مقالات

الحيوانات تتزاوج أما الإنسان فهو يتزوج، فما الفرق بين هذا وذاك؟!

ما هو الزواج

الكون، كل شيءٍ حولنا ما هو إلا بمثابة جزء مكمِّلٌ لصورةٍ كبيرة ومفهومٌ كبير اسمه الكون، والوِحدةُ الأساسية التي يعتمد عليها الكون كله للوصول لهذه الصورة هو التكامل، هذا التكامل الذي يمثل ربطا لكل هذه الأجزاء يجعلها في مفهومٍ واضح يقدم قيمةً ومعنى، مثل المفهوم الدارج بين الكثير من الناس وهو الزواج، والذي يمثل الوحدة الأساسية في تحقيق هذا التكامل بين الرجل والمرأة، والذي يتكون من أجزاءٍ كثيرةٍ قد يغفلها البعض وقد يضعها البعض في غير محلِّها، وقد يتحول المفهوم لدى البعض من الزواج إلى التزاوج، والذي يختزل مفهوم الزواج في عملية تناسل بين الذَّكر والأنثى لإضافة مجموعة أرقام لتعدادِ هذا الكون، والزواج هو ليس هذا ولا ذاك، الزواج عملية تكامُلٍ بين الرجل والمرأة مكونةً صرحا كبيرا يمثل القاعدة الأساسية لهذا الكون وهي الأسرة، فيجب أن يكون هذا البناء ذا قواعِدَ سليمة لكي يتم بناء هذا الصرح بصورة سليمة تتوافق مع ما صح من القيم والمعايير الإنسانية والدينية، ونتيجة وجود خلل بتلك القيم والمعايير بالمجتمع يتدهور ذلك المفهوم ويتدنى من الصورة الكلية والتكاملية ويُختَزَل في جزءٍ صغير والذي يُمثّل عائقا في تكملة مسيرة بناء الأسرة، يتمثَّل ذلك الجزء فيما يسمى “الشبكة”، تلك الأخيرة التي كانت بمثابة عائق يحول دون الوصول إلى التكامل ويقوم باختزال الزواج والنظر له من زاوية الشق المادي فقط، ويكأنَّ العلاقة قائمةٌ على تزاوج أجساد وفقط، والتغافل عن الشق الروحي والمعنوي لهذه العلاقة، فيجب على العاقل أن يضع كل جزء في مكانه الصحيح وألَّا يتغافل في جانب على حساب الآخر، فالزواج عملية تتكون من شق روحي، ومعنوي، نفسي، واجتماعي، ووجداني، ومادي، والحكيم هو من لديه القدرة على تحقيق هذا التكامل ووضع كلٍّ في مكانه المناسِب متجنبا ما يمثله الإخفاق في هذا المفهوم في انعكاساتٍ سلبية وتشاؤمية على الوعي المجتمعي والعقل الجمعي ككل لنرى صورا لهذه الانعكاسات على صفحات التواصُلِ الاجتماعي والفيس بوك بأنه لا يوجد زواجٌ مثالي (وأنَّ كل الرجال خائنون وأنَّه لا يوجد حب حقيقى بل هي مجرَّدَ أوهام) وتطلق الأحكام وفق تجارب شخصية ليكون في انتظارها البيئةُ الخِصبة لذلك وهي مواقع التواصل الاجتماعي، لتتحوَّل من مجرَّدَ تجاربٍ شخصيةٍ وأحكام خاصة بالفرد نفسه إلى التعميم على كل التجارب واستخلاص نتيجة واحدة للكل، وتبدأُ عمليات الشير واللايك لتعمم ذلك المفهوم المجتزأ المختزل في حكم فردي لشخص أو أكثر فيجب علينا أن نحسن التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي ككل، وأن نضع كل جزءٍ في مكانه الصحيح لتحقيق ذلك التكامل الذي يتوافق مع إرادة الله في الأرض، والذي يحقق التناغم والتوافق للبشرية ككل

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 

محمد حسن

 

طالب

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالقاهرة