أثر التدخين على الفرد والمجتمع
ذكر المؤرخون أنّ اكتشاف التبغ كان مع اكتشاف كريستوفر كولومبس لأمريكا؛ حيث أهداه السكان الأصليّون التبغ وبعد فترة جلبه البحّارة إلى أوربا.
وفى عام 1760 تم إنشاء أول شركة في نيويورك لتصنيع التبغ والسيجار، وفى عام 1902 بدأ “فيليب هورسن” في بيع السجائر التي تلف باليد، وأسس مجموعة محلات في نيويورك لبيع السجائر، وشهدت السجائر رواجا كبيرا خلال الحرب العالمية الأولى والثانية، ثم ظهرت التحذيرات الصحية بعد ذلك.
أمنية تمنّاها أحد أصدقائي ذات يوم؛ تمنّى لو يقسم نصيب الكرة الأرضية من الغلاف الجوى على قاطنيها بالتساوي كلٌ يفعل في نصيبه ما يشاء!
وفى عام 1965 أوقفت إنجلترا إعلانات السجائر فى التليفزيون ثم بدأ منع التدخين فى الأماكن العامة وفى رحلات الطيران الأقل من ساعتين، ثم تم منعه نهائيا فى رحلات الطيران، ولا يخفى على أحد منّا أن محمد علي هو من أدخل الدخان إلى مصر حيث بدأت زراعة التبغ فى عهده واحتكر صناعته وذاع صيت التبغ المصرى عالميا.
تاريخ صناعة السجائر في مصر
بدأ بعض الأجانب بإقامة مصانع للدخان فى مصر وطور الإنجليز مذاقها وكانت مصر تصدر السجائر إلى كل أوروبا وبريطانيا خصوصا.
بعد ثورة 52 وقرار تأميم الشركات قابل “ماتوسيان” -مديرشركة “ماتوسيان”- الرئيس عبد الناصر الذى كان مدخنا شرها للسجائر من نوع “كينت” وقال له عبد الناصر: لو انتجت سجائر مثل كينت فسأكون من زبائنك.
فكان رده : “Mr. president, your wishes are our orders” ليكون ذلك السبب الذي جعل ماتوسيان ينتج ما يعرف بالسجائر الأرخص في مصر “سجائر كليوباترا”.
ومن الطريف في حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، غمرت الشركات إعلاناتها ومنتجاتها بصور الفنانين والفنانات، فظهر على إعلانات شركة “واسب” فاتن حمامة وأنور وجدي وليلى مراد، كما احتلت فاتن حمامة أيضا إعلانات شركة “أطلس” مع زوجها عز الدين ذو الفقار وهدى سلطان.
تعرف على كيفية التخلص من عادة التدخين
تعرف على تأثير التدخين على الجسم والصحة العامة
إحصائيات عن التدخين ومخاطر السجائر
استعرضت معك سريعا تاريخ ظهور التدخين فدعني أعيد على مسامعك بعض الإحصائيات التي مللت منها، دعنى أخبرك أن:
78%من حالات إصابة جلطة القلب مدخنون، و70%من حالات الذبحة الصدرية مدخنون، و68% من حالات الإصابة بسرطان الرئة مدخنون، وإذا كنت ممن يدخن 20 سيجارة يوميا فأنت معرّض لموت السكتة القلبية بنسبة تفوق الخمسة أضعاف عن غير المدخنين، ومعرض للإصابة بالنوبات القلبية بنسبة ثلاثة أضعاف عن غير المدخنين، والتدخين يزيد من خطر الجلطة الدماغية بنسبة 400%.
منذ ظهور التدخين تعددت الفتاوى والآراء الفقهية في مدى تحريمه أو كراهيته وقد أصدرت دار الإفتاء المصري والمجمع الفقهي الإسلامي فتوى بتحريمه قطعيا ولكن لا عليك من هذا فإن كانت هذه الفتاوى نابعة من وازع صحي ومادي واجتماعي فأنت بالتأكيد مستثنى من هذه الفتاوى!
فكما ذكرت لك كلها أمور إحصائية لا تستهدفك أنت بالضرورة لكن تخص أناسا غيرك، أناسا يموتون بالذبحة الصدرية فما دخلك أنت بهم! أنت لن تموت بالذبحة الصدرية ولا غيرها فأنت بينك وبين الموت عمر طويل مديد مليئ بالصحة والعافية والنشاط بإذن الله تعالى!
قل لي كيف يدخن الطبيب وهو يعلم هذه الإحصائيات اكثر منى ومنك؟ وهل يمكن أن تصدر فتوى بتحريم القيادة بسرعات عالية إذا ذكرت الإحصائيات أن معظم الحوادث تنتج عن الزيادة فى السرعة؟
حقيقة لا يهمنى كل هذا لقد سئمت منك ومن المدخنين أجمعين! لقد سئمنا كلنا من إسداء النصيحة لكم وتبيان أن التدخين يضر بصحتكم وبصحة من حولكم.
ولعلي أذكر قصة طريفة أنه أثناء ركوب القطار- وتعرفون مدى ازدحام القطارات المصرية – كان هناك كالعادة من يدخن سيجارة فإذا بسيدة تعاتبه وتخبره بأنه يستفيد فقط ب20%من السيجارة و80% الباقية تذهب لها هى عن طريق “التدخين السلبى” فإذا به يفصح إفصاحا
ويقول: “خذى أنتِ السيجارة ودخّنيها لتأخذى 20% فقط وأنا أستفيد ب 80%الباقية!” إنها “البجاحة” بعينها يا سادة.
اقرأ مراجعة أفضل فيلم عن التدخين فيلم شكرا على التدخين
ما هو حل مشكلة التدخين في المجتمع؟
حقا أما آن للدولة أن تكف عن عبثها فى أن تكتب على علبة السجائر “التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة” أو تأتى بصورة بشعة لرئة مصابة بسبب التدخين، أما آن لكم أن تدركو أن هذا لم يأت بنتيجة.
لا أريد منكم أن تنصحوا شخصا لا يبالى هو بصحته بل فضلا عن ذلك يعبث بصحة الآخرين، لا أريد منكم أن تساعدوا شخصا فرّط فى حقه فى أن يشم هواءً نظيفا، بل ويتعدى ليلوث كل الهواء المحيط به فيسلب ممن حوله حقوقهم.
هل يعقل أن يخرج الرجل من صلاة الفجر ممنّيا نفسه بأن يشم أكثر هواء اليوم إنعاشا فإذا بأحد هؤلاء يشعل سيجارة يعكر بها جو المكان كله!
حقا كفاكم، اضربوا على يد هؤلاء الذين يضيعون حقوقهم ويسلبون الآخرين حقوقهم، فبدلا من أن تكتبوا علي علبة السجائر “التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة” اكتبوا لهم على علبة السجائر بخط عريض “التدخين فى الأماكن العامة جريمة يعاقب عليها القانون.”
عزيزي القارئ تذكر معى أمنية صديقتي التي حدثتك عنها في أول المقال ولكن هيهات وتذكر معى قول الشاعر:
ويا ليت المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
فمن الآن لا تفرط في حقك كإنسان، حقك في ألا يسلبك أحد هؤلاء هواءك النظيف الذى حباك الله إياه.
وأخيرا عزيزي المدخن التدخين لا يدمر صحتك ولن يسبب وفاتك، ولكنه حقا يؤذيني.
فأرجوك إذا أردت أن تدخن اختلي بنفسك فلا تدعنى أراك والدخان يخرج من فمك مستهزءا بي، فإذا فعلت هذا فلن أخفى عليك بأنك شخص ثقيل جدا على قلبى.
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.