مقالات

السعادة فى الميزان

تنتاب الإنسان حالات من الحيره كثيراً… لا يدرى أوهماً هو أم حقيقة … يبحث فى المشاهد والروايات عن ما يصيبه بالسكينة فيوفق قليلاً ويخفق كثيراً. لا يدرى لماذا خُلق وما الغايه من هذا وذاك وكل ما أنجزه من الطيبات وكل ما اقترفه من السيئات هل سيبلى بذهابه؟ أسئلة مصيرية إن لم يجد لها إجابه لن يتردد في انهاء حياته لتنتهى تلك الحياه التى لا طائل من ورائها سوى المتع الزائلة.

هذه الأسئله لا يجوز الإجابه عليها بغير قوة الإدراك: العقل. لا يصح أن تملى عليك، ولا يصح أن تنتظر وحيك الخاص. لابد أن تدرك العالم وتتفكر وتحلل توقيم وتستنتج ،وكل هذا لا يستطيع الانسان القيام به سوى بالعقل، لا بالنص ولا بالإشراقات ولا بالتجارب المعملية . ابحث عن إلهك حتى تسعد …. ولكن ما العلاقه بين الإله ووجوده ومفهوم السعادة ؟ هل السعادة مرتبطه بالديانة؟ بمعنى هل لو الحدت وتحررت من عبء وسيطرة الدين ومؤسساته لن أجد السكينة؟ للإجابة عن الأسئلة المصيرية ولايجاد أرضيه مشتركه بين الجميع فلنستخدم العقل ولنتعرف على مفهوم السعادة على حقيقته بالدليل والبرهان. متى يعتبر الانسان نفسه سعيدا؟ يسعد الانسان عندما تلبى حاجاته….. يرغب فى شيئ ما يشعر أن تحصيله سيحقق إضافة لديه أو سيجعله مرتاح البال غير ناقص ، وهذه تكون الإرادة .. ثم ينتقل الى مرحلة الفعل وهو السعى الى تلبية حاجاته. يشعر بالجوع فيسعى للتغذية… يشعر بالوحدة فيسعى للتواجد مع آخرين… يريد السلطة فيمتهن العمل السياسي ويصبح متسلطاً.. وهكذا. تولد الرغبة فيلبيها الانسان وعندما ينجح فى هذا يصبح سعيداً. يشعر بنقص ما فيسعى لسده فيصبح كامل. نستطيع أن نطلق على هذه العملية بالتكامل….

الانسان كائن مختار يتكامل بأفعاله الإختياريه .. كما تعلمنا من الحكماء. هذه القاعدة الكلية …. فالمقصد من فهم المطلوب يكمن فى معرفة ماهية الكمالات وحقيقتها. صنّف الفلاسفه والحكماء الكمالات الى: حقيقية ووهمية ، ووضحوا أن الفارق بينهما هو دوام التأثير… بمعنى أن ما تلبى به حاجاتك ويدوم تأثيره هو كمال حقيقى وما تلبى به حاجاتك ويكون تأثيره غير دائم فهو وهمى. كما وضحوا أن الاستزادة من الكمالات الحقيقية لا يمكن أن يضر بحقيقتك كإنسان روحاً وجسداً بل تصب فى سمو روحك وتقوية عقلك النظرى والعملى. وعلى النقيض الكمالات الوهمية الاستزادة منها تضر الجسد والروح وهى الكمالات التى وضع لها الدين حدوداً وقيوداً.

الكمالات الحقيقية مثل المعرفه والاخلاق والبر والاحسان … والكمالات الوهمية مثل الشهوات وطلب الرئاسة والدنيا بمتاعها. شعورك بالاختناق طوال الوقت سببه أنك غلبت شهواتك وماديتك على روحك فتاهت فى مكان ما وسط الشحوم… إحساسك بالعبث في الخلق وجدواه؛ سببه جهلك بحقيقة العالم ومن فيه ومن بدأه…. تتحرك في هذه الدنيا ملبياً إحتياجات جسدك وشهواتك ناسياً ما يبقيك حياً …. روحك.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الحق أن السعاده مرتبطه بمعرفة الله… معرفة مصدر الكمال ومبدئه ….أن تتخلق بأخلاق تتعامل بها مع المخلوقات ليس بدافع المصلحة والنفعية بل بدافع الواجب والإقتداء بمركز الكون…. منه وإليه. تحتاج الى واضع قوانين يحدد المدى المطلوب من الكمالات الوهمية بما يناسبك ، وليس كما ترى أو تعتبر…. الإنسان كائن فقير معرفياً… لابد أن يسد فقره من مصدر عالم مهيمن رحيم. إذا أردت السعادة في هذا العالم وما بعده ، عليك بتغذية عقلك وروحك بما يضمن لك الخلاص.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

مقالات ذات صلة