إصداراتمقالات

فيلم الساموراي الأخير … الساموراي ما زال حيا ولم يمت the last samurai

ترمز أحداث فيلم الساموراي الأخير – كما هو معلوم للكثيرين – لقضية محورية فى تاريخ البشرية،

حدثت، وتحدث، وسوف يستمر حدوثها.

ضابط أمريكى عاصر حرب الإبادة التى تعرضت لها جماعات الهنود الحمر، من مذابح على يد الجيش الأمريكى،

الذى امتلك القوة المسلحة التى يستطيع من خلالها تدمير حتى الأفكار والمعتقدات وطبائع الحياة والعادات،

ويجعل من عقيدته وأفكاره الهمجية، النهج السليم الواجب اتباعه على السكان الأصليين ( الهنود الحمر )،

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وقد سمحت هذه القوة الهائلة، أن جعلته يفرض النمط الجديد على العديد من الشعوب المحيطة له.

فكرة فيلم الساموراي الأخير

ويتحدث المؤلف عن العلاقات الأمريكية اليابانية، كتجربة أخرى يمرر من خلالها رسالة فيلمه،

حيث يظهر لنا هذا الضابط، كإنسان عابث، بلا ماضى يفتخر به، أو مستقبل يسعى إليه،

ناقدا منطق ( حق القوة ) الذى يرى بأنك إذا امتلكت القوة للإخضاع فإنك دوما على الحق،

فيرسم لنا حياة مليئة بالتساؤلات التى لا يستطيع بطل فيلمنا الإجابة عليها،

من قبيل أنه يرى نفسه مجرد قاتل يعمل تحت زعامة قتلة، هم فى الأساس لصوص يسرقون خيرات الشعوب الأخرى..

ويجسد- فى مقابل هذا النمط من الفهم- نمطا مغايرا له تماما، مستخدما معركة سماها (الساموراي الأخير)

الذى يمثل رمزية لمنطق الثوابت التى مهما تعرض أنصارها للقهر،

فإنها باقية بقاء الدهر، ذلك لأنهم يمثلون أسلوبا آخر لفهم الحياة،

أسلوبا آمن بقيمة الإنسان الحقيقية المتعالية عن سياسات البطش والسيطرة واحتقار الآخرين،

ومارسه كأسلوب حياة، حيث رسم لنا صورة من نمط الحياة لشعب الساموراى بقيادة زعيمهم ( الساموراي الأخير )

حقائق عن الساموراي

فمعنى ساموراى هو:

الخدمة التى تعبر عن الحكمة القائلة فى تراثنا الأخلاقى،

بـ خادم القوم سيدهم الذى يدافع عن قيم ثابتة تتمثل بزراعة غذائهم وصناعة سلاحهم ونقل تراثهم لأجيالهم

ويمارسون ذلك فى سيادة تامة على حياتهم فى إطار اخلاقى يتخذه أهل هذا المجتمع دستورا لحياتهم،

مؤمنين به ومدافعين عنه، لأنه حقق لهم المعنى الحقيقى كأحرار شرفاء،

لا يمكن لأى منطق مهما امتلك من قوة مادية، أن يتغلب على منطقهم.

ومع وقوع بطل قصتنا تحت أسر الساموراى، فى معركة كانت المعركة قبل الأخيرة،

هنا يأخذنا مؤلف الفليم فى سياق، هو فى الأساس دراما للبشرية كلها

والتى تدور فى صراع المبادئ والمنفعة، فى أعماقنا كبشر.

فيصطدم بطل الفليم بنمط حياة شعب الساموراى ويشعر بالفارق الكبير فى تلك الحياة التى تربى عليها،

وهذه التى أصبح فيها.. ليحسم بطلنا صراعه الداخلى ويقرر أن يكون فردا من أفراد هذا الفريق الجديد،

بأن تأكد أن الحياة التى تحافظ على إنسانية الشعوب وأفرادها،

هى الحياة الجديرة بالانتماء لها والدفاع عنها..

ولم ينس مؤلف فيلمنا الشيق أن يؤكد أن التاريخ يرصد لنا المشهد مسجلا للأجيال القادمة

هذا الصراع الذى يكرر أحداثه باستمرار.

فحين بدأت المواجهة قدم لنا أصحاب الأرض الأصليون ( شعب الساموراي ) ملحمة ستكون هى الباقية،

رغم انهزامهم الظاهرى بموت الرجال،

فى موقف رائع تمثل فى استيعاب الشعوب لصدق القضية التى دافع عنها شعب الساموراى بقيادة قائدهم ( الساموراي الأخير )

بأن قام الجنود المنتصرون ( عسكريا ) إلى تقديم تحية التقدير والاحترام لهذه الرموز التى تحمل تلك الثوابت،

مشيرًا للمنتصر الحقيقى فى هذا الصراع وإن كان الظاهر هزيمتهم عسكريا..

الساموري وواقعنا

إن قصة الساموراي هى اختزال لقصة البشرية ونضال أصحاب المبادئ العليا بشكل عام،

ولكن للأسف، فمع انبهارنا وإيماننا بنبل تلك القضايا،

لايزال الكثير من أفراد مجتمعاتنا يعتبرون أن استمرار النضال ضد الظلم بكافة أشكاله يتم فقط داخل شاشات السينما،

وأن معطيات هذا العصر وأدواته اختلفت

لدرجة تجعل رضوخنا لسيطرة الأدوات الناعمة والخشنة لعصابات النظام الحالى هو الخير بعينه! أو أن هذا الزمن لم يعد يفرز أبطالا،

إن لم تكن البطولة من الأساس هى مسألة ” وجهات نظر ” !

فهل كانت معركة الساموراي بالفيلم هى الأخيرة حقا؟

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.