبعًا لخبرة الإنسان ومهاراته واتجاهاته، وعلى نوعية البيئة من حيث مواردها وإمكانياتها وسهولة التعامل معها.
المبادئ التي تحدد العلاقة بين الإنسان والبيئة
- العلاقات بين الإنسان والبيئة علاقات متشابكة ومعقدة، بسبب تعرضها للتغيير والتعديل بسبب التقدم الثقافي والاجتماعي والتكنولوجي.
- تؤثر المجتمعات الصناعية المتقدمة تأثيرًا كبيرًا عنه في المجتمعات البسيطة.
- الإنسان يوجد في البيئة ويمثل جزءًا منها، والإنسان لا يعيش بمعزل عن الأنساق الأخرى، وإنما يؤثر فيها ويتأثر بها ويتفاعل معها.
- تأثير البيئة لا يكون بصورة مطلقة، ولكن دور البيئة تقديم إمكانيات عديدة للحياة الاجتماعية في أي مجتمع من المجتمعات.
- ضرورة التعرف على تأثير العوامل البيئية على التنظيم الاجتماعي، وعلى التغيرات التي تحدث للأفراد والجماعات، والجهود التي يبذلونها للتكيف مع البيئة.
توجد بعض العوامل المؤثرة على علاقة الإنسان بالبيئة الاجتماعية، وهي:
أولًا: العوامل الإنسانية، وتتمثل في الآتي:
- العوامل الاجتماعية والثقافية.
- العوامل الاقتصادية.
- العوامل السياسية.
ثانيًا: العوامل التكنولوجية.
ثالثًا: العوامل الطبيعية.
أولًا: العوامل الإنسانية:
أ. العوامل الاجتماعية والثقافية، وهي:
- العلاقة الاجتماعية القائمة بين الأفراد والجماعات في المجتمع.
- التنشئة الاجتماعية.
- التعليم أو الأمية.
- القيم.
- العادات السائدة.
ب. العوامل الاقتصادية:
هي التي تؤثر على البيئة وعلى العلاقة الإنسانية بها، مثل مستوى دخل الفرد ومستوى معيشته، من حيث الحصول على الخدمات من عدمه، وذلك يؤثر على سلوك الإنسان حتمًا.
ج. العوامل السياسية:
وتلك العوامل تؤثر على البيئة، فالتخلف السياسي والأمية السياسية وغياب المشاركة يترتب عليه مشكلات بيئية عديدة، من إهدار إمكانيات وموارد.
اقرأ أيضاً:
الأبعاد الجمالية لأخلاقيات البيئة
طبيعة المجتمع الإنساني وما يتم بداخل من تدافع
ثانيًا:العوامل التكنولوجية:
يلعب هذا العامل دورًا واضحًا في تحديد العلاقة بين السلوك الإنساني والبيئة، إذ إنها المسؤولة عن تطور السلوك الإنساني على سطح الأرض.
ثالثًا: العوامل الطبيعية:
تؤثر العوامل الطبيعية على العلاقة بين السلوك الإنساني والبيئة، إذ إنها تتكون من عنصرين هما:
- العنصر الحي في البيئة الطبيعية، ويشمل التربة وما بها من عناصر، تؤثر تلك العناصر على السلوك الإنساني سواء كانت إيجابية أو سلبية.
- العنصر غير الحي، والذي لا يزال خارجًا عن سيطرة الإنسان، مثل السهول والهضاب والجبال.
أهمية دراسة السلوك الإنساني وعلاقته بالبيئة الاجتماعية
♦ ترى هتشون أن الهدف من دراسة السلوك الإنساني والبيئة الاجتماعية استكشاف القوى المحركة التي توجه السلوك الإنساني وتدفعه في مسارات معينة، سواء كانت هذه القوى مرتبطة بالنواحي الشخصية للفرد أو مرتبطة بالظروف البيئية المحيطة.
♦ تساعد العاملين في المجال الاجتماعي والنفسي على تنمية قدراتهم على تفهم أبعاد شخصية العميل، ودوافعه وأساليب تفكيره، والاتجاهات والقيم التي تؤثر على سلوكياته وتصرفاته وعلاقاته.
♦ تفهم دارس الخدمة الاجتماعية لمؤسسات المجتمع والأنساق الاجتماعية بالمجتمع، ويعد ذلك أساسيًا من أجل توضيح طبيعة التفاعل بين العميل بمستوياته المختلفة وهذه المؤسسات الاجتماعية، حتى يتمكن من التعرف على المشكلة ومعدل الخلل الموجود، الأمر الذي يساهم في إيجاد خطة تدخل بناءة وعملية لمواجهة الموقف وحل المشكلة.
♦ تنمية الوجدان وترسيخ القيم وكسب المهارات التي تعين على سلامة تعامل الفرد مع البيئة الاجتماعية.
♦ اعتبار أن الطبيعة هي أساس البيئة الاجتماعية ودعائمها وتعبير عن الحياة، وليست مجالًا للتلاعب الإنساني في مختلف مكوناتها الحيوية.
أهمية الطبيعة في حياة الإنسان
توجد أفكار رئيسة تنبثق منها أهمية دراسة السلوك الإنساني وعلاقته بالبيئة:
- الإنسان جزء من الطبيعة، ويشكل مكونًا ديناميكيًا في عملياته، مع الإدراك أن الإنسان ليس فوق الطبيعة بل ينبغي أن يشعر الإنسان بأنه أحد مكونات الطبيعة.
- اعتبار أن الطبيعة أساس ودعامة للبيئة البشرية وتعبير عن الحياة، وليست مجالًا للتلاعب الإنساني في مختلف مكوناتها الحيوية.
- بناء مشاعر الارتياح والتناغم في علاقة الإنسان بالبيئة، والمواءمة بين العقل والجسد وحدةً متكاملةً بعيدةً عن المتناقضات والازدواجية المربكة، التي نجدها في الغالب تعكس استخدام الجسد في تدمير البيئة، بينما نجد العقل قد لا يوافق على سلوك التدمير.
إن التعامل الحكيم مع البيئة يتطلب قدرًا كافيًا من حسن التصرف في المواقف المتبادلة، وتعلم كيف يجب أن يفكر الإنسان أمام المشكلات المختلفة حتى يصل إلى الحلول السليمة.
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا